تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : شهادة أم وجاهة؟ خفايا الدكتوراه الفخرية
source icon

سبوت

.

شهادة أم وجاهة؟ خفايا الدكتوراه الفخرية

كتب:سعاد طنطاوي

الدكتوراه الفخرية هي تعبير راقٍ من أعرق المؤسسات الأكاديمية عن تقديرها لمن أسهموا في خدمة المجتمع بشكل استثنائي، حيث تضيف لصاحبها قيمة معنوية وتكريمًا لإنجازاته، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت انتشار كيانات وهمية تبيع هذه الشهادات مقابل المال، مما أثار جدلًا واسعًا بشأن مصداقيتها وجدواها.

دكتوراه للتكريم.. لا للعلم

يوضح الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، أن الدكتوراه الفخرية ليست درجة علمية، بل شرفية، تُمنح لمن قدموا إسهامات بارزة في مجالات معينة أو في خدمة المجتمع، ولا تمنح لصاحبها أي حقوق مهنية أو أكاديمية كالتي يتمتع بها الحاصل على دكتوراه أكاديمية (Ph.D).

ويؤكد أنه لا يحق لحامل الدكتوراه الفخرية استخدام لقب "دكتور" رسميًا، إلا إذا أُضيف له الرمز "h.c" اختصارًا لـ "honoris causa"، للتمييز بين الفخرية والأكاديمية.

من يمنح الدكتوراه الفخرية؟
وفقًا للمعايير الدولية، فإن الجامعات المرموقة فقط هي المخولة بمنح الدكتوراه الفخرية، وفي مصر، يحدد قانون تنظيم الجامعات أن منح هذه الشهادات يتم فقط عبر مجالس الجامعات الرسمية، باعتبارها المؤسسات المعنية بالدرجات العلمية الأصلية.

وتكتسب هذه الشهادات قيمتها العالية من كونها صادرة عن جهات أكاديمية موثوقة، وتمنح لمن يتمتعون بسمعة طيبة وسجل إنجازات مميز في مجالات متعددة كالعلم، والثقافة، والفن، والعمل الاجتماعي.

السحب وارد
بعض الجامعات تحتفظ بحق سحب الدكتوراه الفخرية إذا ارتكب صاحبها أفعالًا تسيء إلى القيم التي مُنحت الشهادة على أساسها. فعلى سبيل المثال، سحبت جامعة إدنبرة البريطانية الدكتوراه الفخرية من روبرت موغابي في 2007، بعد 23 عامًا من منحها له، بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان في زيمبابوي.

أقدم شهادة فخرية
أول دكتوراه فخرية تعود إلى جامعة أكسفورد البريطانية في القرن الخامس عشر، حيث مُنحت للأسقف ليونيل وودفيل عام 1478، في تقليد هدفه تعزيز العلاقات مع الشخصيات المؤثرة. ومنذ ذلك الحين، أصبح منح هذه الشهادة أمرًا شائعًا حول العالم.

أسماء لامعة
تلقت شخصيات تاريخية شهيرة الدكتوراه الفخرية، مثل بنجامين فرانكلين، وتيودور روزفلت، ونيلسون مانديلا. كما منحت لعدد من المصريين البارزين مثل د. فاروق الباز، د. هاني عازر، د. محمود محيي الدين، د. أحمد عكاشة، ولعدد من الفنانين مثل شادية، فاتن حمامة، يحيى الفخراني، محمد صبحي، نور الشريف، وحسين الجسمي.

وجه آخر للجدل
يرى الدكتور مجدي سبع، رئيس جامعة طنطا الأسبق، أن الجدل حول الدكتوراه الفخرية ينبع من استخدامها أحيانًا في غير محلها، حيث لا تعبر عن إنجاز أكاديمي حقيقي، مما يثير تساؤلات حول أحقية الحاصلين عليها في استخدام لقب "دكتور".

ويشير إلى أن بعض الكيانات المشبوهة، خاصة على الإنترنت، تمنح شهادات فخرية مقابل مبالغ مالية دون معايير واضحة، وغالبًا ما تكون غير مرخصة، ولا تحمل أي قيمة أكاديمية أو اعتراف رسمي، ما يجعلها أقرب للاحتيال.

خطر على السمعة الأكاديمية
تحذر الدكتورة حنان يوسف، أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس، من انتشار هذه الكيانات الوهمية التي تستغل رغبة البعض في الوجاهة الاجتماعية للحصول على شهادة لا أساس لها من الصحة، وتؤكد أن هذه الظاهرة تهدد صورة التعليم العالي في مصر، وتضعف من قيمة العلم والدرجات الحقيقية.

وتدعو إلى حملة توعية شاملة لشرح كيفية الحصول على درجات علمية حقيقية، والتحذير من الكيانات التي تبيع الشهادات أو تتورط في سرقة الأبحاث.

وجاهة اجتماعية 
كما يؤكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن سبب إقبال البعض على الحصول على الدكتوراه الفخرية هو السعي للوجاهة الاجتماعية والمكانة، حيث يمنح لقب "دكتور" نوعًا من الهيبة والاحترام. كما يستخدمه البعض لتعزيز صورتهم المهنية، خاصة في مجالات مثل التدريب والتنمية البشرية.

ويضيف أن بعض رجال الأعمال والسياسيين يسعون للحصول على هذه الشهادات من كيانات غير معروفة لإضفاء مصداقية زائفة على أنفسهم، ما يقلل من قيمة الدكتوراه الأكاديمية التي تتطلب سنوات من الجهد والبحث العلمي الحقيقي.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية