عادت موائد الرحمن لتنتشر فى الساحات والميادين بالمناطق المصرية حيث ينفق أهل الخير مبالغ طائلة على إقامة الموائد خلال شهر رمضان المبارك، لدرجة أن القاهرة وحدها يقام بها تقريبا ٢٠ ألف مائدة، هذه الموائد حجبتها كورونا خلال الأعوام الماضية ورغم إيجاد بدائل لتوصيل الطعام إلى الكثيرين لكن روعة وجمال العطاء تتجسد فى التجمعات والوقوف على خدمة هؤلاء الصائمين وتجهيز كل ما لذ وطاب وتقديمه إليهم بشكل كريم وكل منطقة حسب مقدرتها، والأكثر روعة وإبهارا تلك الموائد التى بدأت تنتشر فى أحياء المحروسة، وتمتدّ فيها الطاولات لتصل لكيلو متر ويتجمع حولها أهل الحى بالآلاف لتناول وجبة الإفطار فى مشهد رائع وهؤلاء منهم عابرو السبيل ومنهم القادرون والفقراء والمسلمون والمسيحيون …هذه الموائد يعد لها ويقدمها أهل المنطقة ومنها مائدة المطرية التى حظيت باهتمام كبير من وسائل التواصل الاجتماعى وأصبحت حديث وسائل الاعلام لأنها عكست صورة مصر الحقيقية كنموذج للمودة والإنسانية والمحبة والترابط، لقد أعد القائمون على هذه المائدة وجبات تكفى ٤٥٠٠ فرد وتجاوز عدد الحضور ذلك بكثير فكان كل طبق يتشارك فيه اثنان بمنتهى الحب فضلا عن مظاهر الفرحة والبهجة والأجواء الرمضانية التى فرح بها الجميع خاصة الأطفال والشباب، وقد شارك فى هذه المائدة شخصيات مرموقة مثل السفير الكورى بالقاهرة الذى انبهر بالمشهد .. مائدة المطرية تفوقت على تاريخ موائد الرحمن الممتد عبر العهود القديمة لأكثر من ١١ قرنا.