تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أحمد سليمان > صرخة امرأة لبنانية رسالة لكل المصريين

صرخة امرأة لبنانية رسالة لكل المصريين


صونوا النعمة واحفظوها حتى يديمها الله علينا


الآن.. تماسكنا درع الأمان بعد اشتعال المنطقة


كانت صرخة تدمى القلوب ، تلك التى أطلقتها امرأة لبنانية بعد القصف الاسرائيلى لبيروت .. قالت السيدة وهى تنظر إلى اطفالها المرعوبين من الخوف : ( مش عاوزين ناكل ولا نشرب ولا حتى نقعد فى بيوتنا، لكن ما اشوف نظرة الرعب هذى فى عيون أبنائى، عيشونا فى أمان وخدوا كل حاجة)، قالتها السيدة اللبنانية بكل مشاعر الأم التى تخشى على أبنائها من الموت والجوع والمرض كما عاشوها أبناء فلسطين الذين ماتوا أو مات اباؤهم وأمهاتهم أمام اعينهم، لقد رأت هذه الأم وسمعت كيف كان يعيش الفلسطينيون وكيف اصبحوا اليوم.
قالت المرأة اللبنانية كلماتها التى نقلتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية وهى تتحسر على حياة الأمن والأمان والاستقرار التى كانت تعيشها لبنان قبل أيام فقط من الهجمات الاسرائيلية التى جاءت ردا على الصواريخ التى أطلقتها جماعة حزب الله على تل أبيب انتقاما لاغتيال قائدهم حسن نصر الله وقيادات الجماعة.
صرخة هذه السيدة تؤكد المقولة الشائعة لدينا :( لايدرك النعمة إلا من يفقدها)، فعلا ، لايدرك نعمة الأمن والأمان إلا من افتقدها، وأصبح مهددا بالموت كل لحظة، ومن يعيش تحت تهديد الطلقات والمدافع والصواريخ، ومن يتمنى لحظة يمكنه النوم فيها بهدوء دون خوف.
إحساس هذه السيدة نفسه عاشته قبلها أمهات فلسطين وليبيا والسودان واليمن والعراق، وهن يرون الرعب فى اعين ابنائهن، والخوف من غد لا يعلم غير الله ماذا يخبئ لهن، فما من دولة افتقدت الأمن والأمان وعاد لها كما كان، وما من دولة فقدت الاستقرار واستعادته من جديد.
من الممكن أن تتحمل الأم ويتحمل الأب إحساس الخوف وتداريه أو يداريه حتى لا يرى أطفالهم الخوف فيصابون بالرعب، ولكن ما اصعب أن يرى الآباء الرعب فى أعين أبنائهم، أو لا يجدون إجابة لتساؤلات هؤلاء الابناء عندما يحاولون فهم ما يحدث، وكيف تغيرت بهم الأحوال من الأمن والأمان إلى الرعب والقلق والخوف من غد.
يجب ان نحمد الله ألف مرة فى اليوم والليلة على نعمة الأمن والأمان التى نعيشها ، فهذه النعمة التى ربما لا نعرف قيمتها، جاءت هذه السيدة اللبنانية لتصرخ ولسان حالها يقول ليتنى اعيش فى مصر ولا أريد طعاما ولا شرابا، امنحونى الأمن والأمان ولا أريد أى شئ آخر.
إن ما تعيش فيه مصر من أمن وأمان كان نتاج رؤية مستقبلية من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى كان يقرأ المشهد مسبقا ، وعرف كيف ستكون عليه منطقة الشرق الاوسط فى القريب العاجل، وما المخاطر التى تهدد شعوبها، فبذل الغالى والنفيس لتسليح قواتنا المسلحة بأحدث ما أنتجته الترسانة العسكرية فى العالم، وأنفق ـ على الرغم من اعتراض البعض ـ الكثير على جعل قواتنا المسلحة قوية ، قادرة على حماية مصر والمصريين من اية اعتداءات ، مع تدريب ضباط وصف ضباط وجنود القوات المسلحة على أحدث البرامج التدريبية والارتقاء بمهاراتهم القتالية لمواجهة التهديدات المحتملة، مع إجراء مناورات شاقة بالذخيرة الحية فى مناطق الجيوش المصرية المختلفة.
الرئيس عبد الفتاح السيسى قال خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة : كانوا يلوموننى على أننى انفقت كثيرا على تسليح قواتنا المسلحة ، ولكننى أؤكد أننى لو كان معى أموال أكثر لأنفقت أكثر على تسليح قواتنا المسلحة لتكون قادرة على حماية الامن القومى المصرى وصد أية تهديدات موجهة ضد الوطن.
وبالمثل تم تدعيم وزارة الداخلية بأحدث أسلحة وبرامج توفير الأمن والأمان فى الشارع المصرى ومجابهة الجريمة المنظمة وغير المنظمة باحدث الاساليب العلمية والتكنولوجية ، فظهرت معدات ومركبات تتعامل مع المجرمين بتقنية الذكاء الاصطناعى، وبصمة العين، والليزر والتحكم عن بعد ، وغير ذلك من تكنولوجيا حديثة تستطيع مواجهة التطور فى الفكر الإجرامى، بخلاف المهارات القتالية للضباط والجنود من الرجال والسيدات.
حالة الأمن والأمان والاستقرار هذه ما كانت لتتحقق إلا باستقرار سياسى جعل كلمة مصر محترمة ومسموعة من كل قادة وشعوب العالم ، واستقرار اقتصادى يلبى احتياجات الشعب من السلع الأساسية والاستراتيجية وتقليل الاحتياج للخارج إلا فى اضيق الحدود، وما كانت تحدث دون وعى المواطن المصرى بخطورة المرحلة التى نمر بها واقتناعه بصحة تحذيرات الرئيس السيسى التى يطلقها منذ وقت بعيد بضرورة تماسك الجبهة الداخلية ، فاذا كانت الجبهة الداخلية متماسكة لن يستطيع كائنا من كان اختراق السياج الاجتماعى للمصريين ولا التأثير فيهم سواء بالشائعات التى زادت بشكل كبير جداً خلال الاشهر الأخيرة أو غيرها.
منذ ساعات فقط اشتعلت منطقة الشرق الاوسط عندما أطلقت إيران 102 صاروخ باتجاه تل أبيب ونزل الاسرائيليون إلى الملاجئ والمخابئ وأعلنت إسرائيل الطوارئ وانطلقت صافرات الإنذار فى كل انحاء إسرائيل، وفى الوقت نفسه اجتمع الرئيس الامريكى جو بايدن مع فريق الأمن القومى الامريكى ومعه كامالا هاريس المرشحة للرئاسة الامريكية لبحث كيفية مساعدة إسرائيل بعد الهجوم الصاروخى الايرانى على تل أبيب.
هذه هى شرارة اشتعال المنطقة التى حذرت مصر منها كثيرا وقالت إنه يجب العمل على عدم توسيع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط ، فمن المرشح أن تدخل جهات وعناصر أخرى فى الحرب غير إسرائيل وإيران لتتحول المنطقة بسرعة شديدة إلى كرة نار ملتهبة قد تخرج عن السيطرة.
ما يحدث يجب أن يحمل رسالة لكل المصريين تقول: (تماسكوا واصبروا وتحملوا) فما تتمتعون به من أمن وأمان وسط منطقة اشتعلت بالفعل لا يساوى ملايين الدنيا، ولا يعنى شيئاً أمامه رفع سعر سلعة هنا أو خدمة هناك، المهم أن نحفظ النعمة ونصونها حتى يديمها الله علينا ولا نعيش لحظات الرعب والألم والحسرة التى عاشتها وتعيشها الأم اللبنانية وهى ترى الرعب فى أعين ابنائها.
حفظ الله مصر وشعبها من كل شر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية