تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
التعرض للتحرش الجنسي يترك آثارًا نفسية عميقة ومدمرة على الأطفال، وقد يستمر تأثيرها طوال حياتهم، تلك الآثار تختلف من طفل لآخر وتعتمد على عدة عوامل مثل عمر الطفل، طبيعة العلاقة مع الجاني، مدة التعرض، وشخصية الطفل وقدرته على التأقلم.
أنواع الاعتداء وصف الدكتور نور أسامة، استشاري نفسي، وعضو المجلس القومي للطفولة والأمومة، التحرش بأنه نوع من أنواع الاعتداء وهو نوعان تحرش لفظي وبدني، والاثنان لهما نفس التأثيرات النفسية التي قد تحدث للنشء أو الشباب أو حتى الكبار.
مثلث العيب
وهناك مرحلة ما قبل حدوث التحرش وهي خط الحماية الأول للطفل، وهو التوعية، ويقول د. نور إن مرحلة الطفولة المتوسطة من سن 4 - 7 سنوات من المهم جداً أن يعرف الطفل أن هناك ما يسمى بـ "مثلث العيب"، وهو من أول الرقبة وحتى الركبة، وأنه لا يمكن لأحد أن يلمس تلك المنطقة أو يراها سوى الأب أو الأم والطبيب في وجود الأم، مع الحرص على عدم تحديد منطقة بعينها في هذا المثلث.
ويجب أن يفرق الطفل ما بين اللمسة "الحلوة" واللمسة "الوحشة"، فاللمسة "الحلوة" مثل السلام، أما اللمسة "الوحشة" هي أن يلمس أي شخص منطقة في مثلث العيب ويخبرك ألا تخبر والدك أو والدتك، وتلك التوعية تتم من خلال مشاهد تمثيلية ومن خلال رسومات ارسمها له، فهناك رسوم للحماية إما أن نرسمها أو نشتريها جاهزة ونقوم بتعليقها أو نجعل الطفل يقوم بتلوينها.
سلوكيات هامة
كما يجب أن يعتاد الطفل على غلق باب الحمام عند دخوله، وكذلك غلق باب غرفته عند تغيير ملابسه، لافتاً إلى أنه في الأماكن المفتوحة مثل الأندية والمولات التجارية لا يمكن ترك الطفل بمفرده حتى لا يتم استقطابه من أحد المتحرشين.
مرحلة الشك
أما في مرحلة الشك في تعرض الطفل للتحرش فيقول د. نور يجب أن نبدأ في ملاحظة الطفل عند اللعب مع عرائسه وألعابه إذا كان بدأ يميل إلى العنف فجأة، وإذا قام بلمس العرائس في الأماكن الحساسة لديها، أو نلاحظ على الطفل تكرار لمس بعض الأماكن الحساسة لديه لفترات طويلة.
أعراض واضحة
وقد يعاني الطفل الذي تعرض للتحرش من الكوابيس والهلع الليلي، أو التبول اللاإرادي أو الخوف من الظلام، أو الخوف من النوم بمفرده أو ترك أمه في أي لحظة من لحظات اليوم، فقد يؤدي التحرش إلى ظهور اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، القلق، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطرابات الأكل، والنوم، وهناك اختبار من 20 سؤال وهي المرحلة الأخيرة للتأكد من تعرض طفلي للتحرش يتم إجراؤه من قبل الطبيب النفسي.
الصدمة وإعادة الثقة
وفي مرحلة التأكد من تعرض الطفل للتحرش يجب أن يعالج نفسياً بشكل صحيح حتى لا يكبر ويصبح يوما ما "متحرشاً"، وشدد د. نور أنه يجب معاقبة المتحرش الذي قام بهذا الفعل المشين، ويعلم الطفل أنه نال عقابه، ولا يراه الطفل تمامًا ولا يذهب إلى المكان الذي تم به التحرش، كما يفضل عمل جلسات للطفل المتعرض للتحرش "سلوكية معرفية" حتى يتخطى الصدمة التي حدثت له.
وهناك ثلاثة أشياء يجب التركيز عليها عند تعرض الطفل للتحرش وهم الأشخاص والأشياء والأماكن، ومن خلالها يتم تحديد نوع الصدمة التي تعرض لها الطفل، سواء كانت بسيطة، حادة، أو معقدة، لأن ذلك يتحدد عليه كيفية العلاج وعدد الجلسات التي سنشكل من خلالها خريطة المخ لديه من جديد ونعيد له أهداف حياته وإعادة ثقته في نفسه.
تلك الصدمة التي يتعرض لها الطفل تسبب له مشاعر حزن، ويكون هناك نوع من أنواع "القولبة" أي عدم الرغبة في التغيير، فنحاول معه ألا تؤثر الصدمة التي تعرض لها في الشخصية الخاصة به، وأن نمنحه الحب والدعم اللازمين، ونخبره بأننا بجانبه دائمًا.
آثار نفسية
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد القاضي، استشاري الأمراض النفسية، أن التحرش بالأطفال جرح عميق لا يُنسى بسهولة، وهو جريمة بشعة تترك آثاراً نفسية واجتماعية عميقة على الضحية، وتؤثر بشكل كبير على نموه وتطوره، وهذه الجريمة ليست مجرد انتهاك جسدي، بل هي اعتداء على كرامة الطفل وحقه في العيش بسلام وأمان.
الآثار السلبية للتحرش بالأطفال عديدة، حسبما أوضح د. القاضي حيث يفقد الطفل ثقته بنفسه وقدراته، ويشعر بالخجل والخوف من المستقبل.
وقد يجد الطفل صعوبة في بناء علاقات صحية مع الآخرين، خاصة مع الأشخاص من الجنس الآخر، بالإضافة لشعوره بالذنب واعتقاده أنه هو من تسبب في حدوث هذا الأمر، وقد يظهر على الطفل سلوكيات عدوانية أو انطوائية، مما يؤثر على تركيزه وقدراته الدراسية، ويصل إلى انخفاض تحصيله العلمي.
خوف مستقبلي
وهناك آثار طويلة المدى؛ فقد يعاني الضحية في المستقبل من مشاكل في العلاقات الزوجية، وقد يجد صعوبة في تربية أبنائه خوفاً من تكرار نفس التجربة معهم، لافتاً إلى أنه يجب توعية الأطفال بأجزاء الجسم الخاصة بهم وحقهم في حمايتها، وتعلمهم كيفية التصرف في حالة تعرضهم لأي نوع من التحرش، ويجب على الأهل والمعلمين توفير بيئة آمنة للطفل للتعبير عن مشاعره ومخاوفه دون خوف.
ونصح د. القاضي في حالة الاشتباه في تعرض طفل للتحرش، بإبلاغ الجهات المختصة فوراً، كما يجب تقديم الدعم النفسي للطفل الضحية لمساعدته على التغلب على الآثار النفسية للتحرش، فالتحرش بالأطفال جريمة يجب مكافحتها بكل قوة، وحماية الأطفال هي مسئولية الجميع.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية