لم تعد الصراعاتُ المحتدمة لترامب قاصِرة على العالم الخارجي، كما تجاوزت تضارب المصالح السياسية والاقتصادية ووصلت إلى دوائر أخرى لم تشهد هذه الحِدَّة قبلاً، بل إن خلافاته امتدت إلى داخل أمريكا، ومع جهات قوية، لم يحدث قط أن كان بينها وبين أى إدارة أمريكية سابقة هذا الخلاف!

آخر خبر من هذه النوعية المستجدة، بضم كتلة نوعية أخرى إلى الدوائر المتزايدة ضده، أن حاكم ولاية كاليفورنيا قرر أن يقاضى إدارة ترامب، الجمعة الماضي، لأن برنامج كفاءة الحكومة، الذى عيَّن ترامب على رأسه إيلون ماسك، أغنى رجل فى العالم، لا يقوم بتحسين أداء الحكومة بل بإضعاف المجتمعات المحلية وتقويض روح الخدمة العامة.

وذلك بعد قرارات بالتضييق على عمل مؤسسات تعمل بالخدمة العامة، بزعم أن نشاطها تبديد للمال العام! أضِف أيضاً، بأنه، قبلها بأيام قليلة، التهب الموقف فى جامعة هارفارد، المُصَنَّفة بأنها أكبر جامعة بأمريكا، ضد قرار ترامب الذى اشترط لاستمرار الدعم الفيدرالى للجامعة بأن تخضع لطلباته، حول كيفية الإدارة والتوظيف والتدريس، وجمَّد بالفعل مبلغ 2,2 مليار دولار من الأموال الفيدرالية المخصصة للجامعة!
وقد رَدّ رئيسُ هارفارد، فى رسالة على موقع الجامعة، بأنه لا ينبغى لأى إدارة، بغض النظر عن الحزب الحاكم، أن تُمْلِى على الجامعات الخاصة ما يمكن تدريسه! وهو ما أيَّده العديد من الطلاب والخريجين.

وانضم إلى موقف الجامعة باراك أوباما، وهو خريج هارفارد، وقال إن خطوة ترامب (متهورة)، وأشاد بالجامعة باعتبارها مثالاً يُحتَذّى به للجامعات الأخري!

هذه المعركة تمتد أيضاً إلى ما لا يقل عن 60 جماعة حددت فرقة العمل الحكومى المعنية بمعاداة السامية أنها ستراجع نشاطاتها. ويقول فريق ترامب إن القضية المطروحة الآن هى الاحتجاجات الجامعية المؤيدة للفلسطينيين.

وقد وصلت المعارك المستجدة لترامب إلى الفيفا (الاتحاد الدولى لكرة القدم)، حيث ستشارك أمريكا، مع كندا والمكسيك، فى استضافة بطولة كأس العالم 2026، ولا يدرى الفيفا كيف سيكون أثر قرار إدارة ترامب بحظر دخول الولايات المتحدة على مواطنى 43 دولة، من المؤكد أن بعضها سيكون له الحق فى المشاركة فى البطولة!

ahmadtawwab@gmail.com