تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حازم عبدالرحمن.. قصة تحكى الأهرام المعاصرة!
رحل صديقى، وأخى الأستاذ حازم عبدالرحمن، الإنسان الطيب، والشريف، والمؤمن بحق قبل أن يكون الصحفى المحترف، والمهنى المميز، الذى يعرف قيمة المهنة، ومعنى المسئولية بجدارة. مازالت كلماته المؤثرة تتردد فى أذنىّ ولا تفارقنى ما حييت.. كان قرار تعيينه مديرا للتحرير قد أصدره أستاذنا إبراهيم نافع قبل مغادرته مسئولية رئاسة تحرير الأهرام بأشهر قليلة، وبعد تعيينى رئيسا للتحرير جاءنى حازم معتذرا عن المنصب، فاجأنى: لماذا يا حازم.. هل لا تريد التعامل أو الشراكة معى فى المسئولية؟.. هل لك ملاحظات عليّ؟ قال: هذا قرارك، وقلت له: قرارك أنت قبل قرارى.. هناك شراكة ترقى إلى أعلى الدرجات بين المنصبين قد تصل إلى الأخوة.. سنعمل معا.. لقد اختارك من رشحنى وأنا أثق فى اختياراته، بل أؤمن بها، وعشنا معا أحلك، وأجمل سنوات المهنة، وأخصبها له ولى، وقد تعاملنا معا بأخلاق الأهرام، ومهنية الصحافة.. لم نختلف أبدا، رغم اختلافنا فى التفكير السياسى، أو زوايا الرؤية، ولكن كان مقياسه مهنيا بحتا، وأهراميا بدقة بالغة، ولذلك اتفقنا دوما وصفحات الأهرام تشهد بذلك، بل صفحتنا الأولى بيضاء مشرقة تحمل تاريخ مصر خلال تلك الفترة المميزة وأمانة المسئولية.. لقد كنت يا حازم صديقى، وأخى، وشريكى، وسوف أشعر ما حييت بالامتنان لك، والتقدير لأخلاقك المهنية، بل إكبارها، لأنها كانت معى مثالية للغاية، وتستحق كل الجوائز، والهدايا، بل الحب من إنسان لإنسان، ترقى أن أعتبرها أخوة مهنية مثالية قد لا تتكرر. لقد كنت أسافر فى المهام الرئاسية، ونتحاور معا، كل منا يؤدى مسئوليته تجاه الأهرام.. أنا أنفرد بالأخبار، والأحاديث، وأسبق الصحف العالمية، وحازم يرعى الأهرام ويقدمها للقارئ كأحسن ما تكون ونتكلم فى الصباح: أخبار مصر إيه؟.. يأتينى صوته: ما أرسلته أمس هو حديثنا اليوم.. ستعيش طويلا يا حازم فى تاريخ الأهرام.. فى تاريخى أنا شخصيا.. تحية إلى أخينا وحبيبنا فى العليين.. سبقتنا للعالم الآخر، وكلنا إليه راجعون، ولكننا كنا محظوظين بإخوّتنا التى تتفوق على زمالتنا.. رحمك الله، وحمى أسرتك، وجزاك عنا كل خير.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية