تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مصر تتجه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً
قمة بروكسل تتويج لجهود الرئيس طوال 11 عاماً من التعاون مع دول أوروبا
الشراكة الاستراتيجية مع الصين وروسيا وأوروبا وأفريقيا والولايات المتحدة .. هدفها الأول المواطن المصرى
منذ أن تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى المسؤولية لم يستسلم للسياسات السابقة التى كانت تحصر التعاون الخارجى على دول بعينها، حتى فقدنا علاقاتنا القوية مع دول مثل دول القرن الافريقى والعديد من دول أوروبا والصين، فكانت أولى الخطوات هى الاتجاه شرقاً بترفيع مستوى العلاقات المصرية الصينية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة كرؤية ثاقبة لمستقبل هذه العلاقات وانعكاساتها على الاقتصاد المصرى، وقد مرت عشر سنوات على هذه الاتفاقية التى عقدت فى العاصمة الصينية بكين عام 2014 .
ومنذ أيام كانت القمة المصرية الأوروبية الأولى التى اختتمت أعمالها بالعاصمة البلجيكية بروكسل بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وما نتجت عنها من شراكة استراتيجية شاملة وأعمال وبيان مشترك لتؤكد اتجاه مصر شمالاً ، وتمثل تتويجاً لجهود السيد الرئيس فى دعم العلاقات الثنائية مع العديد من دول أوروبا طوال أحد عشر عاماً منذ توليه المسؤولية ـ بعض هذه الدول لم يزرها رئيس مصرى من قبل ـ كما تكشف أيضاً عن عدة أمور مهمة يمكن إجمالها فى الآتى:
أولا: نظرة دول العالم وبصفة خاصة دول الاتحاد الأوروبى إلى مصر، تلك النظرة التى تحمل كل معانى التقدير والاحترام والرغبة فى زيادة معدلات التعاون معها فى كل المجالات، وهو ما بدا واضحا من خلال الاستقبال الرائع للسيد الرئيس من ملك بلجيكا وكل ممثلى دول الاتحاد الأوروبى وفى مقدمتهم أنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبى، والسيدة أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، وما تبع ذلك من عشاء عمل على شرف السيد الرئيس استضافه أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبى بحضور رؤساء دول وحكومات فرنسا، إسبانيا، هولندا، اليونان، إستونيا، بولندا، الدنمارك، ليتوانيا، قبرص، رومانيا، لاتفيا، لوكسمبورج، كرواتيا، أيرلندا، بلغاريا، النمسا وفنلندا، وبحضور رئيسة المفوضية الأوروبية، والاستقبال المتميز للسيد الرئيس من السيدة روبرتا ميتسولا رئيسة البرلمان الأوروبى.
ثانياً: الرغبة الواضحة من أوروبا مجتمعة فى تحقيق المنفعة المتبادلة والمصلحة المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبى ومصر، بعد أن ظهر للعالم أجمع المواقف المصرية الثابتة فى كل القضايا وعدم تنازلها عن المبادئ ومحددات السياسة الخارجية المصرية، وبعدما تأكدت الدول الأوروبية كيف ساهمت مصر فى حل مشكلة الهجرة غير الشرعية التى كانت ومازالت تؤرق دول أوروبا مجتمعه، وهو الخطر الذى كان سيمثل رعباً للمجتمعات الأوروبية إذا نجحت أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين فى الوصول إلى شواطئ الدول المطلة على البحر المتوسط والانتقال بعد ذلك إلى بقية الدول الأوروبية، وحرص مصر أيضاً على تطبيق قرارات الشرعية الدولية ورفضها القاطع لكل خطوة تهدد أمنها القومى، أو يمثل ظلماً للشعب الفلسطينى الذى يتعرض لحرب إبادة جماعية حتى تم عقد مؤتمر شرم الشيخ للسلام الذى تم خلاله التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين.
ثالثاً: التأكد من مستوى الأمن والامان والاستقرار السياسى والاقتصادى الذى تعيشه مصر والذى كان جلياً خلال انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام بحضور قادة دول وحكومات أكثر من خمسة وثلاثين دولة من كبرى دول العالم يتقدمهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى أشاد أكثر من مرة بمستوى الأمن والأمان فى مصر وانخفاض معدل الجريمة عن الولايات المتحدة نفسها.
هذه الشهادة ومالمسه قادة الدول الأوروبية الحاضرون لقمة شرم الشيخ كان دافعاً مهماً لنجاح القمة المصرية الأوروبية الأولى فى الخروج باتفاقيات اقتصادية تتيح لمصر أكثر من 12 مليار يورو مابين قروض ميسرة أو استثمارات سريعة أو دعم ومنح لا ترد فى قطاعات مختلفة، بخلاف اتفاقيات التعاون فى المجالات الاقتصادية والعلمية والبحثية والسياحية.
رابعاً: كان للجانب الدفاعى والأمنى تواجد فى اتفاقيات هذه القمة فى ظل اتباع مصر لسياسة تنويع مصادر السلاح للحفاظ على أمنها القومى وقد ظهر ذلك واضحا من خلال صفقة طائرات الرافال الفرنسية وحاملتى المروحيات ميسترال ، وغيرهما من أسلحة يتميز عدد كبير من دول أوروبا فى صناعتها، وسوف تمثل قوة إضافية للقوات المسلحة المصرية التى تحتل الترتيب الثانى عشر بين افضل جيوش العالم ، وتحتل قواتنا البحرية الترتيب السادس عالمياً، متقدمة على بحريات دول كبرى.
خامساً: كانت القمة فرصة لدعوة رؤساء ومسؤولى الدول الأوروبية لحضور افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر ـ بعد خمسة ايام ـ وهو ما يضيف زخماً كبيرا لهذا الافتتاح الاسطورى ويمثل دعاية مجانية كبرى لشعوب العالم لزيارة هذا المتحف الذى سيحتوى على كنوز تمثل ثلث آثار العالم، وفى ذلك دعم قوى لزيادة أعداد السائحين المتوقعين لزيارة مصر والاستمتاع بجوها الساهر وآثارها التاريخية العريقة.
سادساً: هذه القمة المصرة الأوروبية التى اشتمل بيانها الختامى على ثلاثة وعشرين بنداً من بنود الاتفاقيات ومجالات التعاون، واشتمل ملحق هذا البيان على واحد وثلاثين بنداً آخرين تؤكد أن مستقبل العلاقات المصرية الأوروبية سوف تشهد تطوراً وتسارعا فى التعاون لتستفيد منه شعوب مصر والدول الأوروبية، وهو ما ستتم ترجمته فى القمة الثانية التى تم الاتفاق على أن تنعقد فى القاهرة عام 2027 بمشيئة الله.
سابعاً: أن مصر تتجه حيث تكون مصلحتها ومصلحة شعبها ، وهى الآن تتجه شمالاً نحو قارة أوروبا بعد أن اتجهت شرقاً بدعم علاقاتها مع الصين وروسيا ودول شرق آسيا، ثم الاتجاه جنوبا بتقوية العلاقات المصرية الأفريقية ودعم الأشقاء فى دول القارة السمراء والتحدث باسم افريقيا فى كل المحافل الدولية عن ضرورة أن تنال شعوب القارة السمراء حقوقها من خيرات دولها فى تتجه شمالاً بعد ان اتجهت شرقاً وجنوباً، وفى الوقت نفسه تشهد العلاقات المصرية الأمريكية تحسناً ملحوظاً بعد أن شابتها بعض المعكرات خلال الفترة الماضية ولكنها آخذة فى التحسن خاصة بعد حضور الرئيس الأمريكى ترامب قمة شرم الشيخ للسلام وإشادته بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وتصريحاته الإيجابية عن مصر وجيشها وشرطتها.
وفى الوقت الذى يتجه فيه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى دعم التعاون مع كل دول العالم الشقيقة والصديقة فى كل الاتجاهات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لصالح المصريين فإنه فى الوقت نفسه يتابع القضايا الداخلية ويجتمع يومياً مع رئيس الوزراء بحضور أحد الوزراء لمناقشة الملفات الحيوية الخاصة بكل الوزارات والمتعلقة بالخدمات المقدمة للمواطنين ، ولعل اجتماع السيد الرئيس مع وزراء الأوقاف والسياحة والآثار والتعليم والكهرباء والطاقة والصحة بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء قبل أيام من توجهه إلى بروكسل لحضور القمة المصرية الأوروبية يؤكد أن السيد الرئيس لا يتوقف عن العمل لمصلحة الوطن والمواطن ، لأن السيد الرئيس يؤمن إيماناً قوياً بالحديث النبوى الشريف "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" وكثيرا ما قال السيد الرئيس فى مناسبات عديدة، وآخرها حفل أكاديمية الشرطة: " أنا لا أخاف من أحد إلا من الله سبحانه وتعالى الذى سأقف أمامه ويحاسبنى ماذا فعلت مع المصريين؟ وماذا قدمت لهم؟ وأرجو أن أكون قدمت ما أجده عندما يحاسبنى ربى.
Ahmedsoliman6666@hotmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية