تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

المرتشى والمنبوذة !

لم يعد بوسع نتنياهو الهروب من الواقع الذى يلاحقه، فهو ليس فقط فى مواجهة خصومه السياسيين فى الداخل، بل يواجه مجتمعًا دوليًا ضاق ذرعًا بأساليبه المراوِغة وسياساته التى باتت تستهدف تحقيق مكاسب شخصية على حساب استقرار المنطقة.

قد يتساءل البعض: كيف لرجل كان يُعتبر أحد أذكى الساسة فى إسرائيل أن يتحول إلى شخص يفقد توازنه السياسى بهذه السهولة؟ الإجابة تكمن فى تعنته وإصراره على البقاء فى السلطة بأى ثمن

قضية محور فيلادلفيا ليست مجرد نقطة خلاف دبلوماسي، بل هى رمزية عميقة لتراجع القوة الإسرائيلية أمام موقف عربى ودولى موحد. فى وقت سابق، كانت إسرائيل تتحدى قرارات المجتمع الدولى بشكل شبه معتاد، لكن هذه المرة الوضع مختلف تمامًا.
 

ليس فقط لأن مصر قادت جهودًا حثيثة لدعم سيادتها وأمنها القومي، ولكن لأن نتنياهو لم يعد يتمتع بتلك الحصانة التى كانت تتيح له التصرف بحرية. لقد فقد هذه الحصانة حينما سقطت ورقة التوت، وبات واضحًا أمام الجميع أنه ليس أكثر من «محتال مرتشٍ خائن للأمانة»، كما وصفه القضاء الإسرائيلى نفسه، بل وسقطت ورقة التوت عن إسرائيل التى يدعون أنها واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط.

انسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا ليس شرطًا قابلاً للتفاوض، ولن يدخل ضمن صفقات، وكل التصريحات القادمة من واشنطن تؤكد ضرورة الانسحاب، أولاً باعتباره أمرًا بديهيًا ومن المسلمات التى لا تقبل مراوغة أو تحايلاً.

ما يثير العجب هو كيف يصر نتنياهو على مواصلة مغامراته السياسية رغم كل هذا الرفض الدولى فى الوقت الذى يسعى فيه العالم للسلام والاستقرار؟، يواصل نتنياهو إثارة الأزمات، وكأنه لم يتعلم من دروس الماضي. وإذا كان التاريخ يعلمنا درسًا فهو أن أولئك الذين يرفضون التعلم من أخطائهم محكوم عليهم بالفشل، ونتنياهو ليس استثناءً.

مصر، التى تعاملت مع الأزمة بذكاء دبلوماسى وصبر سياسى تحسد عليهما وسط كل الغوغاء والتجاذبات واستدعت قيادتها السياسية كل أدوات ضبط النفس واستخدمت تكتيكات النفس الطويل حتى أفرغ المرتشى من جعبته كل ألاعيبه، وكعادتها فى الأزمات الإقليمية أظهرت للعالم مرة أخرى أنها ليست مجرد دولة فى المنطقة، بل هى قائدة وحامية للاستقرار وباحثة بصدق عن التهدئة وكانت طوال الأزمة الوسيط الموثوق، ولا يمكن أن تعنى الوساطة التنازل عن الثوابت الوطنية أو التفريط فى القضية.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية