مؤشر خطير ضد إسرائيل ظهر فى فوز (زهران ممداني) بترشيح الحزب الديمقراطى لانتخابات عمدة مدينة نيويورك المقرر لها 4 نوفمبر القادم، وهو واحد ممن يعلنون المعارضة الشديدة لسياسات ترامب ولمواقفه المؤيدة لإسرائيل دون شرط. ومعروف أن الديمقراطيين يشكلون أغلبية ناخبى المدينة، بما يجعل فرص فوز مرشحهم أكثر ترجيحاً. وقد جاهر (ممداني) بمواقفه ضد إسرائيل قبل وأثناء حملته الانتخابية، فاتهمها بجريمة الإبادة الجماعية، وباعتمادها سياسة عنصرية ضد الفلسطينيين، وبانتهاكها للقانون الدولي، وقال إنه عندما يفوز بالمنصب سوف يُلقِى القبض على نيتانياهو إذا زار المدينة، تنفيذاً لقرار محكمة العدل الدولية، حتى إذا لم تكن أمريكا عضواً فى نظام المحكمة.

وطبقاً للاحصاءات المتداوَلة فإن عدد اليهود فى مدينة نيويورك حوالى 1.7 مليون نسمة، يشكلون 13 بالمئة من عدد السكان، أى أنها ثانى أكبر تجمع لليهود بالعالم بعد تل أبيب الكبري، إلا أن استطلاعات الرأى تُرَجِّح فرصَ فوز ممداني، البالغ من العمر 33 عاماً، وقد وُلِد لأسرة هندية مسلمة فى العاصمة الأوغندية كامبالا، وكان فى السابعة عندما هاجر إلى أمريكا مع والديه اللذين تخرجا فى جامعة هارفارد، وأما زوجته فهى فى الـ27 من أصل سوري، وقد نال شهادة فى الدراسات الإفريقية من كلية بودوين، وشارك أثناء دراسته فى تأسيس فرع (طلاب من أجل العدالة الفلسطينية) داخل الحرم الجامعي.

ومع وضوح انتمائه القوى للقضية الفلسطينية، فهى إحدى القضايا المتعددة التى يطرحها فى برنامجه، فيقول فى خطابه للناخبين إن نيويورك هى الأعلى من حيث تكاليف المعيشة، ويعانى نحو ربع سكانها من الفقر، وهناك نحو 500 ألف طفل ينامون جائعين كل ليلة، ويقدم اقتراحات بتجميد الإيجارات ومضاعفة بناء المساكن ذات الإيجارات المستقرة، وبمجانية ركوب المواصلات العامة الداخلية، وبإنشاء سلسلة لمتاجر البقالة تملكها المدينة وتضمن السيطرة على أسعار السلع، ورعاية الأطفال الصغار..إلخ، كما يحرص على إظهار موقفه ضد سياسة ترامب الخاصة بالهجرة، فيخاطب الأقليات باللغتين الأوردية والأسبانية وهو ما يتقبله الناخبون باستحسان. برغم المؤشرات الحالية التى تُطمئِن مؤيدى ممداني، إلا أنهم لا يتجاهلون قدرات منافسيهم على إحداث مفاجآت، نظراً لأهمية نيويورك على الخريطة السياسية!