تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الأهرام.. 150 عاما من الريادة لخدمة مصر والعالم
فى الخامس من أغسطس عام 1875، انطلقت من مدينة الإسكندرية أولى صفحات صحيفة الأهرام على يد الأخوين سليم وبشارة تقلا، دون أن يدركا حينها أنهما يضعان حجر الأساس لأكبر مؤسسة صحفية فى الشرق الأوسط، وواحدة من أعرق الصحف فى العالم.
ونحن نحتفل بالعام 150 من صدور الأهرام نسترجع بكل فخر هذه الرحلة المضيئة التى امتزجت فيها الصحافة بالمهنية، والوطنية بالموضوعية، والتاريخ بالحداثة.
لقد كانت الأهرام – ولا تزال – شاهدة على التاريخ، وراصدة للتحولات، وفاعلة أساسية فى تشكيل الوعى العام المصرى والعربى.
الأهرام.. صحيفة وطن: فمنذ عددها الأول، اختارت أن تكون لسانًا للحق، ومنبرًا للرأى، ومرآةً للمجتمع.
لم تكن مجرد صحيفة تنقل الخبر، بل كانت مؤسسة فكرية تحمل رسالة، وتؤدى دورًا وطنيًا، مدفوعة بإيمان راسخ بأن الصحافة ليست مهنة فقط، بل مسئولية تجاه الوطن والمواطن.
عاصرت الأهرام الاحتلال البريطانى، وثورات التحرر، والاستقلال، وبناء الدولة الحديثة، وكانت دومًا فى قلب الأحداث، تدافع عن قضايا الوطن، وتنتصر لقيم الحرية والعدالة والكرامة.
مدرسة الأهرام.. صُنّاع الكلمة والفكر: تحولت صفحات الأهرام إلى منصة لكبار المفكرين والأدباء والكتّاب الذين أسهموا فى إثراء الحياة الثقافية والسياسية، فكتب فيها طه حسين.. عميد الأدب العربى، ومحمد حسين هيكل.. رائد الرواية العربية، وعباس العقاد وأنيس منصور وتوفيق الحكيم، ود.عائشة عبدالرحمن ويوسف جوهر وفهمى. هويدى ومكرم محمد أحمد وصلاح منتصر وعلى الجمال وأحمد بهجت وكلوفيس مقصود وصلاح الدين حافظ وعادل حمودة وسناء البيسى وأحمد نافع وعبدالحميد سرايا وأمينة شفيق ويوسف السباعى..و.. وغيرهم وصولًا إلى قامة كبرى مثل محمد حسنين هيكل، الذى ارتبط اسمه بالأهرام لعقود، وكان خلال رئاسته تحريرها من 1957 إلى 1974، شاهدًا ومشاركًا فى لحظات مفصلية من تاريخ مصر والعالم العربى.
لقد أصبحت الأهرام فى عهده صحيفة الدولة والمجتمع والفكر الحر، واتسعت لتصبح مؤسسة صحفية ذات طابع بحثى وثقافى وإعلامى شامل.
مؤسسة الأهرام عقل مصر الإعلامي: لم تكتفِ الأهرام بأن تكون صحيفة يومية رائدة، بل توسعت لتصبح مؤسسة عملاقة، تضم إصدارات متعددة ومتخصصة، مثل: الأهرام المسائى والأهرام الدولى والأهرام العربى والأهرام الرياضى والأهرام الاقتصادى ومجلات الأطفال والثقافة والأسرة.
كما أنشأت الأهرام مراكز بحثية وفكرية مرموقة، فى مقدمتها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومركز المعلومات، ومركز الترجمة والنشر، لتصبح منارة إعلامية وفكرية يستنير بها صانع القرار، ويسترشد بها الباحث والمثقف والمواطن.
الأهرام فى العصر الرقمي.. بين الأصالة والتجديد:
رغم التحديات العاتية التى تواجهها الصحافة الورقية فى العصر الرقمى، حافظت الأهرام على ريادتها، وطورت من أدواتها، وأطلقت منصات إلكترونية حديثة، تستند إلى مصداقية المحتوى وجودته، وتواكب تطلعات القارئ العربى، وتؤمن بأن التكنولوجيا ليست بديلًا عن الصحافة، بل وسيلة لتعزيز رسالتها.
إن مرور 150 عاما على تأسيس الأهرام ليس مجرد احتفال بذكرى، بل هو تجديد للعهد بأن تظل الأهرام صوتًا للعقل، وضميرًا للناس، وجسرًا بين الماضى والمستقبل. إن الإرث العظيم الذى تركه الرواد يُحمّل الأجيال الجديدة من الصحفيين والعاملين فى الأهرام مسئولية الحفاظ على الهوية، وتجديد الدماء، وتطوير الأداء، بما يليق باسم الأهرام وتاريخها.
فى زمن تغيرت فيه معايير الإعلام، وتبدلت فيه خرائط التأثير، تبقى «الأهرام» حاضرة بقوة، لأنها لم تبن مجدها على الإثارة، بل على الثقة والمصداقية والرؤية الوطنية.
تحية للأهرام فى عيدها الـ150.. وتحية لكل من حمل قلمه ليكتب فى صفحاتها، أو أسهم فى إخراجها وتوزيعها وإدارتها.. وتحية خاصة لكل قارئ ظل وفيًّا لها، يقرؤها بعين المثقف، ويثق بها كصديق.
الأهرام ليست صحيفة فقط.. بل شهادة ميلاد للوطن فى مرآة الكلمة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية