ليس هناك أدنى شك فى أن عشرات الملايين من عشاق كرة القدم استمتعوا بالمباراة الودية بين مصر وبلجيكا، أداء رجولى وخطة هادئة ولعب ممتع، ونتيجة مستحقة أعادت اسم مصر الكروى إلى الاذهان، لدرجة أن الجميع لا يصدقون أن المنتخب الوطنى صنع هذا الفارق وتفوق على المنتخب البلجيكى المصنف الثانى عالميا, وفى الوقت نفسه تجددت فى النفوس الحسرات من جراء عدم المشاركة فى بطولة كأس العالم، وصفر المونديال وغير ذلك من مراحل الهبوط الكروى ورغم أن المنتخب كان يعزف ويغرد فى الكويت لكنه كان عزفا منفردا بعيدا عن زخم وضجيج كأس العالم الذى أنطلق أمس فى قطر لكنها الاقدار تجرى على أعنتها وليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. الأمر الذى يحتم على اتحاد كرة القدم ضرورة العمل بشكل مختلف وألا تترك الأمور للمصادفة والنصيب لابد أولا من انهاء كل المشكلات العالقة وفك جميع المشاحنات المكتومة وأن يعمل الجميع على رفع اسم مصر بكل السبل ويكفى ما تم اهداره من فرص وكذلك الحال فى النوادى فهناك حواديت لا حصر لها وهناك مجاملات لا تنتهى وأمور كثيرة تحتاج الى مصارحة أليست مباراة مصر وبلجيكا فرصة عظيمة للبناء عليها لتقف الكرة المصرة عالميا وتحتل مكانتها بين الكبار وتتحول إلى صناعة حقيقية ولا يترك الأمر للمصادفة.

وأخيرا شكرا للنجم العالمى محمد صلاح ابن قرية نجريج الذى قاد المنتخب الوطنى فى ملحمة كروية كانت هى الأفضل منذ فترة طويلة وانتهت بنتيجة مرضية للفراعنة ومحزنة للشياطين الحمر وقد أديرت هذه المواجهة بلا حسابات بعيدا عن الخوف والضغوط لتفتح بابا جديدا للأمل وتبشر بمستقبل مختلف للمنتخب الوطنى.