في رمضان ذكريات وحواديت لا يمكن نسيانها ولاسيما ذكريات الطفولة عندما كنا نسهر في الشارع حتى يمر عم نافع المسحراتي في قريتنا ريدة والتي تبعد عن محافظة المنيا بحوالي أثني عشر كيلو متر جنوبا وكنا نسير خلفه بالفانوس لم يكن فيه كهرباء في ذلك الوقت ولكننا كنا ننتظر نور القمر والذي كان يفرش الشارع نهارا مثلما يقولون وكنا لا نشعر بالفرق بين بعضنا البعض ولم نكن ننطق كلمة مسلم هذا أو مسيحي ذاك.

وأتذكر في تلك الأيام وكانت في سبعينات القرن الماضي وفي قريتي ريدة نسبة إلى مقام الصحابي الجليل الشيخ أبو عبد اللاه الريدي عند منزل عم عبد الناصر الترزي رحمة الله عليه وعم عيسى وكان أيضا ترزيا وكانت أمي رحمة الله عليها مع كل الأمهات الراحلات تسهرن في الشارع مع الجيران من المسلمات وكن صديقات وأخوات في المأكل والمشرب وكنا نسمع حكايات أبو زيد الهلالي سلامه والناس سعداء برمضان رغم بساطة هذا الزمان وكم كنت أرى السعادة في وجوه خالتي الحاجة إعتماد مهني وكانت سيدة قوية وزوجة أبنها الحاجة نسيم وعم حجازي وعم سنوسي وشقيقه عم عيسى وخالتي هانم وأبنها عم حسين رحم الله الجميع كل هؤلاء كانوا يلتفون حول راديو صغير في بساطة ومتعة رمضان وفطارا بسيطا وسحورا بسيطا لم يكن بمثل هذه الأيام فيه أنواع من الأكل نتجرعها ولا نعرف أسمها لكن نشعر بلذتها لكن بساطة زمان كانت أفضل كثيرا ولا يوجد توتر ولا حروب ولا إرهاب ولا تصنيف.
كل الناس كلها سواسيه.

=====

وبمناسبة إنسحاب الأهلي من مباراته أمام الزمالك والتي منحت الأخيرة ثلاث نقاط وثلاثة أهداف على طبق من ذهب ورغم زملكاويتي وفرحتي بالنقاط إلا أنني كنت أفضل أن تلعب المباراة لأننا بنستمتع بالقطبين الكبيرين وكانت مباراتهما معا عيد ومازالت.

على أيه حال كنا في السبعينات وفي سهرات رمضان تتحرك نحو قرية أبو حماد نسمع المباريات هناك عند عم فولي مقابل قرش صاغ ولو مباراة مهمة كان المبلغ يتضاعف ونمشي سائرين على أرجلنا ما يقارب من أثنين كيلو مترا وكان معنا شخصيات جميلة من القرية طنطاوي عبد الحميد الأديب الكبير منحه الله الصحة والعافية وكثيرين وكنا نستمتع بكل شيئ في الريف والتي كانت تذخر بالمواهب الكروية في ذلك الوقت والتي لم تجد رعاية مثل حمدي يوسف ومعتز والذي كنا نناديه ببحه سيد نصر وشقيقه مجدي نصر الذي كان يرقص طوب الأرض هكذا مثلما يقولون من شدة حرفنته وقاسم الذي كانت تفوق مهاراته مهارات مصطفى شلبي لاعب الزمالك الٱن، لكن الدنيا حظوظ هكذا كنا نتعايش مع رمضان زمان ومتعة كرة القدم الحقيقية في ملعب المدرسة الإبتدائية الوحيدة في القرية ويا ويله من كان يتجرأ ويقف على سور المدرسة كان يتكلبج من صوت عم عبد الحميد فراش المدرسة والذي كان يرتدي ملابس مثل ملابس العمدة ولفة اللاسه على الرأس وجمالها.
كانت أيام رائعة في وحدة الوطن.

حفظ الله وحدة مصر والمصريين ورئيسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية
=====
&& ٱخر الكلمات 
 حقيقي مصر بلد مختلفة في حضارتها بناسها رأيت ذلك في إفطارات المحبة والوحدة الوطنية في الإسكندرية طرف القس يسري عيسى راعي الكنيسة الإنجيلية بالبيطاش وفي القاهرة طرف الشيخ رضا البطل عضو المجلس الإنجيلي العام رأيت كيف يجتمع المصريون معا على مائدة واحدة وكيف كان يقوم القس والشيخ على خدمة ورعاية الصائمين حتى يفطروا هذه الروايات لن تراها عزيزي القارئ إلا في مصر وحدها ..حفظ الله مصر والمصريين.