تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > احمد عبد التواب > ترامب وأوكرانيا وتايوان وإسرائيل

ترامب وأوكرانيا وتايوان وإسرائيل

تتشارك بعض الآراء بكل من تايوان وإسرائيل الآن، عن بُعْد وبلا تنسيق، فى قلق، لا يزال خافتاً، من إمكان أن تنقلب سياسة ترامب عليهم! والسبب مشاهدات عملية شبيهة دائرة فى سياسات ترامب المفاجئة ضد أقرب حلفاء أمريكا مثل أوروبا، وخاصة أوكرانيا. فقد دخل فى حرب اقتصادية صريحة ضد أوروبا. وأمّا أوكرانيا التى كانت تعتمد تماماً على إدارة بايدن برؤيته أنها تحتلّ أهمية خاصة فى الإستراتيجية الأمريكية، لأنها تقوم بدور مهم فى التصدى لروسيا..إلخ. فقد جاء ترامب برؤية نقيضة، تقول إن أوروبا دفعت أوكرانيا ضد روسيا فى حرب لم يستوعبها بايدن فوَّرط فيها أمريكا! وأضاف أن روسيا لم تعتدِ على أوكرانيا، بل كانت تدافع عن وجودها الحيوى وأمنها الوطنى وتحمى مصالحها. كما رفض اعتبار المساعدات التى قدمها بايدن لأوكرانيا معونة، وقرر أنها ديون واجبة السداد! فأذعنت أوكرانيا بعد عناد قصير فُسِّر بأنه نتيجة الصدمة التى لم تتهيأ لها!

فى تايوان، سؤال: هل يمكن أن ينقلب ترامب عليهم بالمثل؟ وإذا كان وضْعُهم الاقتصادى يسمح لهم بسداد المعونات العسكرية، فليس بمقدورهم الاستغناء عن الحماية الأمريكية من خطر الصين. ولكن، ماذا إذا رأى ترامب أن صراعه مع الصين لا تلزمه المواجهة العسكرية، لأنه يرى أن المنافسة معها اقتصادية يمكن أن تُدار بأدوات أخرى؟ فماذا يكون مستقبل تايوان مع إستراتيجية ترامب إذا لم يوفر لها الحماية من الصين، كما كان يفعل بايدن، خاصة أنها تخشى أن تبتلعها الصين وتُلْغِى وجودَها كدولة؟ فهل يمكن أن تتعرَّض لخطر أن تكون مجرد ورقة قد يتنازل عنها ترامب للصين بمقابل يُرضِيه؟

وأما فى إسرائيل، التى يزداد تعقيد وضعها لدى ترامب مقارَنة بأوكرانيا وتايوان، لأسباب كثيرة أهمها اللوبيات الأمريكية القوية التى تدعمها بشدّة، فإذا تَمَكَّن من إضعاف هذه اللوبيات فى إطار معاركه الداخلية الطاحِنة، فمن الوارد، نظرياً، ما دام أن صُلْب إستراتيجيته سدّ بوابات الإنفاق الهائل المُسْتَنْزِف لأموال دافعى الضرائب، أن يُراجِع هذه التدفقات المالية السخية فى أنهار لإسرائيل، فى حدود كبحها وإرغامها على تسوية مستقرة تراعى مصالح الفلسطينيين والجوار. وهذا ما ترفضه إسرائيل!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية