كما ثبُت أن الاعتداء العنصرى الهمجى بعدة أساليب على اللاعب البرازيلى الفذّ فينيسيوس جونيور، المحترف فى صفوف ريال مدريد من مشجعين إسبان لنوادٍ منافسة، ينطوى على سوء نية ودوافع شريرة تستهدف تدميره نفسياً بهدف تعويقه عن الأداء ضد فرقهم، فقد تأكد أيضاً أن مقاومة العنصرية لم تهدأ بل إن المقاومين اتخذوا من هذه الواقعة، قبل 3 أسابيع، نقطة انطلاق فى عدة اتجاهات، كان أول ردود الفعل العفوية السريعة هذا الدعم واسع النطاق للاعب الضحية من أكبر نجوم الكرة حول العالم، وكان كذلك الموقف الإسبانى الرسمى بتوجيه اتهامات ضد هؤلاء المشجعين الذين أمكن ضبطهم ومعرفة هوياتهم وهم فى صفوف الجماهير بأدوات الرصد الحديثة، وفرض غرامات عليهم وحرمانهم من حضور المباريات لفترات طويلة، كما فُرِضَت غرامات أخرى على النوادى التى ينتمى إليها المشجعون لإشاعة روح المسئولية بينهم خشية على نواديهم، بأن يلتزموا بالقانون وبآداب المشاهدة.

ولم تكتف البرازيل التى ينتمى إليها فينيسيوس ببيانات الشجب التى أصدرتها فور الحادث، والتى وصلت آنذاك إلى إدانة صريحة من الرئيس لولا دى سيلفا لواقعة الإهانة التى لحقت بمواطنه اللاعب الشهير، كما طلبت الحكومة البرازيلية من نظيرتها الأسبانية اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة حوادث العنصرية، وإنما تصاعد الموقف الأسبوع الماضى إلى استصدار البرلمان البرازيلى، فى ولاية ريو دى جانيرو، قانونا جديدا يحمل اسم اللاعب (فينيسيوس جونيور)، من أجل محاربة الاعتداءات العنصرية فى الأحداث الرياضية. وينص على إيقاف أو إلغاء المباريات إذا شهدت هجمات عنصرية، وحدد بروتوكول عمل لتوجيه السلطات فى التعامل مع الشكاوى مع النيابة العامة، وإحالة مرتكبى الأفعال العنصرية للمحاكمة. لقد أدرك العالم، مع بروز الاعتداءات العنصرية حتى الآن فى القرن الحادى والعشرين، أنه لا يكفى الاعتماد على المدارس ودور العبادة ووسائل الإعلام فى الارتقاء بالوعى الإنسانى وفى ترسيخ قيمة المساواة بين البشر، وإنما يلزم أن يكون لأجهزة الدولة دور مسئول وحاسم وعاجل، لأن أصحاب التصرفات العدوانية الهمجية لا يرتدعون إلا بالعقاب المؤثر. وهذه تذكرة لنا فى مصر، لمواجهة التصرفات المشينة لبعض الأفراد، التى تصدم الشعب المصرى باستهدافها إهانة بعض اللاعبين الموهوبين لنفس الأغراض وبنفس الأساليب.