تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أعاجيب السوشيال ميديا!

من أعاجيب السوشيال ميديا، التى لا تنتقص أبداً من مزاياها الهائلة، أن بعض المكبوتين عن إبداء آرائهم الساذجة وجدوا فيها منابر لم يحلموا بها قط، أتاحت لهم أن يُبدوا آراءهم فى كل شىء على طريقتهم، أى دون علم أو تبصر، وحتى دون الحد الأدنى من المعلومات، وأحياناً دون كياسة، وكل هذا وهم فى أمان من أن يقدر أحد على توقيفهم أو مراجعتهم، بل لقد صار بإمكانهم هم أن يصادروا أى رأى جاد يصوب لهم شطحاتهم، فيطردونه خارج صفحاتهم إلى الأبد. وقد تمادى بعض هؤلاء إلى حد أن يقطعوا بأن لهم القول الفصل فيما يختلف عليه الخبراء، بل إن منهم من يقتحمون مناقشات المتخصصين فى موضوع تخصصهم فيتطاولون ويصرون على أنهم يصححون للخبراء أخطاءهم، ومنهم من زاد بزعم أن لديه معلومات مؤكدة غير متداوَلة لا يعرفها إلا الواصلون، ولكن الظرف لا يسمح له بإفشاء ما لديه، ويعد بأنه سوف يعلن كل شىء حينما يحين الحين، أو أن يقول إنه علم كذا من مصادر خاصة، فى حين أن كذا هذه منشورة بكل تفاصيلها فى الصحف السيارة. وقد تجاوز بعض هؤلاء الشأن المحلى، واخترق الحدود، وقال إن لديه معلومات سرية من أعلى المصادر الخارجية عما يدور فى بلادهم، ويطلب ممن يريد معرفة المزيد أن يحادثه على الخاص.

 

وقد انتشر سريعاً نمط جديد أن يضع الواحد من هؤلاء عنواناً صارخاً لافتاً للنظر، ثم يطلب منك قراءة التفاصيل فى أول تعليق، وبهذا تدخل فى زمرة القراء الذين يجرى إحصاؤهم، وبناء على إجمالى القراء لديه، يمكن ترشيحه لنشر إعلانات على صفحته يتقاضى عنها مقابلاً مادياً. وتكاد تنحصر هذه العناوين فى القول بـ فضائح مدوية، أو نجمة جميلة مشهورة بُترت ساقها فى حادثة، أو نجم كبير ضبط زوجته متلبسة بالخيانة..إلخ! ثم بعد أن يستدرجك ويضمك إلى عدد قرائه، يقولها صراحة إنها شائعة كاذبة، ولا يمانع فى أن ينتقد أصحابها!

لو أخذت هؤلاء بجدية فسوف تدخل فى زمرة مرضى الضغط والقلب والشرايين، وأما الأفضل فأن تعتبرهم مادة ترفيه، كما أنهم مؤشرات لحالات نفسية واجتماعية تستحق الدراسة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية