تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في إحدى غرف الطوارئ، كانت "ليلى" تمسك بيد ابنها الصغير، تتأمل ملامحه المنهكة بينما يحاول كتمان أنينه المتكرر، ظنت أن ألم ذراعه مجرد شد عضلي أو إرهاق من اللعب، لكنها لم تتوقع أن يكون هذا الألم رسالة صامتة من ورم خبيث يتغلغل في العظام، لم تفهم "ليلى" حين أخبرها الطبيب أنه "سرطان عظام"، لكنها شعرت أن شيئا ما انكسر داخلها، مثل العظم تماماً.
قصتها، كغيرها من آلاف القصص، تسلط الضوء على مرض لا يعرفه كثيرون، لكنه يقتنص الأطفال والمراهقين بصمت، وفي شهر يوليو، الذي خُصص عالميا للتوعية بسرطان العظام، نحاول أن نفتح أبواب الفهم والأمل معاً، من خلال هذا التقرير الذي يستعرض ماهية المرض، علاماته، خطورته، وطرق التعامل معه، استنادا إلى آراء نخبة من المتخصصين.
مرض نادر وخطير
يُعرّف الدكتور أحمد نوفل، أستاذ أورام الأطفال، سرطان العظام بأنه نمو غير طبيعي لخلايا سرطانية داخل أنسجة العظم، يؤدي إلى تدمير النسيج العظمي السليم وتدهور وظائفه، ويصنف هذا المرض إلى نوعين رئيسيين:
-السرطان العظمي الأولي: وهو النوع الذي ينشأ داخل العظم نفسه، وغالباً ما يصيب الأطفال والمراهقين، خصوصاً في فترة النمو بين عمر 10 و20 عاماً.
-السرطان العظمي الثانوي (النقائلي): يحدث عندما تنتقل الخلايا السرطانية من أعضاء أخرى في الجسم مثل الثدي أو الرئة أو البروستاتا إلى العظام، ويعد أكثر شيوعاً لدى البالغين وكبار السن.
وعلى الرغم من أن سرطان العظام يعد من الأورام النادرة، إذ لا تتجاوز نسبته 1% من جميع أنواع السرطان، إلا أن أهميته تكمن في كونه أحد أكثر الأورام الخبيثة التي تصيب الفئات العمرية الصغيرة، ما يستدعي اهتماما خاصا بالتشخيص المبكر وخطط العلاج المتقدمة.
تصنيف دقيق
ويوضح طبيب الأورام أنه تنقسم أورام العظام إلى:
1. الأورام الأولية:
الحميدة: وهي غير سرطانية ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنها قد تؤثر على وظيفة العظم أو تسبب تشوها إذا لم تُعالج. من أبرزها؛ الورم العظمي، الغضروفي، الكيس العظمي البسيط، الورم العملاق في العظام.
الخبيثة: تمثل خطورة أكبر وتتطلب تدخلاً عاجلاً، وتشمل:
- الساركوما العظمية: الأكثر شيوعا لدى الأطفال والمراهقين، وغالباً ما تصيب نهايات العظام الطويلة مثل الفخذ والساق.
- ساركوما يوينغ: من الأورام السريعة النمو، وقد تظهر في العظام أو في الأنسجة الرخوة المحيطة بها.
- الساركوما الغضروفية: تنتشر بين البالغين، وتنمو داخل الغضاريف.
- الورم الحبلي: نادر، يصيب قاعدة الجمجمة أو العمود الفقري.
- الورم النقوي المتعدد: يؤثر على نخاع العظم وينتج عنه تدهور واسع في العظام.
2. الأورام الثانوية (النقائل العظمية):
وهي أكثر شيوعا من الأولية، وتنتج عن انتشار سرطانات أخرى إلى العظام، مثل سرطان الثدي، البروستاتا، الرئة أو الكلى. تتسبب هذه الأورام في أعراض شديدة مثل:
-آلام مزمنة في العظام
-كسور تلقائية
-ارتفاع في نسبة الكالسيوم في الدم (فرط كالسيوم الدم)
الفئات المعرضة للإصابة
يشير د. نوفل إلى وجود عوامل معينة تزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام، من أبرزها:
-الذكور في مرحلة الطفولة والمراهقة.
-وجود تاريخ عائلي للإصابة بأورام سرطانية.
-التعرض السابق للعلاج الإشعاعي، خاصة في سن مبكرة.
-الإصابة بأمراض أو اضطرابات وراثية، مثل متلازمة لي-فروميني أو داء باجيت.
-حالات الإصابة الطويلة بأمراض العظام المزمنة عند كبار السن.
دقة الكشف
يشدد د. نوفل على أن دقة التشخيص هي المفتاح الرئيسي لوضع خطة علاج ناجحة، ويعتمد ذلك على مجموعة من الإجراءات تشمل:
- الفحص السريري المفصل: لملاحظة التورم أو التغيرات الحركية في الطرف المصاب.
- الأشعة السينية (X-ray): للكشف عن تغيرات هيكلية في العظم.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan) والرنين المغناطيسي (MRI): لتحديد مدى انتشار الورم داخل العظم أو إلى الأنسجة المحيطة.
- الخزعة النسيجية: وهي الإجراء الحاسم لتحديد نوع الورم ودرجته.
خيارات العلاج
تعتمد خطة العلاج على نوع الورم (حميد أو خبيث)، ومكانه، ومرحلته عند التشخيص، وتشمل:
- الجراحة: لاستئصال الورم بالكامل، مع الحرص على الحفاظ على وظيفة الطرف إن أمكن، أو اللجوء إلى تركيب أطراف صناعية في حالات البتر.
- العلاج الكيميائي: يستخدم في الأورام الخبيثة، ويُعطى قبل الجراحة لتقليص حجم الورم وبعدها لمنع انتشاره.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم في بعض أنواع الأورام التي لا يمكن استئصالها جراحيا.
أما معدلات الشفاء فيوضح:
تصل إلى نحو 80% في الحالات التي تُشخّص في مراحل مبكرة وتُعالج بشكل شامل.
تنخفض إلى 20% أو أقل إذا كان هناك انتشار للورم إلى أعضاء أخرى (نقائل).
أعراض تحذيرية
يوضح الدكتور ضياء موسى، استشاري الأورام، أن الأعراض الأولية غالباً ما تكون غير مقلقة في بدايتها، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص. تشمل العلامات المبكرة:
- ألم متزايد في العظام لا يستجيب للمسكنات ويزداد ليلًا.
- تورم موضعي أو ظهور كتلة صلبة.
- صعوبة أو تيبّس في الحركة بالمفصل القريب.
- كسور تحدث نتيجة إصابات طفيفة.
- شعور بالإجهاد العام وفقدان غير مبرر للوزن.
ويؤكد أن هذه الأعراض يجب ألا تُهمل، خاصة إذا استمرت أكثر من أسبوعين دون تحسن.
العوامل المسببة
يشير د. موسى إلى أن السبب المباشر للإصابة بسرطان العظام غير معروف بدقة، ولكن الطفرات الجينية العشوائية في الخلايا العظمية تلعب الدور الأساسي.
ويحذر بشكل خاص من تجاهل وجود "كتلة غير مؤلمة" في عظام الأطفال، إذ غالباً ما يُعتقد خطأ أنها مجرد إصابة طفيفة أو جزء من آلام النمو، ما يؤدي إلى تأخر بدء العلاج.
تحديات التشخيص المبكر
يؤكد الدكتور كمال عبد الرحيم، استشاري أمراض العظام، أن أحد أكبر التحديات في علاج سرطان العظام هو صعوبة التشخيص المبكر بسبب تشابه الأعراض مع حالات شائعة مثل إصابات الملاعب أو التهابات المفاصل أو الإجهاد العضلي.
ويشير إلى أن العظام الأكثر عرضة للإصابة تشمل:
عظم الفخذ، الساق، العضد، الحوض.
ويضيف أن الورم يُضعف البنية العظمية تدريجياً، مما يجعلها أكثر عرضة للكسور، حتى مع أقل مجهود أو إصابة.
ويختتم د. عبد الرحيم، بالتأكيد على أن أي عرض يستمر لأكثر من أسبوعين دون استجابة للعلاج التقليدي يجب أن يدفع المريض إلى التوجه مباشرة إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة، لأن سرعة التشخيص ترتبط ارتباطا مباشرا بفرص الشفاء وتحقيق نتائج علاجية فعالة.
الوقاية والنمط الغذائي
يوضح الدكتور محمد طارق، أخصائي التغذية العلاجية، أن الوقاية المباشرة من سرطان العظام ليست ممكنة بشكل قاطع، إلا أن تقليل عوامل الخطورة يظل ممكنًا من خلال دعم صحة العظام بنمط غذائي متوازن ونمط حياة صحي.
وينصح د. طارق بضرورة الحصول على بعض العناصر الغذائية الهامة، أبرزها:
- فيتامين د والكالسيوم: ويتوفران في الأسماك ومنتجات الألبان، إلى جانب التعرض المنتظم لأشعة الشمس.
- الماغنيسيوم والبورون: ويمكن الحصول عليهما من الخضروات الورقية والمكسرات.
- فيتامين K2: ويتواجد في الكبدة، البيض، وبعض منتجات الألبان.
كما يؤكد أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب التعرض غير الضروري للإشعاع.
التغذية خلال العلاج
ويُشدد د. طارق على أن الأطفال المصابين بسرطان العظام بحاجة إلى نظام غذائي متكامل يدعم مناعتهم، ويساعدهم على مقاومة الآثار الجانبية للعلاج، مع ضرورة اللجوء للمكملات الغذائية فقط عند الحاجة وتحت إشراف الطبيب المختص، كما يفضل تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة متعددة، خاصة خلال فترات الغثيان أو فقدان الشهية الناتجة عن العلاج.
دواء لا يُحقن ولا يُصرف
في زوايا غرف العلاج، لا تُسمع فقط أصوات الأجهزة الطبية، بل همسات أمهات وآباء يحاولون رسم طمأنينة على وجوه صغيرة أنهكها الخوف من المجهول. فسرطان العظام، كما يوضح الدكتور سامي عبد المقصود، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، لا يهاجم الجسد فقط، بل يتسلل إلى نفسية الطفل بصمت.
ويقول د. سامي: "الأطفال المصابون قد يعانون من نوبات قلق، تغيرات مزاجية، اضطرابات في النوم أو الأكل، وحتى أعراض اكتئابية خفية لا يلاحظها المحيط بسهولة، لذلك، فإن الدعم النفسي ليس رفاهية، بل جزء أساسي من العلاج، يجب أن يبدأ من لحظة التشخيص".
ويؤكد أن إشراك الأسرة في جلسات الدعم النفسي ضروري، لأن الأطفال يلتقطون مشاعر القلق والخوف من ذويهم بسهولة، وهو ما قد ينعكس سلباً على استجابتهم للعلاج الطبي، ويرى أن العلاج الجماعي، خاصة مع أقران يمرون بتجارب مماثلة، يعزز من شعور الطفل بالأمان والانتماء .
قصتها، كغيرها من آلاف القصص، تسلط الضوء على مرض لا يعرفه كثيرون، لكنه يقتنص الأطفال والمراهقين بصمت، وفي شهر يوليو، الذي خُصص عالميا للتوعية بسرطان العظام، نحاول أن نفتح أبواب الفهم والأمل معاً، من خلال هذا التقرير الذي يستعرض ماهية المرض، علاماته، خطورته، وطرق التعامل معه، استنادا إلى آراء نخبة من المتخصصين.
مرض نادر وخطير
يُعرّف الدكتور أحمد نوفل، أستاذ أورام الأطفال، سرطان العظام بأنه نمو غير طبيعي لخلايا سرطانية داخل أنسجة العظم، يؤدي إلى تدمير النسيج العظمي السليم وتدهور وظائفه، ويصنف هذا المرض إلى نوعين رئيسيين:
-السرطان العظمي الأولي: وهو النوع الذي ينشأ داخل العظم نفسه، وغالباً ما يصيب الأطفال والمراهقين، خصوصاً في فترة النمو بين عمر 10 و20 عاماً.
-السرطان العظمي الثانوي (النقائلي): يحدث عندما تنتقل الخلايا السرطانية من أعضاء أخرى في الجسم مثل الثدي أو الرئة أو البروستاتا إلى العظام، ويعد أكثر شيوعاً لدى البالغين وكبار السن.
وعلى الرغم من أن سرطان العظام يعد من الأورام النادرة، إذ لا تتجاوز نسبته 1% من جميع أنواع السرطان، إلا أن أهميته تكمن في كونه أحد أكثر الأورام الخبيثة التي تصيب الفئات العمرية الصغيرة، ما يستدعي اهتماما خاصا بالتشخيص المبكر وخطط العلاج المتقدمة.
تصنيف دقيق
ويوضح طبيب الأورام أنه تنقسم أورام العظام إلى:
1. الأورام الأولية:
الحميدة: وهي غير سرطانية ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنها قد تؤثر على وظيفة العظم أو تسبب تشوها إذا لم تُعالج. من أبرزها؛ الورم العظمي، الغضروفي، الكيس العظمي البسيط، الورم العملاق في العظام.
الخبيثة: تمثل خطورة أكبر وتتطلب تدخلاً عاجلاً، وتشمل:
- الساركوما العظمية: الأكثر شيوعا لدى الأطفال والمراهقين، وغالباً ما تصيب نهايات العظام الطويلة مثل الفخذ والساق.
- ساركوما يوينغ: من الأورام السريعة النمو، وقد تظهر في العظام أو في الأنسجة الرخوة المحيطة بها.
- الساركوما الغضروفية: تنتشر بين البالغين، وتنمو داخل الغضاريف.
- الورم الحبلي: نادر، يصيب قاعدة الجمجمة أو العمود الفقري.
- الورم النقوي المتعدد: يؤثر على نخاع العظم وينتج عنه تدهور واسع في العظام.
2. الأورام الثانوية (النقائل العظمية):
وهي أكثر شيوعا من الأولية، وتنتج عن انتشار سرطانات أخرى إلى العظام، مثل سرطان الثدي، البروستاتا، الرئة أو الكلى. تتسبب هذه الأورام في أعراض شديدة مثل:
-آلام مزمنة في العظام
-كسور تلقائية
-ارتفاع في نسبة الكالسيوم في الدم (فرط كالسيوم الدم)
الفئات المعرضة للإصابة
يشير د. نوفل إلى وجود عوامل معينة تزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام، من أبرزها:
-الذكور في مرحلة الطفولة والمراهقة.
-وجود تاريخ عائلي للإصابة بأورام سرطانية.
-التعرض السابق للعلاج الإشعاعي، خاصة في سن مبكرة.
-الإصابة بأمراض أو اضطرابات وراثية، مثل متلازمة لي-فروميني أو داء باجيت.
-حالات الإصابة الطويلة بأمراض العظام المزمنة عند كبار السن.
دقة الكشف
يشدد د. نوفل على أن دقة التشخيص هي المفتاح الرئيسي لوضع خطة علاج ناجحة، ويعتمد ذلك على مجموعة من الإجراءات تشمل:
- الفحص السريري المفصل: لملاحظة التورم أو التغيرات الحركية في الطرف المصاب.
- الأشعة السينية (X-ray): للكشف عن تغيرات هيكلية في العظم.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan) والرنين المغناطيسي (MRI): لتحديد مدى انتشار الورم داخل العظم أو إلى الأنسجة المحيطة.
- الخزعة النسيجية: وهي الإجراء الحاسم لتحديد نوع الورم ودرجته.
خيارات العلاج
تعتمد خطة العلاج على نوع الورم (حميد أو خبيث)، ومكانه، ومرحلته عند التشخيص، وتشمل:
- الجراحة: لاستئصال الورم بالكامل، مع الحرص على الحفاظ على وظيفة الطرف إن أمكن، أو اللجوء إلى تركيب أطراف صناعية في حالات البتر.
- العلاج الكيميائي: يستخدم في الأورام الخبيثة، ويُعطى قبل الجراحة لتقليص حجم الورم وبعدها لمنع انتشاره.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم في بعض أنواع الأورام التي لا يمكن استئصالها جراحيا.
أما معدلات الشفاء فيوضح:
تصل إلى نحو 80% في الحالات التي تُشخّص في مراحل مبكرة وتُعالج بشكل شامل.
تنخفض إلى 20% أو أقل إذا كان هناك انتشار للورم إلى أعضاء أخرى (نقائل).
أعراض تحذيرية
يوضح الدكتور ضياء موسى، استشاري الأورام، أن الأعراض الأولية غالباً ما تكون غير مقلقة في بدايتها، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص. تشمل العلامات المبكرة:
- ألم متزايد في العظام لا يستجيب للمسكنات ويزداد ليلًا.
- تورم موضعي أو ظهور كتلة صلبة.
- صعوبة أو تيبّس في الحركة بالمفصل القريب.
- كسور تحدث نتيجة إصابات طفيفة.
- شعور بالإجهاد العام وفقدان غير مبرر للوزن.
ويؤكد أن هذه الأعراض يجب ألا تُهمل، خاصة إذا استمرت أكثر من أسبوعين دون تحسن.
العوامل المسببة
يشير د. موسى إلى أن السبب المباشر للإصابة بسرطان العظام غير معروف بدقة، ولكن الطفرات الجينية العشوائية في الخلايا العظمية تلعب الدور الأساسي.
ويحذر بشكل خاص من تجاهل وجود "كتلة غير مؤلمة" في عظام الأطفال، إذ غالباً ما يُعتقد خطأ أنها مجرد إصابة طفيفة أو جزء من آلام النمو، ما يؤدي إلى تأخر بدء العلاج.
تحديات التشخيص المبكر
يؤكد الدكتور كمال عبد الرحيم، استشاري أمراض العظام، أن أحد أكبر التحديات في علاج سرطان العظام هو صعوبة التشخيص المبكر بسبب تشابه الأعراض مع حالات شائعة مثل إصابات الملاعب أو التهابات المفاصل أو الإجهاد العضلي.
ويشير إلى أن العظام الأكثر عرضة للإصابة تشمل:
عظم الفخذ، الساق، العضد، الحوض.
ويضيف أن الورم يُضعف البنية العظمية تدريجياً، مما يجعلها أكثر عرضة للكسور، حتى مع أقل مجهود أو إصابة.
ويختتم د. عبد الرحيم، بالتأكيد على أن أي عرض يستمر لأكثر من أسبوعين دون استجابة للعلاج التقليدي يجب أن يدفع المريض إلى التوجه مباشرة إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة، لأن سرعة التشخيص ترتبط ارتباطا مباشرا بفرص الشفاء وتحقيق نتائج علاجية فعالة.
الوقاية والنمط الغذائي
يوضح الدكتور محمد طارق، أخصائي التغذية العلاجية، أن الوقاية المباشرة من سرطان العظام ليست ممكنة بشكل قاطع، إلا أن تقليل عوامل الخطورة يظل ممكنًا من خلال دعم صحة العظام بنمط غذائي متوازن ونمط حياة صحي.
وينصح د. طارق بضرورة الحصول على بعض العناصر الغذائية الهامة، أبرزها:
- فيتامين د والكالسيوم: ويتوفران في الأسماك ومنتجات الألبان، إلى جانب التعرض المنتظم لأشعة الشمس.
- الماغنيسيوم والبورون: ويمكن الحصول عليهما من الخضروات الورقية والمكسرات.
- فيتامين K2: ويتواجد في الكبدة، البيض، وبعض منتجات الألبان.
كما يؤكد أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب التعرض غير الضروري للإشعاع.
التغذية خلال العلاج
ويُشدد د. طارق على أن الأطفال المصابين بسرطان العظام بحاجة إلى نظام غذائي متكامل يدعم مناعتهم، ويساعدهم على مقاومة الآثار الجانبية للعلاج، مع ضرورة اللجوء للمكملات الغذائية فقط عند الحاجة وتحت إشراف الطبيب المختص، كما يفضل تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة متعددة، خاصة خلال فترات الغثيان أو فقدان الشهية الناتجة عن العلاج.
دواء لا يُحقن ولا يُصرف
في زوايا غرف العلاج، لا تُسمع فقط أصوات الأجهزة الطبية، بل همسات أمهات وآباء يحاولون رسم طمأنينة على وجوه صغيرة أنهكها الخوف من المجهول. فسرطان العظام، كما يوضح الدكتور سامي عبد المقصود، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، لا يهاجم الجسد فقط، بل يتسلل إلى نفسية الطفل بصمت.
ويقول د. سامي: "الأطفال المصابون قد يعانون من نوبات قلق، تغيرات مزاجية، اضطرابات في النوم أو الأكل، وحتى أعراض اكتئابية خفية لا يلاحظها المحيط بسهولة، لذلك، فإن الدعم النفسي ليس رفاهية، بل جزء أساسي من العلاج، يجب أن يبدأ من لحظة التشخيص".
ويؤكد أن إشراك الأسرة في جلسات الدعم النفسي ضروري، لأن الأطفال يلتقطون مشاعر القلق والخوف من ذويهم بسهولة، وهو ما قد ينعكس سلباً على استجابتهم للعلاج الطبي، ويرى أن العلاج الجماعي، خاصة مع أقران يمرون بتجارب مماثلة، يعزز من شعور الطفل بالأمان والانتماء .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية