تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : سعر القطعة يصل لـ 700 جنيه.. "كراكيب" ومخلفات منزلك ثروة
source icon

سبوت

.

سعر القطعة يصل لـ 700 جنيه.. "كراكيب" ومخلفات منزلك ثروة

كتب:هبة عبد السلام

كنت أجلس في إحدى المقاهي، التي تتمتع بواجهة مطلة على الشارع مباشرة، عندما فاجئني صغير، يطلب زجاجة المياه المعدنية التي بقي فيها القليل.

وللوهلة الأولى ظننت أنه يريد أن يشرب، فقلت انتظر سأطلب لك أخرى لترتوي، لكنه أجابني انه يريد الزجاجة وليس المياه، وهنا لاحظت أن بحوزته جوال يجمع فيه زجاجات بلاستيكية من مختلف الأحجام، بعضها لمياه، وبعضها لمشروبات غازية، وأخرى لمنتجات مختلفة لكن جميعها كانت من البلاستيك .

وسألته ماذا تفعل بتلك الزجاجات قال أجمعها وأبيعها، سألته مجددا وهل تجمع البلاستيك فقط؟، أجابني بنعم قبل أن يستطرد: "كل واحد يتخصص في حاجة يجمعها علشان يكسب".

تصرف متكرر

الحقيقة تصرف الصغير لم يكن مفاجئا، فقد شاهدت من قبل عشرات الأشخاص في الشوارع يجمعون المخلفات من زجاجات، وعلب صفيح فارغة، وغيرها، ولكن لم أشغل نفسي يوما بتصرفهم، قبل أن أقرر البحث في الأمر.

وهنا تذكرت جارة لي كانت تجمع الصحف القديمة، والكتب والأوراق،  فاتصلت بها وسألتها عن السبب فقالت لي أن لها أحفادا، في مراحل التعليم المختلفة ويستهلكون الكثير من الكتب والكراسات والأوراق،  وفي نهاية كل فصل دراسي تقوم بجمع هذه المخلفات، وبيعها لأحد التجار المتخصصين بالكيلو.

جمعية متخصصة

وخطر ببالي، صديقتي سلمى أحمد، التي تعمل مديرة التسويق بجمعية "بيكيا" فاتصلت بها وسألتها بشأن هذا الأمر، خاصة وأن منازلنا جميعا لا تخلو من المخلفات التي نحتفظ بها أحيانا بلا هدف.

  فقالت لي أن الناس فعلا من الممكن أن توفر دخل إضافي بعدم إلقاء مهملاتها وتقسيمها وبيعها بالقطعة أو بالكيلو، متابعة: على سبيل المثال في جمعيتنا لدينا عملاء كثر في محافظتى القاهرة والجيزة نصل إليهم ونشترى منهم.

إعادة تدوير

 قاطعتها متسائلة: وماذا تشترون منهم؟.. فقالت: كل ما هو بلاستيك أو ورق بما فيها  الكتب والكرتون، إضافة للمعادن والأجهزة الإلكترونية التالفة، وحتى زيوت القلي المستخدمة.

واستطردت: نحن نهدف إلى إعادة التدوير،  وليس الاتجار في المستعمل، فنحن جمعية مرخصة من وزارة البيئة هدفها التوعية بضرورة التخلص من النفايات بطريقة صحيحة بدلا من إلقائها في الشوارع ، خاصة وأن بعض تلك النفايات إذا لم يعاد تدويرها بصورة صحيحة قد تصبح مصدر ضرر، كالأجهزة الإلكترونية التالفة، التي قد ينتج عنها إشعاعات تؤثر على الصحة والبيئة بشكل مباشر.

وواصلت سلمى: وفي ذات الوقت تكون لها نفع مادي، يشجع حائزها على التخلص منها بصورة صحيحة وسريعة.

كيفية الوصول

وهنا قاطعتها مجددا.. كيف يصل إليكم  الناس فقالت: لنا العديد من الطرق أولها وأسهلها ارقام الهاتف، ولكن لكي نواكب التكنولوجيا لدينا موقع على الانترنت ولنا ايضا " تطبيق " على المتاجر الإلكترونية app store  أو play store ، بل أن العديد من عملائنا يفضلون التواصل الإلكتروني، باعتباره وسيلة أسهل من التليفون كما يفضلون وسيلة الدفع الإلكترونية أيضا، حيث نرسل النقود للعملاء على محافظ هم الإلكترونية.

وماذا عن الأسعار؟.. سؤال كان بديهيا في مناقشتي مع سلمى، فأجابت: أسعارنا مقاربة جدا لأسعار السوق وحتى إن قلت بنسبة صغيرة،  إلا أننا نتميز بالمصداقية التي تجعل الناس يفضلون التعامل معنا عن غيرنا .. فمثلا نحن ممكن أن نذهب الى العميل لنشترى بدءاً من 5 جنيها غيرنا يذهب للكميات الكبيرة فقط .. كما أن زيوت الطعام نعرف جيدا أن الذين يشترونها يعيدون بيعها بطريقة غير صحية للمطاعم أو صنع الصابون غير الصحي ولكن نحن نبيعه لمصانع كبيرة تعيد تكريره لتصنع منه الوقود الحيوي أو خام الجلسيرين حتى أن بعض العملاء يسألوننا في حالة وضعهم مادة "البطاس" على الزيت هل ستشترونه ؟ وتكون الاجابة بالتأكيد لانه سيعاد تصنيعه بصورة صحيحة.     

أسعار المخلفات
 
وهنا قلت لها أريد قائمة بأسعارك .. فأجابتني بتلقائية الكتب والكرتون والورقيات كالجرائد والمجلات الكيلو بـ 5 جنيهات للكيلو، والبلاستيك بـ 8.5 جنيهات للكيلو وأسعار المعادن سواء حديد أو سيراميك أو جرانيت أو الومنيوم كل أنواع المعادن الكيلو يصل إلى 160 جنيه تقريبا،  باستثناء علب المياه الغازية الكيلو بـ 45 جنيها، والأجهزة الإلكترونية الخردة وليست المستعملة قد تصل إلى 700 جنيه للقطعة،  فنحن بحكم خبرتنا نستطيع تقييم كل قطعه أما الزيت ب 27 جنيه للكيلو وحتى الانتيكات نشتريها ونقيمها جيدا وذلك لأننا أول من دخلنا هذا المجال ولنا خبره في هذا الصدد  .

وبعد أن أغلقت معها المكالمة خطرت لي فكرة لم لا أتواصل مع الشركات التي تشتري هذ النفايات والكراكيب بدلا من التعامل مع "بائع الروبابيكيا" الذي يستغل جهل الناس بأسعار تلك المواد، ففكرت بتصوير ثلاجة قديمة كانت تملكها أمي، وعرضت بيعها على بعض المواقع وفوجئت فعليا بالأسعار المعروضة لبيعها حيث تراوحت ما بين 700 جنيه وحتى 1300 جنيه،  بل أن أحد المواقع عرض الحضور بنفسه لاستلامها خلال ساعة .. الغريب في الأمر أن نفس الثلاجة عرض "بائع الروبابيكيا" 50 جنيها فقط مقابلها، وعندما طلبت أمي زيادة مقابل سعر الثلاجة إلى 100 جنيه رفض.

توعية الطلاب

وتحمست أكثر في مناقشة الموضوع، وتواصلت مع بسمة متولي، التي تعمل في إحدى الصفحات التوعوية بأهمية التخلص، وسألتها عن المعلومات التي يقدمونها في رسائلهم، لتوعية بأخطار الاحتفاظ بالمخلفات، ومن هم جمهورهم المستهدف، فقالت إنهم يقدمون محاضراتهم التوعوية،  لطلاب المدارس، خاصة الابتدائية من خلال يوم ترفيهي، يتحدثون فيها عن فصل المخلفات،  قبل التخلص منها،  وتقسيمها إلى ثلاث سلات قمامة، الأولى للمعادن كفوارغ المشروبات الغازية والعصائر،  والثانية للبلاستيك كزجاجات المياه الفارغة،  والثالثة لأخرى كالأوراق وغيرها،  حتى أننا في بعض الأحيان نتفق مع إدارات المدارس، أن يحضر الطلاب مهم الكراكيب والبلاستيكات ونقوم بشرائها منهم .. وفي بعض الأحيان نخيرهم اذا كانوا يريدون الحصول على المال أو التبرع بها لأوجه الخير،  كمستشفى أورام الأطفال أو صناديق دعم غزة.

واستطردت:  والغريب أن معظمهم يفضل التبرع والبعض منهم يطلب منا أرقام هواتفنا ليوصلوا الفكرة إلى أهاليهم ويجعلونهم يتواصلون معنا من أجل مجتمع أخضر ونظيف من ناحية ومن ناحية أخرى لمساعدة بعض الجهات التي تحتاج الى مساعداتنتا ودعمنا ولو بمبالغ بسيطة .

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية