تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
سبوت
.
رحلة "مُصاص القصب ".. تحويل النفايات إلى فرص عمل
"يا قصب مين يشتريك.. حلو وسكرك فيك"، ليس فقط السكر والعصير هو كل ما يحمله القصب من فوائد، فحتى مخلفاته تحمل الخير، فهي ذات قيمة ويمكن تحويلها إلى موارد اقتصادية ومادة خام للعديد من الصناعات البديلة، كما يعتبر مصدر دخل دائم لكثير من الأسر.
مناطق مقسمة
البداية مع سعد أبو بدوي رجل بسيط فى الخمسين من عمره يسعى لكسب قوت يومه يقوم بجمع مخلفات القصب أو ما يطلق عليها "مُصاص أو تفل القصب" من محلات العصير مقابل القليل من الجنيهات، يقول أعمل في هذه المهنة منذ 20 عاماً بمنطقة شبرا الخيمة فلكل منطقة بالقاهرة الكبرى والجيزة جامع مُصاص خاص.
وأنا أعمل في حي شرق شبرا الخيمة، فكل محلات عصير القصب الموجودة بالحى أنا المسئول عن جمع مخلفاتها بالتعاون مع أصحابها.
مخلفات الشتاء أقل
ويكمل أبو بدوي أقوم بنقل المخلفات على سيارة نصف نقل من المحلات، وتكون الحمولة فى الشتاء أقل بكثير منها فصل الصيف حيث فى الصيف ننقل "المُصاص" أكثر من ثلاث مرات يومياً، في كل مرة تزن السيارة حوالي 3 طن، ويدفع أصحاب المحلات في النقلة 30-40 جنيه حسب كمية المخلفات الموجودة.
يعمل معي إثنان من العمال الأول يقوم برفع المخلفات، والآخر يقوم برصها في السيارة، وأتولى أنا القيادة، يومية العامل الواحد 200 جنية بخلاف مصروفاته.
فيمكن أن ننقل فى فصل الصيف من 5-6 نقلات، ويبدأ النقل من الساعة 5 مساءاً إلى 4 فجراً، أما في فصل الشتاء فتقل إلى نقلة أو نقلتين على الأكثر يومياً.
بعدها اقوم بتوصيل مصاص القصب إلى المقاول، الذي يقوم بتجميعها عنده مقابل 400 جنيه للنقلة الواحدة، والتي تكون حوالي 3 طن، فهي مصدر دخلي لتلبية احتياجات أسرتي.
تجميع المصاص
ويقول علي الطيب – 45 سنة المتعهد بجمع مخلفات القصب من السريحة، أنه يقوم بأخذ المخلفات بعد أن تُجمع له من محلات العصير بالقاهرة الكبرى، وعندما تأتى المخلفات يكون المصاص أخضر "طرى" فيقوم العمال بإنزالها ونقلها إلى "الجرن" وهو المكان الذي نقوم بفرش المصاص فيه تحت أشعة الشمس ليجف، ويحتاج الجرن الواحد إلى 20 عامل في اليوم على فترتين، كل فترة يعمل فيها حوالي 10 أفراد، منهم من يقلب، يكوم، يدرس، ومنهم من يجمع، فكل فرد متخصص في عمل.
أجران القصب
ويوجد حوالي 80 جرن يعمل فيهم العديد من العمال أجر العامل في اليوم حوالي 200 جنيه، ويستمر تقليب المصاص لمدة 10 أيام أو أكثر حسب حرارة الشمس والتقليب باستمرار حتى لا يصاب بالعفن ويجف تماماً، ثم يقوم العمال بدرسها وفرمها، وتجميعها على شكل "قوالب".
ويكمل الطيب، نقوم ببيع هذه القوالب "بالحمل" مثل "حمل تبن القمح" ويصل من 500-600 جنيه تقريباً.
استخدامات خاصة
نقوم ببيع هذه القوالب إلى مصانع العلف أو للفلاحين لاستخدامه كعلف للمواشي، فهو مفيد لهم ويسمنهم وبديل للعلف العادي الذي يرتفع سعره.
كما يشتريه أيضاً أصحاب مزارع الدواجن لتدفئة المزارع فى فصل الشتاء بديلاً لنشارة الخشب، التي وصل سعر الشكارة الواحدة منها إلى 100 جنيه، أما شكارة "مصاص القصب" فسعرها 20 جنية فقط، وفي بعض الأحيان يقوم الفلاحون باستخدامه كوقود للأفران البلدي.
الخشب والورق
أما الحاج شاذلي أبو طارق تاجر وصاحب مزارع القصب بأسوان، فيوضح أن استخدام "مصاص القصب" في أسوان ومحافظات الصعيد يختلف عنه فى القاهرة، حيث توجد هنا العديد من المصانع التي نقوم بتوريد القصب إليها ويقوم المصنع بعملية العصر لإنتاج السكر.
وينقل "تفل القصب" إلى مصنع بجواره لتحويله الى خشب مضغوط (حبيبى) بمصنع كوم أمبو، كما يدخل أيضاً في صناعة الورق بمصنع أدفو، حيث تعتمد هذه المصانع على موسم جمع القصب من الأراضي والذي يبدأ فى شهور يناير وفبراير ومارس وأبريل، حيث المصنع الواحد ما لايقل عن 20 ألف فدان.
وفي الموسم يقوم التاجر بتسليم القصب للمصنع بسعر الطن 2500 جنيه، فالفدان الواحد ينتج حوالى 50-70 طن تقريباً، ويحتاج الفدان لتقطيع القصب حوالى 5 عمال بأجر يومي 500 جنيه، ويستطيع العامل الواحد بجمع طن ونصف فى اليوم وحمله على السيارات لتوصيله الى المصانع، فهو موسم يدر دخل اقتصادي على العمال والأفراد وعلى الدولة أيضاً.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية