تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : عمرها 3 آلاف عام ومياهها لا تجف.. البحيرة المُقدّسة في "الكرنك" بِرّكة الملوك الغامضة
source icon

سبوت

.

عمرها 3 آلاف عام ومياهها لا تجف.. البحيرة المُقدّسة في "الكرنك" بِرّكة الملوك الغامضة

كتب:ياسر علي

مياهها لا تجف أبداً، بل إن منسوبها ثابت لا يتغير رغم عمرها الذي يتجاوز 3000 عاماً.. كما لا يظهر بها اي طحالب أو روائح كريهة، إنها البحيرة المُقدّسة بمعبد الكرنك إحدى أكبر البحيرات المُقدّسة التي عرفتها البشرية.

أمر بحفرها الملك تحتمس الثالث سادس ملوك الأسرة الثامنة عشر خلال 1481 إلى 1425 قبل الميلاد، يبلغ طولها 80 متراً، وعرضها 40 متراً، ويحيطها سور حجري، وعلى جانبيها الشمالي والجنوبي مدخلان متصلان بسلالم حجرية، أحدهما ناحية الجهة الشرقية، والآخر ناحية الجهة الغربية، وما زالت البحيرة المُقدّسة حتى الآن محط أنظار العالم، ومصدر الغموض.

عادة طقسية ودينية
المؤرخ وعالم المصريات، الدكتور بسام الشماع، قال إن البحيرة المُقدّسة كانت عبارة عن عادة دينية وطقسية موجودة في أكثر من معبد من المعابد المصرية القديمة، ويُمكننا القول أن البحيرة المُقدّسة في معابد الكرنك ليست الحالة الوحيدة للبحيرات التي كانت تتم فيها الطقوس الدينية، فهناك مثلا الموجودة في معبد دندرة بقنا، ولكن الفارق أن البحيرة المُقدّسة بـ"دندرة" جافة لا يوجد بها مياه.

"وهناك رسومات قليلة جدًا على جدران المعابد تُشير إلى البحيرات المُقدّسة، وهو أمر عجيب يجب أن يلتفت إليه العلماء ويبدأوا في دراسته لمعرفة أسباب عدم وجود رسومات لهذه البحيرات المُقدّسة على جدران المعابد"، كما أشار الشماع، قبل أن يضيف، أنه على الرغم من وجود رسومات لأحواض وبحيرات وبرك مياه صغيرة داخل المقابر مثل مقبرة "رخمي رع" في البر الغربي في الأقصر، إلا أن هذه البحيرات الصغيرة كانت موجودة داخل المنازل لخدمة أغراض حياتية، وهو ما يُشير إلى أنّ البحيرات لم تكن دينية فقط في مصر القديمة.

طقوس ملكية
وأوضح الشماع، أنّ البحيرة المُقدّسة كانت تشهد بعض الطقوس الدينية، لأن المصري القديم لن يضع شيء داخل جدران المعبد إلا وله وظيفة دينية، مشيرا إلى أنه لا نستطيع التأكيد إن كانت هذه الطقوس خاصة بالكهنة أو الملوك، وإذا كُنا نتحدث عن استخدام البحيرات المُقدّسة للتطهير.

واستطرد: "فالثابت أن الكاهن كانت يُطهّر نفسه قبل دخول المعبد ليكون طاهرًا بشكل كامل، وعلى هذا الأساس يُمكننا الترجيح أن الطقوس الدينية التي كانت تًقام في البحيرة المُقدّسة خاصة بالملوك، نظرًا لأهمية المياه في مصر القديمة، والتي كان لها علاقة كبيرة جدًا بفكرة المعبودات وفكرة الدين، ولدينا طقس مصري قديم يُسمى "سكب المياه"، وهو طقس مرتبط بعملية الطهارة".

مقياس النيل
وعن مقياس النيل داخل البحيرة، أكد الشماع أن هناك سلالم على جانبيها تؤدي إلى داخلها، ولكنها ليست مقياسًا للنيل، وإنما يوجد المقياس بجانبها أمام مدخل الصرح الأول في معابد الكرنك.

واختتم المؤرخ الكبير حديثه، مطالبًا بإجراء الدراسات والأبحات حول البحيرة المُقدّسة، باعتبارها أثر ما زال يحمل الكثير من الغموض، وهذا ما يحتاج لدراسات كثيرة، ويجب التركيز عليه من قِبَل العلماء، وذلك لأن البحيرة لا تحوي نصوص هيروغليفية في جوانبها الأربعة، وبالتالي تخضع للكثير من الأقاويل، ما يتطلب دراسة تنشر بشكل علمي وإعلامي، تجمع كافة النصوص المصرية القديمة المُتعلقة بفكر البحيرات المُقدّسة.

مصدر المياه في البحيرة
الباحث الأثري حسام زيدان قال، إن البحيرة المُقدّسة كما هو معروف من أقدم البحيرات التي عرفها العالم القديم، وهي عبارة عن بركة مياه، تابعة لمجموعة معابد الكرنك، هذه البركة تُحافظ على منسوب مياهها منذ القدم لأسباب منها، أن البركة تستمد مياهها من باطن الأرض، أو ما يُطلق عليه المياه الجوفية، وهو المصدر الأول لمياه البحيرة، والمياه الجوفية مياه عذبة بطبيعة الحال، أما المصدر الثاني الذي يمد البحيرة بالمياه فهو نهر النيل.

وأضاف، أن الكهنة كانوا يغتسلون بتلك البحيرة المقدسة قبل بدء المراسم دينية أو الاحتفالات القومية، وكانت تغذيتها بالمياه تتم عن طريق قناة تصلها بالنيل، وأنشأ تلك القناة الملك تحتمس الـثالث والإعجاز هنا أن منسوب المياه ثابت في بحيرة الكرنك، حتى مع تغير ارتفاع أو نقصان منسوب النيل، وذلك من أكثر من 3000 سنة.

استخدامات أخرى للبحيرة
وعن الاستخدامات الأخرى للبحيرة، قال زيدان، إن العمال في المنازل القريبة من البحيرة، كانوا يستخدمونها للنظافة اليومية والاستحمام في الحر الشديد، وكان يتم إطلاق الطيور والبط حولها وداخلها للسباحة والشرب لتكون بصحة جيدة قبل ذبحها على موائد الملوك والكهنة والأسرة الملكية.

كما كان العمال ينقلون المياه من البحيرة المقدسة لمنازلهم القريبة منها، بحسب الباحث الأثري، وكانت عملية تنظيف البحيرة تتم بصورة منتظمة على مدار الـ 24 ساعة بواسطة خدم المعبد بأدوات مخصوصة تطهرها من أي شوائب أو مخلفات للحفاظ على بريقها كي يظل قاعها ظاهرًا للعيان وفي حالة عدم نظافتها كان يتم توقيع العقاب عليهم من الملك أو زوجاته.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية