تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الدَّجلُ علناً على «فيسبوك»
تتعدَّد المفارَقات فى القضية الأخيرة لدجّال العطارين بالاسكندرية، فهو لم يقترف وحده الأخطاء الفادحة التى أوقعت به فى يد أجهزة الدولة، بعد أن أنشأ لنفسه صفحة على «فيسبوك» يبث عليها تفاصيل جريمته، فصارت متاحة لكل قارئ حتى أجهزة الأمن التى من مسئولياتها رصد وتتبع هذه الجرائم التى تجرى عادة فى الخفاء، وهكذا اختلف هذا الدجال عن زملاء مهنته الذين يقترفون جريمتهم سراً، ليسهل عليهم عند القبض عليهم أن ينكروها وأن يدافعوا عن أنفسهم بأنهم كانوا يقومون بشىء آخر. أما هو فقد سهَّل بنفسه مهمة أجهزة الدولة التى تبذل عادة جهوداً لتصل إلى ما وفره هو طواعية، عدما اعترف على صفحته بأنه يقترف كل تفاصيل جريمة الدجل، وكانت هذه أولى مفارقاته فى سعيه لجذب ضحاياه، عندما وعد قرّاء صفحته بكل ما يتصور الرأى العام أنه صار مكشوفاً وأنه لا يمكن أن يقع فيه ضحايا جدد لهم القدر الأدنى من متابعة الأخبار مع الحد الأدنى من الإدراك، بمثل مزاعمه بأنه قادر على جلب الرزق وردّ الحبيب وفك السحر..إلخ، وعلى من يريد الخدمة أن يدفع الثمن! وعندما ألقت الأجهزة القبض عليه كانت فى حوزته أدلة أخرى على اقترافه لجريمته، منها جهاز الموبايل خاصته الذى لم يمحُ ما عليه من مكالمات مع ضحاياه تثبت تفاصيل الجريمة، حتى إنه اعترف فوراً بكل شيء!
من غرائب المفارَقات أنه لا يزال فى مصر من يقعون فى أحابيل هؤلاء الدجالين، حتى بعد كل ما تقوم به أجهزة الأمن من إعلان تفاصيل جرائمهم فى كل مرة، وحتى بعد دور وسائل الإعلام الجماهيرية فى نشر تفاصيل الجرائم وعقد اللقاءات مع خبراء الأمن وشيوخ الأزهر وعلماء النفس، وكذلك مع بعض الضحايا، وكلهم يشرحون تفاصيل سذاجة الجريمة وفداحتها وتهافت منطق الدجالين ووضوح تآمرهم المسبق..إلخ. ناهيك عن الأفلام والمسلسلات القديمة والحديثة التى تكشف الجريمة فى قوالب درامية وكوميدية..إلخ. فكيف يقع المزيد من الضحايا بعد كل هذا؟
هل يعيش هؤلاء الضحايا بمعزل عن تأثير هذا النشاط المكثف؟ أم أنهم لا يثقون فيما يشاهدونه؟ أم أن لديهم إيمانا مضادا أكثر رسوخاً من أن يتأثروا بهذا المضمون؟
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية