تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ترامب يتفاوض مع حماس.. ويوجه لها «الإنذار الأخير»
ماذا يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العرب وحماس؟
لقد وجه تحذيراً أخيراً للحركة «بإعادة الرهائن جميعاً وفوراً ومغادرة غزة أوالموت»، وجاء هذا التهديد غير المسبوق في شدته علناً بعد استقباله في البيت الأبيض 6 من الرهائن الذين أطلق سراحهم في اتفاق وقف إطلاق النارالأخير، وتسريب معلومات عن عقد لقاء بين مسئول أمريكي وعدد من قيادات حماس بالدوحة لأول مرة سراً،
وعقب إعلان القمة العربية التي عقدت في مصرعن رسم خريطة طريق لإنقاذ الشرق الأوسط من حرب إقليمية، نتيجة الحرب الإسرائيليلة على غزة والتي لم تضع أوزارها حتى الاَن بسبب وضع إسرائيل العراقيل أثناء مفاوضات المرحلة الثانية من هدنة غزة لعدم الوصول إلى اتفاق، وصولاً إلى حل شامل للقضية الفلسطينية بعد مرور15 شهراً من العدوان رغم المحاولات المستمرة عربياً ودولياً للتوصل إلى حل نهائي وإرساء السلام عبرالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش في سلام إلى جانب إسرائيل،
وأعلنت القمة العربية الطارئة التي عقدت أخيراً بالقاهرة 23 قراراً جاء في مقدمتها اعتماد خطة مصرلإعادة إعمارغزة، ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، باعتبارذلك انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية وتطهيراً عرقياً.
أدان القادة العرب القرارالصادر أخيراً عن الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة معتبرين أن تلك الإجراءات تعد انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق الناروالقانون الدولي والإنساني ما يؤكد رفض القادة العرب استخدام إسرائيل لسلاح الحصاروالتجويع المدنيين لمحاولة تحقيق أغراض سياسية فضلاً عن رفض محاولات لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، لأن ذلك سيكون من شأنه إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، ليمتد إلى دول أخري بالمنطقة،
والموافقة على الخطة المقدمة من مصربإعادة إعمارغزة بقيمة 53 ملياردولاروحث مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة، بالتوازي مع تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وأرى أن ذلك يضع إسرائيل أمام مسئوليتها الدولية والإنسانية بضرورة التوقف عن قتل الفلسطينيين جوعاً وبرداً وحصاراً، إذ إن الضغط على الشعب الصامد لن يؤدي لتراجع حماس عن موقفها الساعي لإعادة الإعمار وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
نتيجة استمرارإسرائيل في وضع العراقيل أثناء مباحثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدأت كل من إسرائيل وحركة حماس تتأهبان للعودة إلى الحرب، فقد أفادت مصادر إسرائيلية بأن الحكومة الإسرائيلية تخطط لتشديد حصارها على غزة كجزء مما أسمتها «خطة الجحيم» بهدف الضغط على حماس لإطلاق المزيد من الأسرى دون انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع المدمر،
وفي الوقت الذي رفضت أمريكا وإسرائيل مخرجات القمة العربية، كشف موقع «أكسيوس» الأمريكي عن إجراء الإدارة الأمريكية مباحثات سرية مباشرة مع حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة، واصفاً تلك الخطوة بأنها «غير مسبوقة»، ونقل الموقع عن مصادر قولها إن مباحثات إدارة ترامب، التي يقودها المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، تناولت كذلك إمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب في غزة،
وتأتي أهمية هذه المباحثات كونها الأولى من نوعها حيث لم يسبق للولايات المتحدة أن تواصلت بشكل مباشر مع حماس، التي صنفتها واشنطن «منظمة إرهابية» في عام 1997، وجرت مباحثات بوهلروممثلي الحركة في العاصمة القطرية الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة،
وقالت مصادر إن إدارة ترامب استشارت إسرائيل بشأن إمكانية التباحث مع حماس، لكن إسرائيل علمت ببعض جوانب المحادثات عبر قنوات أخرى وأكدت المصادرأن التفاوض المباشر مع حماس، من دون موافقة إسرائيل خطوة أخرى لم تتخذها الإدارات السابقة.
الغريب أن البيت الأبيض وإسرائيل رفضا الخطة العربية لإعادة إعمارقطاع غزة التي تبنتها جامعة الدول العربية وقال بيان صدر عن مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الخطة لا تعالج الواقع القائم،
إذ إن غزة غير صالحة للسكن حالياً وسكانها لا يمكنهم العيش بكرامة في منطقة مغطاة بالركام والذخائرغير المنفجرة، وأضاف المتحدث باسم المجلس: "الرئيس ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من حماس، نتطلع إلى مزيد من المحادثات لجلب السلام والازدهار إلى المنطقة"، في إشارة إلى احتمال إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من المناقشات مع الحلفاء العرب، كما رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية قرارات القمة مؤكدة رفضها خطة الدول العربية للتعامل مع غزة،
وأفادت الخارجية الإسرائيلية في بيان بأن البيان الصادرعن القمة العربية لا يعالج حقيقة الوضع في غزة، مشيرة إلى أن حركة حماس لا يمكن أن تبقى في غزة وأن التوصيات لا تذكر الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر 2024، داعية إلى تشجيع سكان غزة على فكرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المقابل رحبت حركة حماس بانعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة، لافتة إلى أن عقد القمة العربية مرحلة متقدمة من الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية، وثمنت إجماع القادة العرب على رفض خطط الاحتلال للتهجير، مرحبة بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية، مؤيدة قرار تشكيل لجنة الإسناد لإدارة غزة باعتبارها جزءا من دولة فلسطين، كما رحبت بدعوة الرئيس الفلسطيني لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.
ويقيني أن أمريكا وإسرائيل تتهربان من إقامة دولة فلسطينية ويرغبان في تهجير سكان غزة والإستيلاء على القطاع بأي شكل، خصوصاً أن القمة قررت التأكيد على الأولوية القصوى لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لمرحلتيه الثانية والثالثة، وأهمية التزام كل طرف بتعهداته، وخاصة الطرف الإسرائيلي، وبما يؤدي إلى وقف دائم للعدوان على غزة وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع، بما في ذلك من محور "فيلادلفي"، بما يضمن نفاذ المساعدات الإنسانية والإيوائية والطبية، دون إعاقة وتسهيل عودة أهالي القطاع إلى مناطقهم وديارهم، وعقد مؤتمر دولي في القاهرة، لإعادة الإعمار في قطاع غزة،وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره بعد الدمار الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي، والعمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كافة الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار.
وأرى أن ترحيب القمة بالقرارالفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة جاء في الوقت المناسب لتفويت الفرصة على إسرائيل التي تواصل وقع العراقيل أمام أي حلول لتنفيذ مخطط التهجير،
كما أن موافقة القمة على مقترح الأردن ومصرلتأهيل وتدريب كوادر الشرطة الفلسطينية بما يضمن قدرتها على أداء مهامها في حفظ الأمن في قطاع غزة على الوجه الأكمل ودعوة مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام تسهم في تحقيق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، يأتي في سياق تعزيز الأفق السياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، في أسرع وقت ممكن،
كما طالبت القمة بوقف العدوان الاسرائيلي في الضفة الغربية بما في ذلك الاستيطان والفصل العنصري وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتدمير البنى التحتية والاقتحامات العسكرية للمدن الفلسطينية، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة وتأكيد الرفض الكامل، وخفض التصعيد في كافة أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك عبر وضع حد للخطابات والممارسات التي تحرض على الكراهية والعنف ودعم جهود التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين وهو المقترح الذي سيناقش برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، والمقررعقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في يونيو 2025، وإنشاء صندوق دولي لرعاية أيتام غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم، والذين يناهز عددهم نحو 40 ألف طفل وتقديم العون وتركيب الأطراف الصناعية للآلاف من المصابين لاسيما الأطفال الذين فقدوا أطرافهم، وتشجيع الدول والمنظمات على طرح مبادرات ذات صلة أسوة بمبادرة "استعادة الأمل "الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في قطاع غزة.
تخيم الخلافات على مفاوضات المرحلة الثانية من هدنة غزة المتعثرة التي انطلقت في القاهرة بوساطة مصرية وقطرية ورعاية أمريكية وشهدت فجوات جوهرية بين الوفد الإسرائيلي الذي يسعى للتوصل إلى اتفاق لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لمدة 42 يوماً إضافياً مع التهديد بعودة الحرب، فيما ترفض حركة حماس محاولات التمديد وتصرعلى الانتقال إلى المرحلة الثانية كما هو محدد في إطار الاتفاق والذي تتضمن إتخاذ خطوات تؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل دائم، مجددة التزامها الكامل باتفاق بوقف اطلاق النار في القطاع بكل حيثياته وبنوده، مؤكدة في بيان أن السبيل الوحيد لتحريرالسجناء المتبقين لديها هوالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار،
لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى إلى التمديد لاستعادة مزيد من الأسرى دون وقف الحرب نهائياً مهدداً بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، إذ يعتبرأن إسرائيل غير ملتزمة بإطارالاتفاق بدون التوافق على مستقبل غزة ونزع سلاح حماس وتقويض سلطتها وإبعادها عن إدارة القطاع، وتدعم الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي بشكل مطلق، وقال نتنياهو في منشورعبر منصة إكس إنه سيواصل إتخاذ الإجراءات بلا هوادة حتى إعادة جميع المحتجزين إلى بيوتهم.
وأرسلت إسرائيل وفدها المفاوض إلى القاهرة بعدما سلمت حماس جثث أربع رهائن مقابل إطلاق سراح 643 سجيناً ومعتقلاً فلسطينياً، في آخرعملية تبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، ومنذ سريان الهدنة في 19 يناير الماضي، تسلمت إسرائيل 33 رهينة من حماس، من بينهم أربع جثث في المقابل أُطلق سراح حوالي 1700 فلسطيني من السجون الإسرائيلية من بين 1900 كان مقرراً الإفراج عنهم، فيما أعلنت حماس أنها مستعدة لتسليم إسرائيل جميع الرهائن المتبقين دفعة واحدة خلال المرحلة الثانية في حال وقف الحرب، لكن تطلب إسرائيل بنزع السلاح من قطاع غزة وتفكيك حماس،
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهولضغوط من حلفائه في الائتلاف الحكومي الذين يعارضون إنهاء الحرب ويطالبون بمواصلة القتال حتى تحقيق ما وصفوه بالنصرالكامل وفي مقدمته القضاء على حماس وتحريرجميع الرهائن وهو ما فشلت إسرائيل في تحقيقه طوال عام ونصف العام رغم الدعم الأمريكي والأوروربي غير المسبوق بأحدث الأسلحة فضلاً عن المساعدات المالية،
ولذا فأن الموقف العربي الرافض لمقترح التهجير يتعين تطويره بخطوات سياسية تستبق أي محاولات لتنفيذه، إذ إن الدول العربية تمتلك من القوة ما يجعلها قادرة على وقف هذه المخططات لأن أمريكا هي التي تحتاج الدول العربية لتحقيق مصالحها في المنطقة بينما الدول العربية قادرة على الاستغناء عنها.
وأقول لكم، إن مصرتعتبرحائط الصد بإمكاناتها البشرية والعسكرية والسياسية في مواجهة هذه الخطة التي تتجاهل تاريخ المنطقة سياسياً وجغرافياً والتي يرغب نتنياهو في تنفيذها من خلال عدم إكمال الاتفاق والتوصل إلى وقف إطلاق الناربشكل نهائي، لكنه اصطدم بأن الرئيس الأميركي أعلن أن خطته بشأن غزة جيدة لكن لن يفرضها وإنه يوصي بها، ورغم أن هذه التصريحات جاءت لوقف الهجوم على الإدارة الأمريكية حتى من داخل الولايات المتحدة نفسها، إلا أن الدول العربية أصبح من حقها رفض هذه الخطة ولاسيما الموقف المصري والسعودي والإماراتي والقطري وغالبية الدول العربية التي أكدت خلال القمة العربية أن التهجيريعني تصفية القضية الفلسطينية وهوما ترفضه أيضاً غالبية دول العالم،
في ظل التمسك بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الحرب ووقف الإرهاب في العالم الساعي إلى السلام والتنمية، خصوصاً أن رفض خطة إعمارغزة من جانب أمريكا وإسرائيل وعدم العمل على تطويرها قد يقود العالم لحرب عالمية ثالثة سيدفع الجميع ثمنها ولن ينجو منها أحد، وهو ما ترفضه الدول العربية وفي مقدمتها مصر الساعية إلى سلام دائم.
Aalshamy6610@yahoo.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية