تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عن التطبيع «1»
جددت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين قرارها برفض التطبيع مع الصهاينة، وكالعادة انبرى أنصار التطبيع لانتقاد القرار، وبدلًا عن أن تخضع الأقلية لآليات الديمقراطية فتلتزم بما تقرر سارع البعض لسوق مبررات موقفهم الرافض لقرارات الجمعية العمومية لنقابة ينتسبون إليها.
وفى هذا السياق أستدعى قصيدة كتبها الشاعر اليهودى إيلى راندان المقيم فى أوكرانيا وهو من ألمع الشعراء اليهود وأغزرهم إنتاجًا، ووجه قصيدته إلى شاب يهودى اسمه إسحق يعيش فى أوكرانيا ويفكر بالهجرة إلى فلسطين.. وسوف أستكمل مناقشة مسألة الإصرار على التطبيع فى مقال لاحق.. فإلى القصيدة:
فلسطين أرض السم فى العسل على رسلك يا إسحق../ إلى أين أنت ذاهب..!!/ إلى بلاد السمن والعسل..؟/ لماذا تصمت..؟ أجبني../ أم أن سؤالى يثيرك..؟/ لا بأس، أنا لن أصمت بعد اليوم.../ إسحق.../ لماذا يبحث الناس عن السمن والعسل..؟/ أليست هاتان المادتان لحفظ حياة الإنسان..؟/ وسد رمقه ورمق أطفاله..؟/ ولكن عندما يتطلب الحصول عليهما أن يضحى المرء بزوجه وأطفاله..!!/ فإن من يصر على الحصول عليهما هو أحمق،/ حتى فى نظر البسطاء.../ بالطبع، تستطيع أن تأتي.../ وستجدهم يستقبلونك أحر استقبال.../ أذرع ممدودة إليك..، فتيات جميلات ينتظرنك عند سلم الطائرة فى المطار، ليقدمن لك باقات الورد..، فأنت بطل، لأنك عدت إلى أرض الأجداد...! وقد تحظى بقبلاتهن الحارة،،، مسرحية كبرى ستشاهدها..، وتكون أنت– غصبًا عنك– أحد ممثليها... فأنت الذى أتيت لكى تحيى تراث الأجداد،،، وتصدق النبوءات القديمة..، أنت رجعت إلى وطنك بعد ألفى عام..!! رجعت لكى تحيا فيها للأبد، كى تنهل من العسل، ويطيب لأطفالك تناول سمن البلاد..! هم لن يتركوك تنعم بالراحة والسكينة..، لن يمهلوك كثيرًا من الوقت..، ولم يخبروك بالحقيقة..، لم يخبروك بالحقيقة المرة القاتلة..، هم لم يقولوا لك أن هناك قومًا آخرين..!! قومًا غيرنا..، يدعون أن السمن والعسل ملكهم... وأن لا حق لنا فى تناوله...، لم يقولوا لك أن هناك شعبًا آخر..، هم قالوا لك إن هناك بعض الرعاع (الفلسطينيين)ـ الذى بالإمكان معالجتهم... كما عالج العم سام الهنود الحمر فى أمريكا... ويقولون لك لماذا لم نتعلم من تجارب حليفنا الأكبر والأوثق؟ ونستعمل نفس الوسائل..؟ نحن متحضرون.. صحيح.. لكنه الصراع على الوجود وكل شيء مستباح... عندما اقترضوا من مكيافيللى مناهجه..، بإمكانك أن تفعل ما يحلو لك، لكنك سرعان ما تصطدم بالحقيقة المرة يا إسحق.. ستعترف بخطيئة حياتك... وستكتشف أنك أسأت إلى أطفالك...! فهؤلاء الرعاع ليسوا الهنود الحمر الذين يتحدثون عنهم..!! هؤلاء الذين بثوا الخزعبلات فى ذهنك خوزقوك..! حقًا هم لم يقولوا لك الحقيقة... إن هؤلاء الرعاع لهم قدرة كبيرة على تغيير تأثير الأشياء... فالسمن والعسل اللذان يستخدمان لرفد الإنسان بالحياة..، حوله هؤلاء الرعاع إلى سم زعاف...، تستلذ بطعمه، لكنك سرعان ما تتحول إلى جثة هامدة..!! إسحق
إذا كنت مصممًا على القدوم رغم نصائحي... إذا ضقت ذرعًا بالحياة فى كييف عاصمة أوكرانيا، وأردت القدوم إلى بلاد الفرص الواعدة... فكر... مليًا مليًا... عليك أن تعى أنك تأتى إلى هنا كى تمتشق سيفك..، الموت يا إسحق مزروع فى هذه البلاد... فى شوارعها وفى جبالها وفى هضابها وفى أزقتها، وفى الزرقة الداكنة لبحرها وأيضا فى هوائها.،. إسحق... هى كما قالوا قديمًا: ارض تأكل ساكنيها إسحق... لا أخفيك..، إننى وعلى الرغم من أننى أكفر بكل ما جاء فى الكتب القديمة،.. فإننى أحترم أجدادنا الذين رفضوا دخول هذه الأرض مع نبيهم موسى... لقد فعلوا الشيء الصحيح،.. التيه فى صحراء سيناء... والعيش على أوراق الشجر الشاحب...، أفضل من أن تموت هكذا... إسحق، إذا صممت على القدوم رغم نصائحي... فكل الاحترام.. لكن، علام التضحية، ومن أجل أى شيء؟.. الفداء..!! إسحق/... سيفك لن يكون كعصا موسى التى شقت البحر..، ولن يكون أحد فينا كالملك داود...، لا يغرنك ما يقولون..، المعركة لم تنته بعد،.. كل أحاديثهم عن الانتصارات خداع..، أى انتصارات تلك التى لم تجعل الفلسطينيين- على ضعفهم- يسلمون بالحقيقة التى نريدها؟ أى انتصارات تلك التى لم تقنعهم بأن يتخلوا عن الإيمان بآيات قرآنهم وبوعد الرب لهم بالنصر من جديد... إسحق أخي... يخيل إليّ أن المعركة قد بدأت للتو... إسحق أخى رحمة بأطفالك..ـ ارجع، ونم!.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية