الأكثر أهمية لإسرائيل، من البيانات التى تؤيدها من أكثر الدول الغربية، هو أن يتحول الكلام إلى مواقف عملية تشدّ من أزرها فى معركتها الدموية ضد سكان غزة! فقد كان مفاجئاً للكثيرين أن إسرائيل سرعان ما أعلنت، مع الأيام الأولى من الحرب، حاجتها إلى أنواع معينة من الأسلحة والذخيرة! وهو إعلان يتعارض مع الدعاية الإسرائيلية عن قوة جيشها الذى لا يُقهَر، لأنه يُفتَرَض أن من أهم عناصر قوة أى جيش أن تكون مخازنه معبأة بالاحتياطى الاستراتيجى بما يكفيه لفترة غير قصيرة! وأما الوضع الاقتصادى لإسرائيل، فهو يئن منذ ما قبل الحرب، ثم زادت الأوجاع، وكانت أعراضه الأولى السريعة فى تراجع الشيكل وفى انخفاض أداء البورصة، كما ألغت شركات شحن عملاقة رحلاتها إلى الموانئ الإسرائيلية، وأما الأخطر فكان فى ضربة قاسية أصابت السياحة، حيث أعلن عدد من شركات الطيران العالمية وقف رحلاتها التى تقل أفواجاً سياحية إلى إسرائيل، كما فرّ إلى خارجها السياح الذين كانوا يقضون عطلاتهم هناك منذ ما قبل الحرب، خشية على أنفسهم من تدهور الأمن الذى كانت تتباهى به إسرائيل سابقا! ونقطة الأمن هذه تضيف خسارة أخرى تلحق بسمعة إسرائيل التى تروِّجها لنفسها، عبر عقود، أنها واحة الأمن والأمان فى إقليم مضطرب! أضِف أيضاً اضطرار إسرائيل إلى وقف انتاج الغاز من المتوسط، وقيل إن الشركة الأجنبية المنتجة للغاز هى التى أغلقت الآبار خشية امتداد نيران الحرب إليها. وأيضاً، سوف تتأثر كثيراً القطاعات الانتاجية بسبب استدعاء الجيش للعاملين لديها ممن تحت الخدمة الاحتياطية..إلخ. فى الإجمالى، فإن هناك تقديراً بأن الاقتصاد الإسرائيل يخسر فى الحرب على غزة مليار دولار يومياً.

أما أمل إسرائيل فى أن تتحول البيانات المؤيدة لها إلى مساعدات عملية، فهذا يتصادف مع أوضاع غير مواتية لإسرائيل، لأن الدول الغربية تشهد احتجاجات شديدة من شعوبها بسبب الاستمرار فى دعم أوكرانيا فى حربها ضد روسيا، فهل يمكنهم أن يتحملوا إضافة دعم إسرائيل؟ ويبدو أن الرئيس الأمريكى جو بايدن كان يحاول طمأنة إسرائيل ويبدد مخاوفها عندما قال هذا الأسبوع إن بلاده يمكنها دعم أوكرانيا وإسرائيل فى الوقت نفسه. إلا أن إعلانه التزام بلاده، لا ينسحب على بلاد أخرى.