تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > احمد عبد التواب > لصلاح مكاسب أخرى تفوق المال

لصلاح مكاسب أخرى تفوق المال

هناك عدة معانٍ كبيرة يمكن استخلاصها، بعد حسم بقاء محمد صلاح فى ناديه ليفربول، وعدم قبوله الشخصى وناديه أن ينتقل إلى نادى الاتحاد السعودى، برغم الإغراءات الشديدة فى العرض والتى وصلت إلى أن تكون الأكبر فى التاريخ لانتقال أى لاعب فى العالم، بدخل له شخصياً يزيد على 3 مليارات جنيه مصرى فى العام الواحد، مع مكاسب لليفربول تصل إلى 230 مليون جنيه استرلينى مقابل الموافقة على التنازل. الأسهل هو فهم وتفسير موقف ليفربول لأنه يَحسِب حسابات شديدة التعقيد قد تغيب عن كثيرين من متابعى الكرة، ويمكن الإشارة إلى بند واحد شديد الإقناع، وهو أن صلاح يُعتَبَر، فى بيزنس الكرة، أصلاً من أصول النادى، يُحسَب حسابه مادياً عند بيع النادى، والبيع مسألة تراود أصحاب النادى منذ فترة، بما يعنى أن التنازل عنه فى أى صفقة يقلل من سعر النادى فى سوق بيع وشراء النوادى، وهذا مجال لا يُغرِى فيه مبلغ 230 مليون استرلينى المعروض على النادى، لأن قيمة النادى مادياً فى السوق سوف تقل عن المكاسب من بيع صلاح.

 

أما الجانب المهم فيختص بمحمد صلاح وقراره أن يستمر فى ناديه، لعدة معانٍ تستحق التأمل لأنها لا تجارى ما هو سائد، والتى تتفق جميعها على أن الأولوية لشيء آخر غير المال، وهذا الاستخلاص وحده مغاير تماماً لشيوع فكرة أن الحصول على أى شيء يحسمه المال! فمن لا يقبل، فى أى مجال، بسعر ما، سوف يضعف إذا ارتفع السعر! وهو معنى استقر طويلاً عبر العصور، لأن هناك فى حالات كثيرة من هم على استعداد لرفع السعر إلى الضعف أو الأضعاف التى لا يتخيلها المعروضة عليه الصفقة، بما يطيح بروادعه، بل وبما يحطم إرادته، ويدفعه للرضوخ. وأما الجديد فى موقف صلاح، فهو أنه كسر هذا المعنى السائد من قديم الزمن، وصمد أمام المغريات. وهناك لذلك عدة تفسيرات، تتشارك كلها فى أن له أولويات أخرى غير المكسب المادى، حتى لو كانت الوفاء لمدربه كلوب ولناديه، وحتى لو كانت بهدف أن يحقق لنفسه وضعية تاريخية فى ناديه، وحتى لو كانت للحفاظ على مكانته مع الجماهير التى من الصعب أن تجد لاعباً غيره وصل إليها..إلخ.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية