لقد دعانى أبناء مؤسستنا الخالدة (الأهرام) لحفل مرور 150 عاما على تأسيسها، وكانت رسالتى إلى دولة المسئولين فى مصر ضرورة الاهتمام بالصحف، والمجلات، ووسائل الإعلام القديمة، لما تملكه من خصائص، ومميزات اكتسبتها عبر تاريخ طويل، ومتأصل، وحتى لا تقع فريسة للحظة المجتمعية الراهنة التى يعيشها المجتمع المصرى الذى يعانى تطورات سلبية لما بعد ما عُرف بـ«الربيع العربى»، الذى بدأ بعد 2011، وذلك عقب ثورتين خلقتا تطلعات وإحباطات، بل أمراضا نفسية ومجتمعية يصعب التخلص منها إلا ببرنامج مجتمعى شديد الانضباط للتعافى مما ألم بالمجتمع من إحباطات، ورؤى متناقضة لا تنسجم مع ما يمر به من تطورات واقعية لصناعة التقدم، والانتقال الموضوعى، والمنظم من مرحلة إلى أخرى أكثر تقدما تتناسب طرديا مع الوعى المجتمعى الذى تكون فيه البلاد، مع علمى وإدراكى أن برنامج التعافى للمجتمع المصرى ليس مسئولية الحكومات وحدها ولكن كل العناصر الفاعلة فى المؤسسات، والجامعات العامة والخاصة لتشجيع الشباب، وأن تصل إليهم الكتب، والمجلات، والصحف بأسعار مناسبة تتناسب مع دخولهم، وأن تنتشر المكتبات المتحركة فى الجامعات المصرية كلها، خاصة وعامة، وفيها سلة من الصحف، والمجلات، والكتب، ووسائل التعليم المختلفة، وأن تشارك محطات التلفزة فى برامج مختلفة لتنشيط القراءة والمعرفة، لأن هذه خطوة كبرى ليشعر المجتمع بأن الدولة معه، وتساعده لكى يعود إلى مائدة الدولة، وإلى دورها، وأن يساندها فى عمليه إنتاج السلع، والخدمات، وتطوير المشروعات الكبرى فى مصرنا الحبيبة. لقد مرت الصحافة فى أيامنا بأوقات صعبة تجاوزتها، وبنت عليها، ولم تتأثر بكل العوامل، وهذا ما أراه سيتحقق فى السنوات المقبلة للأهرام وشقيقاتها (دار الهلال، والأخبار، وروزاليوسف، والجمهورية)، ولكن الدولة ومؤسساتها عليها أن تساعد فى إنجاح هذه المنظومة الإعلامية فى القرن العشرين لكى تستمر فى القرن الجديد بأداء أفضل لنحمى مجتمعاتنا، وشعوبنا العربية من تأثيرات ضارة ستكون مصحوبة فى الإعلام العالمى البديل الذى سوف يحاول أن يؤثر على منظومتنا الإعلامية، لأنه يريد أن يسيطر عليها، وأن يتحول تدريجيا إلى صانع الرؤى، وواضع أجندة مجتمعاتنا المعاصرة.