تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

السادات ينقذ نصر أكتوبر

من أهم القرارات المصيرية الشجاعة التى اتخذها السادات فى عِزّ اشتعال حرب أكتوبر، مما تستدعيه للذاكرة الجرائم الإسرائيلية المروعة الآن فى غزة ولبنان وكيفية التعامل معها، أنه أدرك خطورة أن يتورط الجيش المصرى فى حرب غير مُؤَهَّل لها ضد أمريكا! وقد أعلنها بنفسه صراحة، بعد وقف إطلاق النار بوقت قصير، أنه ليس لديه أدنى مشكلة أن يحارب إسرائيل وأن ينتصر عليها، وقد حققها الجيش المصرى بالفعل، ببطولات خارقة منذ ما قبل حرب أكتوبر وحتى تدمير حصون بارليف بالكامل، وما تلا ذلك، إلى حد انهيار قادة إسرائيل واستغاثتهم بأمريكا لإنقاذ إسرائيل التى قالوا إنها قاربت على الفناء! وقد أدرك السادات سريعاً، من إشارات كان يمكن أن تمرّ على غيره، أن أمريكا قد تدخلت بنفسها فى الحرب، فقرر أن لا يفرط فى النصر الذى حققه الجيش المصرى، وأن يثبت على الأجزاء التى تحرَّرَت من الأرض خشية أن يخسرها ويرتدّ إلى نقطة الصفر أو ما دونها، وذلك عندما عَلِم بأسْر دبابة إسرائيلية لم يُسَجِّل عدّادُها سوى مسافة نحو 200 كم! فحسب السادات أنها المسافة من العريش حتى وقعت فى يد مقاتلينا! أى أنها خرجت تواً من مصنعها فى أمريكا وشُحِنَت فوراً لتكون فى خدمة الجيش الإسرائيلى!

لو لم يلتقط السادات هذا المؤشر الخطير ويستوعب تجلياته وتوابعه على الأرض، ولو كان انزلق وورط الجيش المصرى معه فى حرب غير متكافئة ضد أمريكا، لانقلب مسار التاريخ! ولكنه لم يفقد رؤيته، التى حسمت بداية أن يخوض الحرب بسلاح لا يسمح لمصر بتحقيق آمال شعبها، ولكنه، مع قادة الجيش، وضعوا أهدافاً لا تتجاوز السلاح المتاح بالفعل، بتحطيم نظرية الأمن الإسرائيلى، ونسف حصن بارليف الذى أُشِيِعَ عنه أنه لا يمكن اقتحامه، وأن يعبر الجيش المصرى إلى الضفة الأخرى، ويواجه الإسرائيليين وجهاً لوجه، ليردّ المصريون لأنفسهم الاعتبار عن هزيمة 67. وقد تحقق كل هذا، وينبغى الحرص عليه وعدم التفريط فيه بعنتريات من بعض القادة العرب كانوا يريدون استمرار الحرب لتحرير كامل التراب الفلسطينى حتى آخر جندى مصرى!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية