حديقة النباتات بأسوان، تتميز بإطلالتها الرائعة، التي لا تمتلكها حديقة نباتات أخرى على مستوى العالم، ما جعلها مختلفة عن مثيلاتها، حيث يطل موقعها الفريد على رمال الجبل الصفراء، ومياه النيل الزرقاء، فيما تكتسي ساحتها بالخُضرة الممتدة على كامل مساحتها، الأمر الذي زادها بريقًا وأهمية وقيمة كبيرة بالنسبة لحدائق النباتات على مستوى العالم.

الحديقة عبارة عن جزيزة بيضاوية في وسط النيل تحيطها المياه من كل الجهات،  من الجهة الشرقية تطل على حديقة آلفنتين وأحد الفنادق الكُبرى بأسوان، ومن الناحية الغربية تطل على قبة أبو الهوا الشهيرة وجبل غرب أسوان، وعلى الامتداد نجد مقبرة الأغا خان الأثرية الشهيرة.

المتحف النباتي

وتتكون الحديقة من المتحف النباتي، وبه العينات التي تم تجهيزها في المعشبة، والمعشبة تعني موقع تجهزي العينات والبذور، وهي بمثابة المطبخ الخاص بالحديقة، الذي تُجرى به عملية التجهيز، وتحتوي على جميع عينات الحديقة، هكذا استهل الدكتور عمرو محمود مدير الحديقة، حديثه معنا، قبل أن يواصل: يحتوي المتحف على مجموعة من العينات تخضع للمعايير العالمية بحيث يجد الباحث كل ما يحتاج إليه خلال عمله سواء كان الورقة أو الزهرة أو البذرة أو الثمرة، ويطلع على الاسم العلمي للنبات والأهمية الاقتصادية له، وموطنه الأصلي.

كما يحتوي المتحف على ماكيت يوضح شكل وتقسيم الحديقة، وبه شاشة تعرض مادة علمية عن الحديقة ومكوناتها، والمتحف ملحق به مكتبة تضم المجلات العلمية، ورسائل الماجستير والدكتوراة، للباحثين الذين يودون الاطلاع، بالإضافة لملفات خاصة بكل نبات، موضح بها عدد الأشجار من هذا النوع ومتى زرعت وعمرها. وهناك ركن للثقافة الزراعية، لبيع الكتيبات من إصدارات وزارة الزراعة.

استراتيجية الحديقة

وتقوم استراتيجية الحديقة، على الحفاظ على أنواع الأشجار الموجودة من الاندثار، واستحداث أنواع جديدة، من خلال الأبحاث العلمية المختلفة وزراعة الأنسجة للوصول إلى أكثر طرق تسهم في تطويرها من خلال فريق الباحثين فيها.

و مؤخرًا تم جلب أكثر من 100 نوع نباتي، وجيمعها ما زالت تحت التجربة والاختبار، وفقا لتوضيح مدير الحديقة، مشيرا إلى أن تلك الأنواع ما زالت في الصوبات حتى الآن تحت التجربة التي تستغرق من عام إلى عامين حسب نوع النبات، بحيث يمر عليها فصل الصيف وفصل الشتاء، للتأكد  أن المُناخ مناسب للنبات، حيث تستقدم الحديقة النباتات من الخارج دون التقيد ببلد معين، لتوطينه في مصر، وفي حال نجاحه يُزرع في الأرض، ويُكتب عليه اسم البلد.

أبرز الأشجار

وفيما يتعلق بأبرز الأشجار والنباتات في الحديقة، قال مدير الحديقة: "لدينا تشكيلة متنوعة من النباتات والأشجار، بين أشجار زينة، ومُنتجة، وفاكهة استوائية، ونباتات عطرية، ومن مجموعة أشجار الفاكهة غير التقليدية، "جاك فروت، كارامبولا، باشن فروت، كازميرو، جارسينيا ديـولسيز، سبوندياس، كريز البرازيل". إضافة إلى "الكاجو، البشملة، البكان، الزبدية، القشطة، الخروب". أما مجموعة النباتات الطبية والعطرية فمنها، جوز مقىء، خيار شمبر، هجليج لالوب، مشطورة، جاتروفا، سوفورا زرقاء، مسواك أراك، آمورا، مخيط، ألستونيا شجرة العفريت، فتنة، تمر حنة، ياسمين، ورد، مورايا، ريحان، ملكة النهار، حصالبان، ميموزوبس إلنجى، بيمنتا، حلف ليمون".

أما مجموعة نباتات التوابل فضمت الحديقة منها، "قرفة، جنزبيل، فلفل أحمر، بيمنتا، شجرة الكامفور، الكارى. أما مجموعة نباتات الألياف، فمنها أشجار تنتج أليافاً ناعمة داخل الثمرة مثل، "كوريزيا، بومباكس، كابوك،  ومنها نباتات تنتج أليافاً متينة عند قواعد الأوراق مثل بعض أنواع النخيل منها، "نخيل البلح، نخيل الديوليب، نخيل الرابس،  وهناك نباتات أخرى تنتج أليافاً حول الشجرة مثل، "أنتيدسما، أدانسونيا.

نباتات الزيوت

كما يوجد بالحديقة الكثير من النباتات التي يُستخلص منها الزيوت والدهون، مثل، "نخيل الزيت، الزيتون، نخيل جوز الهند، شجرة الزبدة، المورنجا، البونجاميا"، وهناك أنواع تُنبت زيوت عطرية طيّارة مثل، "شجرة الشاي الأخضر، كافور، أغلب أنواع الموالح. وتتميز الحديقة باحتوائها على مجموعة نباتات الراتنجات والصموغ، ومنها "ديوسبيروس مالاباريكا، هيمينايا، ماسكارينهازيا، استركوليا يورينز، بستاشيا مستكة، سنط نيلي، بروسوبيس جوليفلورا".

كما تحتوي على مجموعة من نباتات التانينات، ومنها "كاسيا جافانيكا، مالبيجيا، مانيلكارا هكساندرا، فيلانزس إمبليكا أملج، ترميناليا أرجونا، جوازوما". علاوة على مجموعة نباتات الصبغات ومنها، "أناتو، شجرة البقم، تمر حنة بلدي، سوفورا بيضاء، كوكولوبا، جارسينيا ديـولسيز، بيزيسيلوبيم برونجوك، سيزالبينيا سابان، لوز البحرين".

النخيل الملوكي

وكما قال الدكتور عمرو محمود، فإن النخيل الملوكي، يعد أكثر أنواع الأشجار انتشارًا في الحديقة، لأنه يدخل في تزيين المشّاية الرئيسية، أما باقي الأنواع يتم زراعتها بالتساوي حتى لا يطغى نوع على الآخر، مضيفا: "أغلب النباتات في الحديقة موطنها شرق وجنوب شرق أسيا، وهي المناطق التي يتوافق مناخها مع المُناخ المصري مثل الصين والهند، والنخيل الملوكي ربما تجده في أماكن كثيرة في مصر، ولكنه لا يكون بنفس الطول الفارع والبياض الناصع إلا في حديقة النباتية بأسوان".

"والكثير من النباتات لا تصلح في زراعتها سوى لدينا في الحديقة النباتية"، كما أوضح مدير الحديقة، متابعا: "شجرة الجميز من أقدم الأشجار في الحديقة، وعمرها تجاوز الـ130 سنة، ويوجد منها عدّة أشجار، أما أحدثها فمجموعة متنوعة بين أشجار الزينة والمنتجة والعطرية. ولدينا أشجار ضخمة مثل، فالكروزيا، والماهوجني، والكايا، والكريوبتا، وهي شجرة فريدة لدينا، وبومباكس، وأغلبها ما بين نباتات زينة أو خشبية، أما أصغر الأشجار حجمًا فمنها نخيل ذيل الجمل، ذو القاعدة الصغيرة نسبيًا، وتمر عليه عشرات السنوات دون زيادة في حجمه.

وواختتم مدير الحديقة بقوله: تأتي للحديقة شتلات من الخارج على سبيل الإهداء بدون مقابل مادي، وتضم الحديقة 800 نوع شجرة ونبات مختلف، مزروع من كل نوع بين شجرة إلى 10 شجرات، والحديقة على مساحة 18 فدان بملحقاتها.