أما أن تظهر حركة (حسم) مجدداً قبل أيام، وهى ذراع عسكرية لجماعة الإخوان، وأما أن تنشر فيديو عن عودة عملياتها الإرهابية، فهذا يُعتَبَر من أحد الأخطاء التاريخية لهذا القرار، بفرض أنه قرارهم، لأنهم لم يستوعبوا المعانى المضادة لهم فى الموقف الشعبى والرسمى الرافض لهم بالمطلق،

كما أنهم لم يتعلموا من الضربات التى دمرتهم فى كل مرة مارسوا فيها الإرهاب ضد الدولة وضد المواطنين، كما يؤكد بيانهم أن هناك انقسامات حادة فى قمة اتخاذ القرار لديهم، حيث لا يزال البعض منهم يراهن على فقدان الوعى وضعف الذاكرة لدى الجميع، بادعاء أن الجماعة لم تمارس العنف قط، وأن كل الأحداث التى شهدها المصريون والعالم، وأدانهم القضاء بأشد العقوبات، هى تلفيقات من أعداء الٍإسلام..إلخ،

وبعد كل هذا يأتى الإعلان الأخير ليرسخ كل مساوئهم التى صارت فى العلم العام، بتهديدهم المصريين باستئناف الإرهاب، حتى دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تقديم أى تفسيرات، حتى بالكذب، لأسباب عودتهم، ولأن يكون الهدف مصر، ودون أن يُطَمْئِنوا المواطنين بأنهم لن يتضرروا من عودتهم!

هذه العودة مثيرة للريبة لأنهم كانوا اختفوا تماماً سنوات، لم يصدر منهم فيها بيان تضامنى رمزى، طوال المجازر التى تعرض لها إخوانهم فى غزة، وطوال السعى لتهجير الفلسطينيين قسرياً للخارج والاستيلاء على أرضهم، ولا فى أثناء العدوان الإسرائيلى الأمريكى على حلفائهم فى إيران..إلخ!

ولكنهم يظهرون الآن فى وقت تسعى فيه أمريكا وإسرائيل إلى إنهاء استنزافهما فى غزة، بصيغة أعلنتا أن من أهم أهدافها تهجير سكانها إلى الخارج، مع استمرار أوهامهما بأن تكون مصر ملجأ المُهَجَّرِين! والمرجح أن (حسم) تعود كعامل ضغط لهذا الغرض.

لاحِظ أيضاً أن الفيديو يظهر فيه الإرهابيون بقناع يُخفى هويتهم، وهو القاسم المشترك الوحيد مع صورهم السابقة عندما كانوا يتعمدون أن يظهروا بقناع فى زى أبناء سيناء، وأما فى الفيديو فهم يظهرون بسلاح وعتاد وتجهيزات تؤكد ارتفاع تكاليف إعدادهم، ويرتدون زياً عسكرياً مُوَحَّداً، دون أن ينتبهوا إلى أن تكوينات الصورة تدعم أن هناك أجهزة استخبارات قوية تدعمهم، وتعد لهم الحضّانات التى يَلبَدون فيها سنوات حتى تُصدِر لهم الأوامرَ بالتحرك.