تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أحمد سليمان > الفجور الأمريكي مع السفير المصرى

الفجور الأمريكي مع السفير المصرى

لم نعد نندهش او نستغرب من الأخبار والصور والمشاهد التي تأتينا من الأراضى الفلسطينية أو من التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة أو إسرائيل، فليس هناك أغرب ولا أدهش من عشرات الألوف الذين يسقطون بين شهيد ومصاب في غزة والضفة الغربية وسط عجز دولى لمنع اسرائيل من ارتكاب هذه المذابح كل يوم ضد اشقائنا في فلسطين، ووسط تأييد أمريكي مطلق لكل اجراء تتخذه قوات الاحتلال في هذه الأزمة مهما كانت درجة قسوته ومخالفته للقوانين الدولية والإنسانية والاخلاقية.

الآن اصبحت الأمور كلها مكشوفة وكما نقول في المثل العامي «على عينك يا تاجر»، وأصبحت الولايات المتحدة وإسرائيل تتعاملان بمنتهى الفجور الذي وصل حد البلطجة والوقاحة التي يرفضها العقل والمنطق وابسط مبادئ الأخلاق والإنسانية.

أحدث حلقات هذا الفجور هو ما يتعرض له السفير المصرى معتز زهران سفيرنا في الولايات المتحدة من انتقادات وهجوم من الدوائر السياسية الأمريكية بسبب اعلانه الغضب ورفضه طريقة كلام أعضاء مجلس النواب الأمريكي معه خلال أكثر من محادثة هاتفية عندما اتهموا مصر بعدم المصداقية لانها ـ حسب المزاعم والاكاذيب الاسرائيلية - قامت بتغيير صيغة الاتفاق بين اسرائيل وحماس دون علمهما وذلك خلال وساطتها بين الطرفين بهدف تطبيق هدنة ووقف اطلاق النار في غزة، وهو الموقف الذي اثير منذ اسابيع قليلة وردت عليه مصر فى حينها مؤكدة أن هذا ليس أسلوب مصر ابدا وان اسرائيل تحاول تشويه صورة مصر واظهارها بانها وسيط غير نزيه ، ووقتها هددت مصر بقوة بالانسحاب من مفاوضات التهدئة نافية بشدة المزاعم والاكاذيب الاسرائيلية، ولكن مصر استكملت دورها في رعاية المفاوضات بعد إلحاح من الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته. 

موقع "أكسيوس" الأمريكي نشر تقريراً أظهر فيه الحملة التي يشنها اعضاء مجلس النواب الأمريكي على السفير المصرى هناك، فقد استغلوها فرصة لفتح الموضوع نفسه مرة اخرى انتقاما من مصر لانها رفضت التهجير القسري للفلسطينيين ورفضت فتح معبر رفح لتفريغ رفح بعد أن تم تفريغ غزة من أهلها حتى يسهل لاسرائيل تنفيذ مخططاتها من وراء ذلك. يكشف حقيقة هذه الهجمة ما قاله احد اعضاء مجلس النواب الامريكي للسفير المصري كما رود فى تقرير موقع أكسيوس - فقد قال اننا بحاجة لأن تتحمل مصر مسئوليتها الانسانية بتوفير مناطق آمنة للفلسطينيين - يقصد فتح معبر رفح وإقامة معسكرات ايواء في سيناء وتسهيل تدفق المساعدات إلى غزة كما انهم مصر بانها لم تستغل علاقتها مع حماس بشكل كامل لاطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين. 

هؤلاء النواب من اين جاءوا بكل هذا الفجور والوقاحة والبجاحة فى الحديث؟ وعن أى مسئولية إنسانية يتحدثون بينما هم يضربون عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الانسانية عندما ساعدوا اسرائيل على قتل الاطفال والنساء والشيوخ كل صباح ومساء بمدها باحدث الاسلحة المحرمة دوليا والتي نفذت وتنفذ بها جرائمها ؟!!

ولكن لا غرابة ولا اندهاش مما يصدر من الولايات المتحدة من تصريحات ومواقف تجافى وتنافي كل المبادئ والأسس الانسانية والقوانين الدولية وهى مازالت ترى أن اسرائيل لا تنفذ جريمة ابادة جماعية في غزة كما ورد على لسان الرئيس الأمريكي نفسه جو بايدن، وزاد عليه ما قاله المتحدث باسم البيت الأبيض عندما أعلن أن اسرائيل من حقها قصف المدنيين الفلسطينيين مادام يختبئ بينهم عناصر من حماس!!..
المواقف الأمريكية التى تستمد من الدعم والتأييد الأعمى لكل التصرفات الاسرائيلية لا ننتظر منها رجاء في تحقيق العدل في العالم أو حل القضية الفلسطينية بالسلام الشامل وتطبيق حل الدولتين بينما هي قامت لأول مرة في سابقة لم تحدث من قبل بمعاقبة قضاة المحكمة الجنائية الدولية لأنهم تجرأوا وطلبوا إصدار أمر اعتقال بحق رئيس وزراء اسرائيل ووزير دفاعه وقادة حماس اسماعيل هنية والسنوار وغيرهما. فمنذ متى سمعنا أنه يتم معاقبة أى قاضي محكمة يحكم بالعدل في القضية المنظورة أمامه؟ هذا حدث من مجلس النواب الأمريكي الذي وافق على قرار المعاقبة بتأييد 289 صوتا من الجمهوريين والديمقراطيين مقابل رفض 155 صوتا ، ينص القرار على فرض عقوبات على الاشخاص من المحكمة الجنائية الدولية الضالعين فى اى جهود للتحقيق مع اى شخص من الولايات المتحدة أو حلفائها الذين يخضعون للحماية أو القبض عليه او اعتقاله او محاكمته ، كما سيمنع دخول مسئولى المحكمة الى الولايات المتحدة وتلغى اية تأشيرات دخول لهم.

ليس هذا فقط ولكن القرار يطلب من الحكومة الامريكية فرض عقوبات على كل من قدم مساعدات مالية أو مادية أو تكنولوجية للمحكمة ساعدتها في اثبات الادانة للمسئولين الاسرائيليين . هل هناك فجور أكثر من ذلك ؟.... ... نعم ربما هناك فجور أكثر سيظهر خلال الايام المقبلة.. انتظروا

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية