تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
صلاح السعدني
الإنسان منا لم يخلق لكي يأكل ويشرب وغدا يموت، مثلما يردد البعض وهو قول بالتأكيد يستحق المراجعة، ولكن لكل منا كإنسان عليه مسئولية .. تبدأ المسئولية أولا نحو نفسه، ثم نحو المجتمع الذي يعيش فيه ..ثم نحو الوطن الذي ينتمي له وبكل تأكيد قبل كل ذلك نحو الله الخالق والإنتماء الأخير هو إنتماء يدعم كل الإنتماءات السابقة، وهو الذي يلبس كل تلك الإنتماءات فرحا وسعادة لا نكدا وهما.
والحقيقة لا أعرف في طي تلك الكلمات وجدت نفسي مشدودا نحو الفنان صلاح السعدني .. الفنان الذي عاش بيننا كواحدا منا لأنني كنت أشعر أن هذا الرجل بملك مواصفات ومقومات مختلفة ولكنها مقومات رشيدة ولاسيما في مسألة الإنتماء ..صلاح السعدني كان لديه إنتماء حقيقي لناسه ولبلده وهو ما أنعكس بشده على أدواره في كل ما كان يقوم به في التمثيل .. فقد رأيناه العمدة ورأينا الولد الشقي وعندما كان يتحدث أثناء ادائه لدوره في التمثيل تشعر أن ما يقوله حقيقة لأنه كان يتقن دوره ببراعة شديدة نابعة من إحساس معاش ولديه صدق في الإنتماء للدور لأنه كان يؤديه بإتقان شديد لأنه بإختصار شديد كان معاشا لما يقوم به ومن ثم صادقا مع نفسه في كل ما كان يقول ولن يحدث ذلك إلا بالإنتماء الحقيقي للنفس وللمجتمع وللوطن الذي يعيش فيه.
أحب الناس صلاح السعدني لأنه أحب الناس ولأن نبرات صوته لم تكن بعيدة عن الصدق ونظرات عينيه مدققه بحب لكل ما ينظر إليه فلا تشعر أبدا وأنت من مشاهديه ومتابعين له أنه غريبا عنك بل هو واحدا من اسرتك ومن بيتك ومن وطنك هكذا كل من كان يشاهد صلاح السعدني الإنسان والفنان والسياسي أيضا في أرائه الوطنية عندما كان يدلوا بدلوه.
اعجبني جدا ما قاله عن أبنه أحمد السعدني في أحد حواراته وكيف كانت علاقته بأسرته الصغيرة وتشجيعه وحرصه على ميريت أبنته وكيف كان دائما كان مشجعا ومساندا لها ومحتويا لها لأنه رجل بيت وأسري حق الرجولة كما كان ممثلا ممتازا
أتصور أن صلاح السعدني الذي لم أحظ بمقابلته ولا مرة أنه لم يكن بعيدا عني بل كنت أشعر به وبإنسانيته وعبقريته الحياتية والفنية وهذا ذكاء فنان من ناحية وتركيبة إجتماعية وإنسانية من ناحية أخرى.
نحن نحتاج في حياتنا من هو مثل صلاح السعدني ..نحتاجه في الأسرة وفي الفن وفي السياسة ..لأننا نحتاج الصدق والأمانة والإخلاص وحب الأسرة والوطن.
صلاح السعدني لم يتكلم عن حب الأسرة ولا عن حبه للمجتمع الذي يعيش فيه ولا عن عشقه للوطن . بل كان كتاب معاش لكل ذلك
صلاح السعدني كان فنانا بدرجة إنسان وبدرجة مصري وطني حتى النخاع ..مات العمدة سليمان غانم وحسن ارابيسك وفارقنا بالجسد لكن أعتقد أن كل من عاصر وشاهد صلاح السعدني لن ينساه وسوف تبقى أعماله بيننا وسيسعد كل من يراه سواء كان على شاشة التلفاز أو السينما رغم أعماله القليله بالاخيره، لانه كان أكثر إبداعا في التليفزيون ومن ثم دخل السعدني كل بيت وكان صديقا للكل وأحبه الجمهور لأنه كان صادقا معهم في كل ما كان يؤدي من أدوار كانت تدور كلها بيننا ولاسيما في الأدوار التي كان المجتمع يموج بها
رحم الله الفنان صلاح السعدني و عوضنا الله عنه خيرا ومنح أسرته وكل محبيه صبرا وسلونا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية