تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مستشفى7 نجوم من العصر المملوكي للعلاج بالموسيقى في القاهرة
source icon

سبوت

.

مستشفى7 نجوم من العصر المملوكي للعلاج بالموسيقى في القاهرة

كتب:ياسر علي

مستشفى السلطان قلاوون أو "بيمارستان قلاوون"، علامة حضارية فارقة في التاريخ المصري، قدّم كافة فنون الطب، وعالج جميع الأمراض أنذاك، ولم يقتصر علاجه على الأمراض العضوية، حيث تطور إلى علاج الأمراض العقلية، في فترات متأخرة من إنشائه، ولكن أكثر ما اشتهر به بيمارستان قلاوون، علاجه للعقم بسم الثعابين المستوردة من السودان، ونظرًا لكفاءة العلاج؛ ذاع صيت ترياقه الفاروقي وأصبح يُصدّر لمختلف دول العالم.

كلمة فارسية

كلمة بيمارستان، كلمة فارسية وليست عربية، بميار بمعنى "مريض"، وستان بمعنى "مكان"، وترجمتها "المكان الذي يُطبب فيه المرضى"، وأقدم بيمارستان في الحضارة الإسلامية كان في دمشق، عصر الأمويين، وتحديدًا عصر الوليد بن عبدالملك، وهو غير موجود الآن، والأمر ذاته بالنسبة للبيمارستانات العباسية التي انشئت في عصر العباسيين. هكذا تحدث المؤرخ الدكتور محمد حمزة، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الأثار جامعة القاهرة، وعميد الكلية الآسبق.

وأضاف: أقدم بيمارستان مصري أنشئ في الفسطاط، أيام الخليفة العباسي المتوكل على الله، وصاحبه هو الفتح بن خاقان، ويعود تاريخ تأسيسه إلى عام 246 – 247هـ، وبعده بيمارستان أحمد بن طولون الذي أنشئ عام 259هـ، ثم البيمارستانات التي أنشأها السلطان صلاح الدين الأيوبي، ثم جاء أهم وأعظم بيمارستان باقٍ حتى الآن، وهو بيمارستان السلطان قلاوون.

قاعة ست المُلك

"كان بيمارستان قلاوون، السبب الرئيسي لإنشاء مجموعة السلطان قلاوون الشهيرة في شارع المعز لدين الله الفاطمي. هكذا قال المؤرخ الكبير". مضيفًا: المنطقة التي أقيم بها بيمارستان السلطان قلاوون، كانت قديمًا تُعرف بمنطقة بين القصرين، وهذا البيمارستان أقيم على قاعة من قاعات القصر الغربي الصغير الذي يرجع للعصر الفاطمي، كانت هذه القاعة تُسمى "ست المُلك" .

كان هذا البيمارستان الأصل في إنشاء مجموعة السلطان قلاوون، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 683-684 هـ، حيث استغرق إنشاء مجموعة قلاوون بالكامل 14 شهرًا، أما البيمارستان، فقد استغرق انشائه أربعة أشهر، وكان عبارة عن صحن أوسط يُسمى "دور قاعة" وأربعة إيوانات محيطة بهذا الصحن، بالإضافة المُلحقات والمنافع والمرافق التابعة للبيمارستان.

مستشفى 7 نجوم

"يُمكنني أن أقول أن هذا البيمارستان، كان مُستشفى سبع نجوم"، بهذا الوصف تحدث المؤرخ الكبير عن إمكانيات وتجهيزات بيمارستان السلطان قلاوون، قائلًا: "كان بالبيمارستان خدمات لا تتوفر الآن في المستشفيات الاستثمارية والقطاع الخاص، وكانت كلها وقف في سبيل الله بالمجان، ومن هذه التجهيزات، حجرة مخصصة لكل مريض وبها سرير خاص، والفرش كان يُستبدل يوميًا، ولابد أن يكون جديدًا نظيفًا، وكان يُخصص إناء للشراب لكل مريض، لا يشرب منه أحد غيره، والأنية التي كان يأكل فيها المريض، لا يأكل فيها أحد غيره، ولابد أن يُقدّم له الطعام طازجًا يوميًا، وكانت تُصرف لكل مريض مروحة للتهوية في فصل الصيف، وكان يتم فيه العلاج بالقرآن الكريم والعلاج بالموسيقى، وهو ما يُثبت ويُؤكد مقولة مُستشفى 7 نجوم، وكان به قسم للرجال، وقسم للسيدات".

الترياق الفاروقي

كان البيمارستان مستشفى عام، يُعالج كافة الأمراض التي ظهرت في تلك الفترة"، هكذا قال عميد كلية الآثار الأسبق، مضيفًا، "كان "العقم" أبرز الأمراض التي كان يشتهر بيمارستان قلاوون بعلاجها، من خلال دواء يُعرف باسم الترياق الفاروق، وكان يُتخرج من سم الثعابين، وفي ذلك الوقت كانت الدولة تستورد الثعابين من السودان، وكانت المُستشفى ستخلص منه السم وتحوله لترياق، وكان يُعالج به مرضى العُقم في البيمارستان، وكان هذا الترياق الشهير يُصدر لمختلف أنحاء العالم، والرحالة المُسلم أوليا شلبي، كان عقيمًا وتلقى العلاج في بيمارستان قلاوون باستخدام هذا الدواء، ونظرًا لانبهار هذا الرحالة بقوة الترياق العلاجية، وصف طريقة تصنيعه في رحلته الشهيرة إلى مصر والسودان والحبشة، في أواخر القرن السابع عشر.

المورستان والسرايا الصفرا

وعن كلمة "المورستان"، وعلاقتها بالـ"بيمارستان"، قال الدكتور محمد حمزة، "بعد فترة كبيرة من عمله في الأمراض العضوية، أصبح البيمارستان يستقبل المُصابين بأمراض عقلية، ومن هنا تحرّفت، كلمة بيمارستان واصبحت "مورستان"، والمصطلحات كانت تأتي دائمًا بالتشبيه، ولذلك أصبح يقال أن فلان خريج مورستان، نسبة للمصطلح المُحرّف، ونحن حتى الأن نقول مصطلح "السرايا الصفرا"، لأن مستشفى العباسية للأمراض العقلية، حينما أقيمت في عصر أسرة محمد علي، اقيمت في سرايا صفرا، ولا تزال حجارة السرايا الصفرا موجودة بذات اللون حتى الآن، وأصبحنا أيضًا نقول فلان خريج السرايا الصفرا، أو خريج العباسية، في إشارة لإصابته بمشكلة أو خلل عقلي، وهذه المصطلحات من الأمور الدارجة.

مستشفى الرمد

أجزاء بسيطة هي المتبقية من بيمارستان قلاوون حتى الآن، لأنه تحول لمستشفى للرمد وأمراض العيون، من خلال نظارة الأوقاف عام 1915م، ولا تزال هذه المستشفى تعمل حتى الآن وأسمها مستشفى قلاوون الرمدي، وما تبقى من البيمارستان غير المُستشفى الرمدي، الإيوان وإحدى الفسقيات، ويُدخل الآن لما تبقى من البيمارستان القديم من باب مستشفى الرمد، ومن باب في نهاية الدهليز المتفرع من كتلة المدخل الرئيسي المًطل على شارع قلاوون.   

بيمارستان المؤيد شيخ

وعن البيمارستانات الباقية في مصر إلى الآن يقول الدكتور محمد حمزة، لدينا بيمارستان المؤيد شيخ أسفل القلعة، ولكنه بسيط مقارنة ببيمارستان قلاوون صاحب الشهرة الكبيرة والذي وصفه جميع الرحالة في رحلاتهم مثل "الرحالة البلوي، والرحالة ابن بطوطة، والرحالة العياشي، والرحالة الورسلاني، وجومار أحد علماء الحملة الفرنسية، والرحالة المقريزي الذي وصفه في الخطط والسلوك لمعرفة دول الملوك، والرحالة النويري في "نهاية الأرب"، ولذلك نقول بيمارستان قلاوون علامة حضارية فارقة في التاريخ.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية