تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
جزّار المونوريل
اشتهرت بسرعة فائقة هذه الواقعة وسرعان ما صارت تُعرَف بـ(جزّار المونوريل)، الذى استخدم فى وضح النهار العمود الخرسانى العملاق بأساسات المونوريل فى حى مدينة نصر، بإحداث ثقب فيه ليُعلِّق منه رافعة للذبيحة، ورصّ على الرصيف بجوارها عِدة الشغل فى موسم العيد، حيث يتوقع تزاحم الزبائن عليه ليقوم لهم بمهمة الذبح فى عرض الطريق العام، برغم التحذيرات الرسمية من كبار المسئولين من الذبح خارج المجازر، والتنبيه إلى أن أجهزة الدولة مكلفة بالحسم مع المخالفين وبعدم التهاون فى تطبيق القانون. ويرجع الفضل فى الانتشار الفائق للواقعة للسوشيال ميديا، ليس فقط بالسبق فى عرضها، ولكن ببث سيل الآراء التى ترافقت مع التوسع فى تداولها، ثم أخبار التدخل الفورى من أجهزة الدولة، حيث صاغت النيابة العامة المخالفات فى: إتلاف المال العام، والذبح خارج المجازر العامة، وإشغال الطريق.
من الملاحظات الكثيرة، هذه الجسارة فى اقتراف المخالَفة، لأنه لا يمكن أن يكون الجزار المخالِف على غير علم، لا هو ولا كل معاونيه ومعارفه، بالتحذيرات الرسمية التى كانت تلاحق عموم المواطنين من كل وسائل الإعلام! أى: إما أنه يتيقن من عدم جدية التحذيرات، أو أنه يستخِفّ بها ويعلم أنه سيجد لنفسه مخرجاً دون أن يتجشم مساءلات وغرامات!
ملاحظة أخرى، بأن الجزار وجد ما يشجعه على عدم التصديق، لأن إشغال الطريق مخالَفة مستمرة بثبات وثقة، حتى أن أصحاب المحلات صاروا يستولون بالمخالَفة على الرصيف أمام محلاتهم، بحجة أنهم يحمون أنفسهم من أن يسد الباعة الجائلون المنفذ عليهم، وأن هذه المخالفات منتشرة بشدة فى قلب القاهرة بعد أن أزيلت مخالَفات الباعة الجائلين، بل إنها متفشية بالشوارع فوق مسارات مترو الأنفاق، الذى كان أحد الأهداف المهمة من إنشائه أن يُخَفِّف من الزحام والتكدس فى الشوارع ليسهل المرور والحركة، ومع طول مدة المخالَفة واستقرارها دون غرامات، تولد إحساس لدى المخالِفين بالاستحقاق وشجَّع آخرين على المخالَفة.
ملاحَظة أخرى مهمة، هى أنه لا يمكن إيجاد مبرر للمخالِف فى هذه الواقعة، بحجة أنه (فقير وغلبان) ضاقت به السبل، لأن التحريات ذكرت أنه صاحب محل جزارة، ولا حاجة لذكر أنها مهنة تدرّ، تاريخياً، أرباحاً لأصحابها، وأن أرباحها تعاظمت فى الفترة الأخيرة
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية