تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مفاجآت وزير الأوقاف

دعوة كريمة وجهها فضيلة الدكتور أسامه الأزهرى وزير الأوقاف إلى رؤساء تحرير الصحف والمواقع الاليكترونية ليستمع إليهم ويناقش أفكارهم بدلا من طرح هذه الأفكار عبر صفحات الجرائد او المواقع الاليكترونية، وخيراً فعل وزير الأوقاف، ذهبنا إلى الوزير وكل منا فى ذهنه سؤال يتعلق بأمر من الأمور التى تخص مجال عمل الوزير أو رؤية يتمنى من الوزير تطبيقها لتحقيق الصالح العام ومواجهة المشكلات الأزلية التى عانى ويعانى منها المواطن طيلة سنوات مضت فيما يخص وزارة الأوقاف، ولكن وزير الأوقاف فاجأنا بما لم نكن نتوقعه.

الوزير كان من الذكاء بمكان فلم يفصح عن تفاصيل ما فعله منذ توليه الوزارة ولا عما ينوى فعله فيما هو قادم انتظارا لأسئلتنا التى كنا نتوقع أنها ستكون مفاجئة للوزير ، لكنه تحدث لدقائق معدودة عن رؤية عامة لعمل وزارة الاوقاف وأن هناك محاور رئيسية اربعة تعمل عليها الوزارة وهى مقاومة ومواجهة الفكر المتطرف وتفنيد اطروحاته وتحصين وحماية الوعى من الانجراف أو الاختطاف ومواجهة التطرف اللادينى مثل الالحاد والانتحار والتنمر والتحرش والطلاق وحرمان المرأة من الميراث والعنف الأسرى وهذا لا يقل خطورة عن الارهاب، وبناء الانسان لأن بعثة الأنبياء والرسل كلها كان هدفها بناء الانسان، ووعد بتنفيذ خطاب دينى حقيقى يستهدف بناء الانسان،وأخيرا بناء الحضارة.

قال الوزير اننى أريد أن استمع اليكم وتطرحوا ما فى أذهانكم من اسئلة واستيضاحات تريدونها منى وسأكون واضحا، صريحا، واسع الصدر، واتحدث معكم حديث الأشقاء، فبدأ رؤساء التحرير طرح اسئلتهم التى دارت حول تجديد الخطاب الدينى والاذان الموحد وعلاقة وزير الاوقاف بفضيلة شيخ الازهر، وكيفية مواجهة الفكر المتطرف وما يثار على وسائل التواصل من فتاوى شاذة أو رؤى غريبة، والأذان الموحد وتعيين مؤذنين من اصحاب الاصوات الجميلة وتعظيم موارد هيئة الاوقاف وزيادة دخول ائمة المساجد وتدريبهم ليستطيعوا مواجهة الحديث من اساليب المتطرفين وأعداء الوطن.

بدأ الوزير ردوده التى حملت لنا مفاجآت رائعة من الدكتور أسامه الازهرى وزير الأوقاف، فقد وجدنا وزير الأوقاف قد درس وتحقق وبدأ بالفعل فى اتخاذ خطوات تنفيذية لمواجهة الفكر المتطرف بالأساليب الحديثة التى تتواكب مع التكنولوجيا، وكنا قد أعددنا تساؤلات عن كيفية مواجهة فتاوى السوشيال ميديا التى تخرب عقول الكبار والصغار فوجدناه يقول إنه لايوجد خطاب دينى بمعزل عن السوشيال ميديا التى اصبحت منبر العصر، فالمعترك الحقيقى أمامنا اليوم هو السوشيال ميديا وليس المساجد والمدارس والتجمعات الشبابية فقط، لأن فى السوشيال ميديا تهديد حقيقى لوعى الانسان المصرى ومحاولة تصدير التشكيك ، فالاخوانى والداعشى لا يمكن أن يعملان على أرض الواقع فيلجأن إلى السوشيال ميديا ويبذلان كل طاقتهما لتنفيذ مخططاتهما.

الوزير أضاف: "من أجل ذلك فقد تواصلت مع أخى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت واتفقنا على تأسيس واطلاق منصة رقمية لوزارة الأوقاف قريباً على أن تشتمل على بوابات بالمحاور الأربعة التى تمثل خطة عمل الوزارة الفترة المقبلة، وسوف تكون هذه المنصة تفاعلية مع كل منصات السوشيال ميديا مثل "تيك توك" و"انستجرام" و"يوتيوب" و"فيس بوك"، وتوسعت فى الطموح والحلم فى هذا الشأن إلى أن يكون لهذه المنصة خطاب اليكترونى شديد الذكاء موجه للطفل ولو حتى بوجود ألعاب اليكترونية له محملة بالقيم والأخلاقيات، فكلما نجحت فى التواجد على السوشيال ميديا أكون قد حققت رسالة وزارة الأوقاف، فالمستهدف الآن ليس مجرد التواجد ولكن الهدف التسويق والإلحاح والتأثير بحيث انه عندما يفتح الشاب مقاطع فيديو تظهر له مقاطعنا وتكون مصممة بذكاء ولا تزيد على اربعين ثانية وتشتبك مع اسئلة العصر، فمعيار التجديد هو قدرة الخطاب الدينى على ملاحقة اسئلة العصر وتقديم اجوبة عليها، وبهذا استطيع القضاء على الفكر المتطرف.
الوزير كشف عن انه وجد أن عددا من الشباب الذى انضم إلى داعش وتم القاء القبض عليهم تبين ان سقوطه فى براثن داعش بدأ بلعبة وهو طفل، تبدأ اللعبة بضغطة على زر ليقتل أو يفجر ، بعدها ينفذ المسؤول الداعشى عن استقطاب الشباب ليقنعه بالانضمام إلى داعش لينفذ اللعبة التى كان يمارسها وكأنه فى رحلة سفارى مثلاً.

ثم طمأننا الدكتور أسامه الأزهرى وزير الأوقاف عندما قال إن الوجدان والوعى المصرى يتطلع ويطمئن عندما يرى المؤسسة الدينية فى مصر منسجمة ويشعر بالطمأنينة والأمان، ومن هنا أرى أن التنسيق بين مؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الاوقاف ودار الافتاء المصرية وأضيف إليهم نقابة الاشراف ومشيخة الطرق الصوفية ، فالسعى إلى فضيلة شيخ الأزهر ليس شكليا ولا لالتقاط الصور ، والمصريون لديهم احساس بصدق زيارتى لفضيلة شيخ الازهر الشريف فكلنا نصطف خلف الامام الاكبر فضيلة شيخ الازهر مع تقديره ومحبته شخصيا ،ففضيلة الإمام هو رمزنا، فاحترامنا لفضيلته احترام صادق وحقيقى، كما أن دعمى مطلق لفضيلة مفتى الجمهورية ، فوزارة الاوقاف بكل خطبائها وائمتها وقدراتها داعمة لدار الافتاء ومساجد مصر كلها مفتوحة للتعاون مع دار الافتاء ليكون لها افرع فى كل مساجد مصر.

الوزير قال إنه أطلق أيضا مبادرة أخرى مع وزارة الشباب بعنوان "خلق عظيم" تكون طوال شهر ربيع الاول تتواكب مع ذكرى مولد الرسول الكريم وذلك على مستوى الجمهورية من خلال اقامة ندوات فى المساجد ومراكز الشباب وقصور الثقافة، والمفاجأة اننا عندما اطلقنا الحملة على صفحة الوزارة وجدنا مساء اليوم نفسه واليوم التالى خطابا من مفتى الهند وأخر من جنوب السودان وكينيا ونيجيريا تؤكد تضامنها مع الحملة وتنفيذها فى التوقيت نفسه، هذا بخلاف اطلاق حملة مشتركة مع وزارة الرى لترشيد استهلاك المياه ، وقال الوزير إنه بعد توقيع بروتوكول تعاون بهذه الحملة مع وزير الرى انطلقا سويا إلى فضيلة شيخ الأزهر لاطلاق حملة للحفاظ على المياه.

وتستمر مفاجآت وزير الاوقاف عندما قال إننى بصدد اطلاق برنامج تدريبى فى اكاديمية الاوقاف لتخريج مؤذنين بحيث يدرس الدارس فيه لمدة سنة دراسية يتخرج بعدها مؤذنا ذا صوت حسن ويجيد قراءة القرآن الكريم وذلك بهدف حل مشكلة المؤذنين من جذورها، بحيث يقوم صوت المؤذن بمهمة الارتقاء بالذوق وتنظيف الاذن وتهذيب النفس.

من مفاجآت الوزير قوله: إننى سأعمل على انهاء حالة الاحتقان الموجودة بن المثقفين ورجل الدين من خلال اقامة صالون فلسفى وثقافى شهرى يكون نصفه من العلماء ونصفه من المثقفين ، ونطلق معه شعار نقتبسه من الفيلسوف جان جاك روسو بعنوان العقد الاجتماعى، ويعقد فى بهو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية وبالمثل نسعى لبناء عقد اجتماعى بين المسلم والمسيحى يحظى بالاحترام من الجميع، وكذلك عقد اجتماعى بين ابناء النوبة وأهلنا فى الصعيد. وبين ابناء الوادى وابناء سيناء.

الوزير أكد انه يتوجه بكل الاجلال والاحترام للدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف السابق لما قام به من جهد خلال فترة توليه الوزارة ، وقال سأظل مشيدا بما فعله والعمل هنا فى الوزارة سيكون استكمالا وبناء على ما فعله د. مختار جمعة.

مفاجأة أخرى من الوزير حينما قال إنه ابتدع سنة حسنة تحت عنوان "يوم مع الوزير" وهى عبارة عن لقاء كل يوم سبت من الساعة السابعة صباحا يضم إماما من كل محافظة ليكون الاجتماع عبارة عن لقاء الوزير مع 27 إماما، يناقش معهم كل شئ ويستمع اليهم وينقل اليهم خبراته ، والاسبوع التالى يلتقى مع مجموعة اخرى من أئمة المحافظات يتم اختيارهم بالطريقة نفسها، وبعد فترة يستدعى الائمة الـ 27 ليسألهم ماذا فعلوا بعد الاجتماع معهم، وقال الوزير انه السبت المقبل سوف يبدأ هذا اللقاء عقب صلاة الفجر بمقر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

الوزير فاجأنا ايضا بأنه يجرى احصاء لكل أئمة الأوقاف ليعرف من لديه موهبة كتابة الشعر ومن يجيد أكثر من لغة ومن حاصل على الماجستير والدكتوراه، ومن قارئ ومثقف لكى تكون لديه قائمة من العناصر المهمة التى يغذى بها المنصة الاليكترونية الخاصة بوزارة الاوقاف أو من يظهر فى الاعلام او يتم ايفاده بالخارج.

هذا الفكر الجديد الذى يواكب العصر والذى سبقنا ليس بخطوة واحدة ولكن بخطوات نتوقع له النجاح فى القريب العاجل لأنه يفكر فى حلول لمشكلات الوزارة خارج الصندوق وبفكر غير تقليدى يواكب تكنولوجيا العصر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية