تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
سنوات ترامب الصعبة
ليس من حقى وأنا هنا فى القاهرة، أن أقوم بعملية تقييم موضوعى لاختيارات الجالية العربية والإسلامية فى أمريكا ، وهى كتلة لا يستهان بها، التى وفقاً لكل التقارير، رجحت كفة فوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية، فى تصويت عقابى لسياسات الإدارة الحالية ومواقفها من العدوان الإسرائيلي، والمنافسة الثانية هاريس، نائبة بايدن وشريكته فى الأمر ، وقد أتفهم ذلك ، ولكن السؤال مازال يبحث عن إجابة، وقد أساعد فى ذلك من خلال نظرة على (الماضى القريب) لسياسات ترامب ،وهو ليس جديدا على المنصب، فقد استمر سيدا للبيت الأبيض طيلة أربع سنوات سابقة، شهدنا خلالها مواقف كارثية، مازلنا نعانى منها ،ونماذج ذلك ، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن، والسماح لإسرائيل بضم الجولان، وطرحه لمشروع صفقة القرن، حيث يتردد أن نتنياهو هو من كتبها، ودوره اقتصر على الإعلان عنها فقط ، والتى أثرت بالسلب على مسار القضية الفلسطينية، وهى لب الصراع العربي الإسرائيلي، شاء من شاء وأبى من أبي، قد تكون الإجابة- ثانيا - وعوده للعرب والمسلمين أثناء الحملات الانتخابية، ولعل أهمها توقيعه على رسالة، يقر فيها بأنه سيستخدم نفوذه لوقف الحرب، وأنه يسعى إلى السلام فى المنطقة، ونجاحه فى الترويج لنفسه، على أنه مرشح للسلام.
ولكن علينا فى نفس الوقت أن نتوقف طويلاً إلى التصريح الكارثى الذى جعله ، أول من اكتشف صغر مساحة إسرائيل، التى تحتاج إلى التوسع والتمدد، دون أن نعرف منه من أين؟ وإلى أين ؟ وعلى حساب مَن ؟ فالمؤكد أنه لن يكون فى الفضاء أو على القمر، ولكن على حساب دول جارة وشعوب مستقرة، ولكن عند ترامب لا شىء يهم ، ولن تطول فرصتنا فى التوصل إلى إجابة، ومن خلال وقائع ثابتة على مرأى ومسمع الجميع، بما فيهم عرب ومسلمى أمريكا، فهو سيسمح لإسرائيل بضم المنطقة ج فى الضفة الغربية، والتقسيم الدائم لقطاع غزة ،وعودة المستوطنات إلى شمالها، وتدمير المنطقة الحدودية مع لبنان، فكل التوقعات تتحدث بأن أول قراراته، ستكون الاعتراف بشرعية بالمستوطنات الإسرائيلية، والتى يصل عددها إلى ٣٠٠ مستعمرة يعيش فيها ٨٠٠ ألف نسمة، كما يقول يوسى دجان رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلية، الذى تلقى دعوة من البيت الأبيض لحضور حفل تنصيب الرئيس فى يناير المقبل، وكذلك إلغاء كافة العقوبات التى فرضتها إدارة بايدن ضد بعض المستوطنين، وهذا الرجل -دجان - من المقربين من طاقم ترامب، وهو نموذج وتجسيد لليمين الإسرائيلى المتطرف، ويرى فى وجود ترامب فرصة تاريخية لن تعود، نموذج آخر مريم اديلسون صاحبة صحيفة اسرائيل هيوم كانت بوقاً لترامب ،وتبرعت لحملته بمائة مليون دولار، مقابل وعد بضم الضفة الغربية لإسرائيل، ورفض حل الدولتين، ناهيك عن الحفاوة التى قوبل بها من قبل الطبقة السياسية فى اسرائيل ، ويكفى أن ترامب قد أجرى ثلاثة اتصالات فى أقل من أسبوع مع نتنياهو، وأرسل وزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر إلى واشنطن، وهو الأقرب إليه وضمن جدول زيارته اجتماعات مع مسئولين فى الإدارة الجديدة، ومن جهته وزير الأمن القومى الإسرائيلى بن غفير الذى اعتبر أن فوزه ، هو وقت للنصر ووقت للسيادة أما وزير المالية سموتريش فقد كشف عن المستقبل القريب عندما قال إن (٢٠٢٥ عام السيطرة الإسرائيلية على الضفة) ،أصدر تعليماته للاستعداد للتنفيذ.
يا سادة .. ترامب، قد ينجح فى إنهاء العدوان خاصة فى ظل قناعة فى أوساط أمريكية، ومن بينها إدارة ترامب بأن ٨٥ بالمائة من أهداف الحرب، قد تحققت، سيسعى إلى تسوية سياسية فى المنطقة، ولكن ماهى شكلها وماهي
الأثمان المحفزة والمدفوعة لإسرائيل للقبول بها ؟هو سيغض الطرف عن ضم ١٢٠ كيلو متراً من ٣٦٠ من غزة ،التى سيطر عليها الجيش الإسرائيلى حاليا، سيرفض انهيار السلطة الفلسطينية، ويسمح لها بضم المنطقة ج فى الضفة، للأسف لن أكون متشائما، إذا قلت فى عهد ترامب لن تكون هناك أى فرصة لإقامة دولة فلسطينية، وذلك وصفه للفوضى، وعدم استقرار فى المنطقة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية