تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أبدعوا .. يرحمكم الله
أثناء افتتاح موسم حصاد القمح بجنوب الوادى منذ شهرين تقريباً قال الرئيس عبد الفتاح السيسى موجها حديثه للمهندس محمد جمال غريب رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الاستثمار الزراعى الذى نجح في تحقيق أعلى إنتاجية من زراعة فدان القمح بلغت 25 إردباً: أنتم كمستثمرين أشطر من الحكومة فى الإدارة وتطبيق الطرق العلمية الحديثة واستثمار مبالغ مالية كبيرة مرة واحدة لتحقيق عائدات كبيرة وسريعة ، وهذا أوصلكم إلى إنتاج 25 إردباً من فدان القمح بينما الإنتاج الحكومي يتراوح بين ثمانية عشر إلى عشرين إردباً فقط من الفدان»، ثم دعا الرئيس كل مستثمرى القطاع الخاص للاستثمار في المجال الزراعى لتحقيق فائدة اقتصادية لهم وللوطن في الوقت نفسه.
ما قاله الرئيس السيسى لهذا المستثمر وغيره من المستثمرين يؤكد تشجيع الرئيس السيسى لأصحاب الفكر غير التقليدي الذي كما نطلق عليه تفكيراً خارج الصندوق»، وينطبق ذلك على كل المجالات وليس المجال الزراعى فقط، إننا نحتاج فكراً جديداً في مجالات الصناعة والتجارة والسياحة والعمل والاقتصاد وغيرها من المجالات، ولعل من أهم المجالات التي نحتاج فيها إلى فكر جديد من خارج الصندوق هو مجال إدارة واستثمار الأصول غير المستغلة بالدولة.
اجتماعات كثيرة عقدها الرئيس السيسى مع وزراء النقل وقطاع الأعمال في الحكومة الحالية والسابقة والأسبق، وفي كل مرة يناقش مع الوزراء بحضور رئيس الوزراء كيفية استثمار وإدارة الأصول غير المستغلة للدولة في كل القطاعات، وتتراوح هذه الاصول بين الأراضي والمباني والشقق والسيارات والمعدات والماكينات ووسائل النقل وغيرها من الأصول الحكومية المختلفة، وكم من أراض ذات مساحات شاسعة متروكة دون استغلال لمجرد أن الجهات المالكة لها سواء أكانت وزارات أو هيئات حكومية لا تفكر سوى في بيعها ولذلك فإنها تؤجل بيعها حتى يرتفع سعر بيع المتر فيها لأكبر رقم ، والفكر نفسه ينسحب على بقية الأصول غير المستغلة المملوكة للدولة.
وزارات كثيرة ترى أن البيع هو أسهل طريق للاستفادة من الأصول غير المستغلة أياً كانت هذه الاصول، وهذا هو الفكر التقليدي بعينه، أما استثمار الأرض أو المبنى أو الشقة أو المعدات وبقية انواع الأصول فى مشروع يدر دخلاً للدولة ويبقى على الاصل بكامل قيمته التي تزداد مع الوقت هو الفكر غير التقليدي الذي نسميه فكراً خارج الصندوق. يبقى أن يصاحب هذا التفكر غير التقليدى وجود فكر القطاع الخاص في كل مؤسسات الدولة مع تيسير الامور لكل صاحب فكر مبدع وتذليل العقبات التى قد تصادفه من إجراءات روتينية وعقبات قانونية عفا عليها الزمن، ولم تعد تناسب العصر.
لابد من إعادة النظر في الإجراءات الروتينة العقيمة التي تحول دون تطبيق فكر القطاع الخاص الذي أثبت نجاحه أكثر من فكر الحكومات المتعاقبة بشهادة الرئيس السيسي الذي يقدر قيمة كل إنجاز ويبحث عن الفكر غير التقليدي في إدارة أى وزارة أو هيئة حكومية.
نحتاج فكراً حكومياً يواكب فكر الرئيس السيسي، فكراً يواكب الزمن يتعامل مع معطيات العصر، يقدر قيمة التطور العلمي والإدارة الحديثة، وكما قال العديد من خبراء الاقتصاد فإن فشل أى مشروع حكومي في الماضي يعود في المقام الأول إلى سوء الإدارة، فنحن نحتاج إلى إدارة كل جهة حكومية بفكر القطاع الخاص الذى يكافئ المجتهد ويعاقب المتكاسل، يقدر المتميز ولا يساويه بالمهمل ، يشجع كل مبدع ويمنحه المزايا ، يقول للنائمين أكملوا نومكم واتركونا ننجز.
لم يعد لدينا متسع من الوقت لإهداره في تنفيذ أفكار تقليدية لن تضيف جديداً لمسيرة إنجازات الدولة، نحتاج فكراً غير
تقليدى يحقق عائدات غير تقليدية فى وقت قصير، والدولة المصرية لديها من الإمكانيات الكبيرة في كل المجالات ما يمكنها من تحقيق عائدات بمليارات الدولارات في وقت قصير، مع استثمار هذه المليارات فيما يحقق الفائدة للمواطن وزيادة الخدمات المقدمة إليه حتى يعيش حياة كريمة، ينقصنا فقط فكراً من خارج الصندوق مع إتاحة الفرصة له للانطلاق ثم نرى النتيجة المبهرة، ولعل تجربة المستثمر الزراعى بمشروع جنوب الوادى خير دليل على نجاح فكر القطاع الخاص فى إدارة أى منظومة بحيث تعود الفائدة في النهاية على الوطن والمواطن.
في الخارج يستأجرون عقول المبدعين ، فلا يكون مطلوباً منهم سوى التفكير خارج الصندوق، والابداع وابتكار فكرة تدر الملايين على أصحاب المشروعات، ويحضرني هنا نموذج للشابة المصرية التى ابتكرت فكرة وضع اسماء الأشخاص على علب الكانز الخاصة بأحد المشروبات الغازية، هذه الفتاة عندما خطرت لها الفكرة عرضتها على ممثل الشركة في مصر فاستهان بها ، وعندما أصرت على أن يعرضها على أصحاب الشركة فى الخارج وطلبت مقابلها مليون جنيه أبهرتهم الفكرة وطلبوا منه منحها مليوني جنيه وليس مليوناً واحداً.
هكذا يفكر المبدعون وهكذا يعاملهم من يقدر فكرهم وهكذا تربح المؤسسات المليارات من مجرد فكرة.
أبدعوا يرحمكم الله.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية