حظيت واقعة غرق سيدة ديروط شريهان صدقى بعد سقوط ميكروباص فى ترعة الابراهيمية باهتمام كبير ليس على مستوى أسيوط فحسب بل على مستوى عموم الصعيد والبلاد كلها وذلك بعد أن ألقت الأم الشهيدة بإذن الله بطفلتيها من نافذة الميكروباص وهى تغرق وفكرت فى إنقاذ حياتيهما بينما فقدت هى حياتها،

لترد على المقولة الشائعة بين الناس «إن جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك» فهذه السيدة غرقت لتنقذ فلذة كبدها وتضحى بنفسها من أجلهما وهذا ليس بجديد على المرأة فى قرانا وبلادنا بصعيد مصر فهى صاحبة تاريخ كبير من العطاء.

وقد فاجأت الدكتورة سحر السنباطى رئيس المجلس القومى للأمومة والطفولة الأهالى بزيارتها الطفلتين والأسرة لتقديم واجب العزاء والاطمئنان عليهما وقدمت الدعم النفسى للأطفال والأسرة وهى لفتة كريمة تركت أثرا إيجابيا فى نفوس أهالى ديروط الشريف.

المرأة فى هذه القرى صاحبة تضحيات كبيرة وليس لها حقوق تذكر أو مطالب ولا تفكر فى نفسها أبدا، هى سيدة بألف رجل تعمل بهدوء ولا تغيرها الظروف فسواء كان زوجها ميسورا أو فقيرا لا تشعر بأن هناك فارقا بين هذه وتلك وجميعهن تحسبهن أغنياء من التعفف،

ولا أبالغ إذا قلت إن كلهن مثل شريهان تقدمن التضحيات الكبيرة والجميع رجالا ونساء يتسابقون لتلبية مطالب الأسرة وتربية الأولاد بدون كلل أو ملل. وأيضا لابد من تأكيد أن المرأة فى بلدتنا التى أنجبت سيدة الميكروباص وغيرها من البلاد تكافح مع زوجها وتتحمل ظروفه،

هناك عشرات القصص لكفاح سيدات صابرات مجاهدات ظللن طوال عمرهن من سعادة الأسرة هم نماذج تستحق وسام الاحترام بل كل أشكال التكريم لا تكفيهم.