تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > احمد عبد التواب > قبعةُ ترامب صُنِعَتْ بالصين!

قبعةُ ترامب صُنِعَتْ بالصين!

فاجأت الصينُ العالمَ بتخليها عن إحدي أهم سمات سياستها التى اشتهرت بها عبر تاريخها، بأنها تلتزم بالتريث الحكيم فى رد الفعل، حتى إزاء الأزمات الضخمة التى ينخرط أو يتورط العالم فيها.

ولكن إذا بها تغيَّر هذا تماما، فى الأزمة الأخيرة التى صَدَمَ ترامبُ بها كل الدول بزيادته الرسوم الجمركية على الجميع، ثمّ أجَّل الإجراءات إزاء كل الدول، وأعلن أنه يركز على الصين وحدها!

فردَّت الصين فورا، وعلى غير ما تعود منها العالم، وبفارق يوم واحد، على كل قرار فى السلسلة المتصاعِدة لترامب، والمُرَجَّح أن تكون الدهشة قد طالت أيضا ترامب ومعاونيه، خاصة عندما وصل تصعيد الصين إلى فرضها رسوما جمركية 125 بالمئة على الواردات الأمريكية إلى الصين، بقصد أن تتساوى مع ما فرضه ترامب على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وقد توافق سريعا كثير من المحللين على وصف هذا بأن (الصين تتحدَّى ترامب)! وهو ما يُسْتَنْتَج منه أن الصين كانت تتوقع مثل هذه القرارات وأنها درست وفَنَّدَت احتمالات حدوثها بالفعل، وأعدَّت ردّ فعلها مسبقا، بما يؤكد أنها، كعادتها، لم تتصرف كمن يتعرض لاستفزاز!

 

وقد خرجت تقارير صحفية من الصين عن توجُّه إعلامِها الداخلى إلى تأهيل الجماهير الصينية على مواجهة قاسية مع أمريكا، وشحنهم بشعارات وطنية عن أن المسألة تتجاوز كونها حربا تجارية إلى أنها صارت حربَ كرامة وطنية.

ومدحت الجماهير لانتمائهم لوطنهم ولصمودهم ولقدرتهم على الاستغناء عن السلع الأمريكية، بأعلى من انتماء الأمريكيين لبلدهم، كما أنهم يعجزون عن تحمل الحرمان من الترف.

وراج فى هذه الحملة أن الصين تُوَرِّد لأمريكا كل شيء، مع سخرية عابِرة من القبعة الحمراء التى يرتديها ترامب وعليها شعار (أمريكا أولا) لأنها مصنوعة فى الصين! وقد اشتراها ترامب وفريقه وجماهيره ضمن واردات الصين إلى أمريكا!!

وإلى جوار هذه النكتة يشير الإعلام الصينى إلى عناصر قوته، بمثل أن الصين هى الأولى عالميا فى امتلاك وإنتاج العناصر النادرة التى تدخل فى الصناعات الإلكترونية والطائرات الحربية المتطورة، والسيارات الكهربائية.

وتقول إنه أمام أمريكا سنوات حتى تطور مستواها فى انتاج العناصر النادرة.

ahmadtawwab@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية