تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عودة مرتقبة ينتظرها الكثيرون للنجم الكبير محمد صبحي، الذي يضىء الساحة الفنية مجددًا بعد غياب عن الشاشة، فرغم استمراره على مسرح مدينته "سنبل" بتقديم عروضًا مسرحية تمزج بين خبرة الكبار وتقديم مزيدًا من الوجوه الشابة المتعددة المواهب، لكن جمهوره العريض بالشاشة الصغيرة حرم من إطلالته منذ سنوات حيث كان آخر ظهور له بالتلفزيون من خلال برنامج "مفيش مشكلة خالص" الذي عرض على فضائية "سي بي سي".
محمد صبحي
نجم يحافظ بروقنه ومكانته على مدار الزمن فلم يغير من قيمة ما يقدمه من أجل الاستمرارية فقط والحفاظ على مساحته وحتى وإن كانت القيمة التي يبحث عنها في أعماله مسار اختلاف لكنها تبقى قوامًا أصيلًا ومؤخرًا بين أجيال عاصرتها وآخرى سمعت وشاهدتها عنها فيما بعد واعتبرتها أعمالًا إستتثنائية.
عدى مدار رحلته الفنية الطويلة إتخذ صبحي مسارًا مختلفًا عن الآخرين من أبناء جيله، فقد عاهد نفسه وكتب تعاقده مع المسرح الذي يجد فيه ضالاته ويخرج فيه كل ما يستحضره من طاقة وإبداع، وبالرغم تقدم مرحلته العمرية والتي من المؤكد أنها لن تمنحه تلك الطاقة التي كان يتعامل بها مع خشبة المسرح في وقت سابق لكنه عِوَض ذلك بكتيبة من الشباب الذين يختارهم بعناية ضمن مشروعاته المسرحية الجديدة والذين يقوم بتدريبهم بعناية ودقة وحرص شديد على التأكيد على فكرة فنان المسرح الشامل الذي يجيد الأداء والحضور البديهي، يعرف كيف يغني ويرقص ويتفاعل مع الخشبة التي يقف عليها ليخرج ما بداخله من موهبة وإبداع حتى النفس الأخير.
بين الحين والآخر، يحاول النجم الكبير من خلال خشبة مسرحه الربط بين تغييرات الزمن ولحمتها مع إحدى القضايا الشائكة شديدة القلق على مستقبل الأوطان والشباب، لذلك وبرغم بعد المسافة التي يقع فيها "مسرح سنبل" عن القاهرة، وبرغم أيضًا تقديمه موسمه المسرحي في فترات تتزامن مع بداية المواسم الدراسية لكن محبة جماهير صبحي العريضة لم تنشغل بمثل هذه الأمور وظلت تشهد إقبالًا كبيرًا من الحضور.
يعود النجم القدير لجمهوره خلال الفترة المقبلة من خلال تقديم مشروعات مسرحية جديدة سوف يعلن عنها خلال أيام بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية،وتلك المشروعات التي يستعيد بها النجم جمهوره على الشاشة الصغيرة أو عبر الوسيط الرقمي بحسب ما سيتم الإعلان عنه، تلك العودة التي تفرض كثير من الطموحات وتطرح أيضًا عددًا من الأسئلة.
الطموحات التي يتمناها المشاهد من نجمه المفضل والتي بالتأكيد اختلفت مع تغييرات الزمن، ما بين رغبة في ظهور نجوم آخرين من الكبار الذين عملوا معه على مدار رحلته الفنية الطويلة، ما بين وجود وجوه خاطفة للنظر من الشباب الجدد فالموهبة وحدها ليست بكافية لكنها بحاجة أيضًا لوجود قبول وحضور خصوصًا مع جماهير الشاشة الصغيرة والتي لا تقبل بأحد إلا من يخترق مزاجيتهم الخاصة، هذا بخلاف تقديم مزيد من الإبهار على مستوى السينوغرافيا المحيطة بالعرض وهو أمر لاشك أنه سيتحقق خصوصًا مع وجود كيان ضخم مثل الشركة المتحدة التي ستوفر كل ما يخرج مشروعاتها في أفضل صورة للمشاهد.
أما عن التساؤلات فالطبع تتعلق بالمضمون الذي سوف يستهدفه النجم الكبير في هذه المشروعات المسرحية التي سيتم عرضها خصوصًا بعد انتشار وعرض مسرحيات مثل مسرح مصر وما شابهها، فصحيح انها موضع خلاف بين عدد من الجمهور وكبار المسرحيين لكنها نجحت في تحقيق تفاعل مع الجمهور رغم عدم وجود محتوى حقيقي لها، لذلك فأن عودة صبحي تطلب نصوصًا مميزة وجاذبة لهذا الجمهور الذي يذهب النجم الكبير إليه في منزله كتلك الاعمال المحفورة في ذاكرة المشاهدة التي قدمها سابقًا مع شريك رحلته الراحل لينين الرملي.
نجم يسيطر على ذاكرة المشاهد
لا تزال سلسلة أجزاء مسلسل "ونيس" الشهيرة باقية في عقل وقلب مشاهديها من مختلف الأعمار، فرغم تقديم النجم القدير محمد صبحي لعدد من الأعمال التلفزيونية الآخرى لكن تبقى هذه السلسلة صاحبة الشعبية والمكانة الأكبر، ويرتبط نجاحها بفكرتها الأساسية التي قدمت نموذجًا وشكلًا مختلفًا للعائلة المصرية بكل تفاصيلها وأزمتها وتطوراتها وعلاقاتها بالآخر، سلسلة بقيت حاضرة بقيامها الآصلية وموروثتها التي حافظت على الهوية وإن كان ذلك قد يبدو في شكل مستتر داخل أحداثها.
ولكن مع تطور وتغير ثقافة المجتمع التي ذهبت فيه كثير من هذه القيم والموروث، ربما يكون من الصعب تقديم أعمالًا درامية بالتلفزيون تكلل لهذه الفكرة في الوقت الحالي إلا إذا تم تقديمها بشكل شديد العصرية ويتماشى مع أمزجة وطريقة تفكير الشباب والفئة الثلاثينية والأربعينية التي خرجت وتعلقت بأعمال النجم الكبير، وهو أمر ضروري وهام لأن المرحلة الحالية التي تشهد تخبط وتحول في مسارات الأفكار والثوابت بحاجة إلى وميض من النور يسترشد به المشاهد من خلال ما يراه في أعماله.
عودة تطلب التأمل
لاشك أن عودة النجم الكبير محمد صبحي للسينما حدث جلل وهام، لكنه في الوقت ذاته بحاجة لمزيد من التفكير والتأمل وذلك في الوقت الذي أصبحت فيه شبه معدومة التواجد، فالسينما تعيش أوضاعًا سيئة وانهيارًا واضحًا تعيش فيه انتعاشة قصيرة الأجل مع كل موسم سينمائي يرتبط بالأعياد فقط، لذلك فأن عودة صبحي في هذا المشهد المرتبك ربما تكون مخاطرة، خصوصًا وأنه طيلة حياته الفنية كان النجم الأول في المسرح والتلفزيون في مراحل وعقود مضت لكنه لم يحقق المستهدف ذاته بالسينما فقد كانت التجارب رغم تأثيرها لكنها محدودة.
وإذا كان هناك عودة سينمائية مرتقبة فأنه لاشك أن الأمر بحاجة لوجود كتاب شباب معه يعرفون قيمة عودة نجم كبير مثله للسينما يجيدون تقديمه في مشروعًا جذابًا يليق بالعودة ويحمل التأثير والتفاعل مع الشباب، فهذا تكون السينما ومتعتها بالمزج بين خبرات الأجيال، والأمر ذاته على صعيد الإخراج.
في كل الأحوال تظل عودة صبحي لجمهوره بهذه المشروعات حدثًا يستدعي الأهمية ويؤكد على ضرورة تواجد الكبار ومزج خبراتهم مع الشباب، عودة تحمل التفاؤل وتثير التساؤلات وهو ما أعتاد عليه النجم الكبير في جميع مشروعاته أن يترك المساحة للمشاهد ليتأمل ويفكر.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية