ينبغى أن تحتفى مصر احتفاءً خاصاً بالبطلة بسنت حميدة، التى تُوِّجَت بذهبية سباق 200 متر عدواً فى زمن قدره 22٫41 ثانية، بملتقى هينجيلو لألعاب القوى فى هولندا، الأحد الماضى، أى أنها ضربت رقمها الخاص 22٫47 ثانية الذى حققته فى بطولة ألعاب البحر المتوسط فى وهران بالجزائر فى يوليو من العام الماضى. وهكذا صارت البطلة المصرية بإنجازها الأخير صاحبة رقم عربى جديد، ضرب الرقم القياسى العربى السابق الذى كان فى حوزة العداءة البحرينية إيديديونج أوديونج، الذى كان 22٫43 ثانية، حققته فى الولايات المتحدة الامريكية فى يونيو الماضى، كما أصبحت فى المرتبة الثانية لأفضل الأزمنة فى الموسم لقارة إفريقيا، بعد عدّاءة كوت ديفوار مارى جوزى تالو بـ22٫31 ثانية. وعلى مستوى العالم، فقد صارت فى المرتبة 18 لأفضل الأزمنة فى الموسم، فحققت بذلك الحد المطلوب (22٫60 ثانية) لبطولة العالم لألعاب القوى فى بودابست بالمجر هذا العام، وحققت كذلك الحد المطلوب (22٫57 ثانية) لللتأهل للألعاب الأوليمبية فى باريس بفرنسا العام القادم. إن تقدُّم البطلة بسنت بهذا الدأب والثبات مع إحراز إنجاز يُسجَّل لها فى التاريخ القارى والعالمى والأوليمبى، يؤكد أن لدينا موهبة فذة، وأن نُقر لها بأنها فى لعبة لا تحظى بالبريق إلا لحظياً بالتوافق مع إنجازاتها الاستثنائية، وكذلك أمثالها من الموهوبين فى لعبات من نفس الحظ السيئ، وكذلك البراعم التى تَعِد بالتفوق، وقد حان وقت أن ينالوا قدراً من حقوقهم المهدرة، خاصة بعد أن تدخل الرئيس السيسى بنفسه لحل مشكلة المصارع البطل الشاب غدورة، الذى كشفت واقعته كم الظلم الذى تتعرض له هذه الفئة من الأبطال، فى هذه اللعبات، فى وقت يُغدَق فيه على لاعبين آخرين فى كرة القدم بل يتحصل بعضهم إلى عقود بملايين الجنيهات، حتى فى النوادى المتواضعة التى لا تنافس على بطولات وألقاب. لقد قام الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، بتهنئة البطلة بسنت، فور فوزها الأخير بهولندا، كأول عداءة مصرية تحقق هذا الإنجاز فى تاريخ منافسات ألعاب القوى المصرية، وأكدّ أن القيادة السياسية تولى أبناءها من الأبطال الرياضيين الرعاية وتوفير جميع الإمكانيات التى تؤهلهم لرفع علم مصر عالياً خفاقاً فى المحافل الدولية.