تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : من بينهم "المداح".. مسلسلات الرعب تهدد الأطفال
source icon

سبوت

.

من بينهم "المداح".. مسلسلات الرعب تهدد الأطفال

كتب: شيماء مكاوي

 تنافست العديد من الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان لتسيطر على أكبر قطاع من المشاهدين، ليجد أطفالنا أنفسهم أمام شاشات تعرض لهم عوالم غريبة ومخيفة، وقد أثار مسلسل "المداح" وغيره من الأعمال الدرامية التي تتضمن مشاهد رعب وخيال جدلًا واسعًا حول تأثيرها على الأطفال، وقد حذر خبراء علم النفس والتربية من الآثار السلبية المحتملة لهذه الأعمال على الصحة النفسية للأطفال.

يقول الدكتور نور أسامة، استشاري نفسي، وعضو المجلس القومي للطفولة والأمومة، إن تلك المشكلة يمكن تقسيمها كالتالي:

النوع الأول: أطفال شخصيتها قوية، عندما يشاهدون تلك الأعمال المرعبة، سيكون لديهم فرصة قوية وجريئة ليبحثوا في هذا الطريق، وهذا الأمر خطير للغاية لأنه سيفتح لديهم آفاق لأفكار مغلوطة ومنحرفة، وهذا نسميه "الانحرافات السلوكية" التي قد تطرأ على الأطفال أو النشأ أو الشباب.

متلازمة العالم الافتراضي

ويؤكد د. نور أنه بمشاهدة الأطفال لهذا النوع من الأعمال يكون أمامهم معلومة، ولأن لديهم روح الاكتشاف والمغامرة يبحثون عن تفاصيل أكثر لأنها بانسبة لهم أفكار خارج الصندوق، فهذا الطفل يحب المجازفة والمغامرة. 

ولفت إلى أنه في الماضي تم اجراء رنين مغناطيسي في دراسة أجريت لأكثر من 80 طالباً بأمريكا على لعبة بها مغامرة عبارة عن عبور 30 إشارة في دقيقة واحدة، عندما تم عمل اللعبة في حضور الأب والأم كانت نسبة المخاطرة 10% فقط، وفي وجود الأصدقاء كان أكثر من 80%، وعندما فعلوها بمفردهم نسبة الخطورة كانت أكثر من 95 %، وهذا يعني أن هذا النوع من الأطفال يعشقون المجازفة لأنها تشعرهم بالقوة، وهو ما نسميه "متلازمة العالم الافتراضي".

الرهاب الاجتماعي والثقة بالنفس

النوع الثاني: الأطفال أصحاب الشخصيات الخجولة أو المتواضعة أو الشخصيات الضعيفة والاتكالية، هؤلاء قد يتحول لديهم الخوف الطبيعي أو الخيالي إلى الخوف المرضي أو الرهاب، ويصل الأمر إلى القلق العاطفي، واضطراب الخوف من فقدان شخص عزيز لديهم، فيبدأ بالتعلق المرضي بهذا الشخص، والخوف الخيالي، و قد يتحول أيضا إلى الرهاب الاجتماعي في طريقة التعامل مع الناس. 

وأكد د. نور أنه قد يصاب أيضاً بالهلع الليلي أو الكوابيس المستمرة ومقدار الثقة في النفس يقل بشكل كبير للغاية.
وقد يتحول الأطفال ممن يمارسون هذا الرعب مع بعض الأصدقاء بالأخص من هم لديهم نفس روح المغامرة وأصحاب الشخصيات الجريئة، إلى شحنة من العنف يمارسونها مع المجتمع الخارجي، وهذا العنف يتزايد مع الاكتشاف والمغامرة، ومن الممكن أن يمارسونه مع أشخاص أو حيوانات أو مع شخصيات أضعف منهم.

رهاب الوجود

بالإضافة إلى أن أطفال الـ 10 سنوات تكون القيم والسلوكيات لديهم في مرحلة الاكتمال، وعند بلوغهم الـ 20 عاماً، فإن 100% من القيم والسلوكيات تكون اكتملت، فإذا شاهد هذه الأعمال لفترات طويلة واكتسب هذه الأفكار المغلوطة، هنا سنصل لمشكلة أكبر وهي "رهاب الوجود"، والتشكيك في وجوده في الحياة، أو انعدام القيم الدينية التي في الأصل محرك أساسي للإنسان وتنشئته، وفي المستقبل يتسبب في مشكلة تعزيز الهوية الوطنية.

تأثيرات سلبية

وأشار د. نور إلى أن الألوان التي نشاهدها في مسلسلات الرعب والسحر والشعوذة، وهي في معظمها ألوان داكنة وقاتمة مع كثر مشاهدتها تؤثر على الصحة النفسية للطفل، وتؤثر بالسلب على هرمونات المخ من الدوبامين والسيروتونين وفي بعض الحالات يتحول الأمر إلى إدمان سلوكي، وهي المشاهدة للحصول على النشوة والسعادة، ويصبح الموضوع ارتباط شرطي، فتلك الأعمال التي تحتوي على مشاهد رعب وشعوذة، تؤثر على شخصية الطفل دون أن ندرك هذا، وفي نفس الوقت تتسبب في حدوث اضطرابات نفسية. 

للكبار فقط

ويوضح الدكتور عبد العزيز آدم، استشاري نفسي، أن العديد من الآباء والأمهات يجعلون أطفالهم يشاهدون الأعمال التي تعتمد على الخيال والرعب، مثل مسلسل "المداح" فقد وجدت أن قطاع كبير من الأطفال يتابعونه، على الرغم من مثل هذه الأعمال مصنفة للمشاهدة للكبار فقط. 
وهذا الأمر لابد من الالتزام به، نظراً لاحتواء هذه الأعمال على مشاهد ممنوع مشاهدتها تماماً للصغار.

ويؤكد د. عبد العزيز هناك العديد من التأثيرات السلبية على الأطفال جراء مشاهدة مثل هذه الأعمال منها الشعور بالخوف والقلق، فقد يعاني الأطفال من كوابيس ليلية متكررة وصعوبة في النوم، وقد يصابون بخوف مفرط من الظلام أو من أماكن معينة تذكرهم بمشاهد الرعب، وقد تتطور لديهم مخاوف وقلق غير مبرر من أشياء أو مواقف عادية.

اضطرابات النوم

وقد تؤدي مشاهد الرعب إلى حدوث اضطرابات في النوم لدى الأطفال، تشمل الأرق وصعوبة الاسترخاء قبل النوم، وزيادة التفكير الدائم قبل النوم فيما رأوه مما يؤدي إلى عدم الحصول على قسط كافي من النوم. 
ويقول د. عبد العزيز آدم أن تلك الأعمال تحتوي أيضاً على مشاهد عنف، والتي تزيد من السلوك العدواني لدى الأطفال، خاصةً إذا كانوا يميلون إلى العنف بطبيعتهم، ويصبحون أكثر عرضة لتقليد السلوكيات العنيفة التي يشاهدونها.

كما إن تكرار التعاويذ التي تقال ومحاولة تقليد ما يشاهده الطفل هو أمر خطير للغاية، وأكد د. آدم أن الطفل بذلك يعتقد أن ما يريده يمكنه أن يحصل عليه بالسحر والشعوذة والدجل، فبدلاً من استنارة عقول الأطفال لما هو مفيد له ولحياته ومستقبله، نحن نجعله يعتقد أن السحر هو أمر سهل يمكن من خلاله أن نأخذ حقوقنا.

الانطواء والعزلة الاجتماعية

ومن جانبها، أكدت الدكتورة بسمة محمود، استشاري العلاج النفسي، أن مشاهدة مسلسلات الرعب تؤثر بالسلب على الكبار والصغار وليس الصغار فقط، ولكن بالطبع تأثيرها أكبر على الأطفال فقد تؤثر مشاهد الرعب على قدرة الطفل على التمييز بين الخيال والواقع، وقد يصابون بالانطواء والعزلة الاجتماعية بسبب خوفهم من العالم الخارجي، وقد يعاني الأطفال من أعراض جسدية مثل الصداع وآلام المعدة، ويؤثر ذلك على تركيزهم وانتباههم في المدرسة.

وتابعت: دور الآباء في مراقبة ما يشاهده أطفالهم والتأكد من أنه مناسب لأعمارهم، أمر في غاية الأهمية ولكن هناك من يستهتر بالأمر، فمن الضروري تجنب تعريض الأطفال لمسلسلات الرعب أو الأفلام التي تحتوي على مشاهد عنف شديدة، وهذا هو الحل الأساسي لتلك المشكلة.

ممارسة الأنشطة للتخلص من التوتر

وإذا حدث وشاهد الطفل بعض من تلك المشاهد بالصدفة فيجب على الفور التحدث معهم عن مخاوفهم وطمأنتهم بأن ما شاهدوه ليس حقيقيًا، وإذا تم بالفعل مشاهدة ومتابعة حلقات متتالية من تلك المسلسلات فيجب تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية والإبداعية للتخلص من التوتر والقلق.

ومن المهم أن يتذكر الآباء أن الأطفال حساسون وقابلون للتأثر، وأن مشاهدة هذه المسلسلات قد تترك آثارًا نفسية سلبية طويلة الأمد، مع ضرورة استشارة طبيب نفسي مختص في حالة ظهور أي أعراض نفسية على الطفل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية