الهربس الفموي
يُعرف الهربس الفموي بأنه عدوى فيروسية يسببها فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1)، والذي يؤدي إلى ظهور بثور مؤلمة على الشفاه وحول الفم، وأحيانًا تمتد إلى داخل الفم، الأنف، والخدين، تستمر هذه القروح لفترة تتراوح بين 10 - 14 يومًا قبل أن تبدأ في الالتئام، لكن الفيروس يبقى كامنًا في الجسم، وقد يعاود الظهور في أي وقت عند وجود محفزات معينة.

تزايد الإصابات
ويوضح د. فرحات، أسباب انتشار الفيروس بشكل أكبر بين الأطفال في الآونة الأخيرة، وهي:

    •    الاختلاط في المدارس والحضانات، مما يسهل انتقال العدوى.
    •    انخفاض المناعة بسبب تغيّر الطقس أو سوء التغذية.
    •    عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل مشاركة الأدوات الشخصية أو تقبيل الأطفال من قِبَل المصابين.
    •    زيادة الإصابات الفيروسية عمومًا، حيث إن الأمراض الأخرى مثل الإنفلونزا قد تضعف الجهاز المناعي وتزيد من احتمالية ظهور الهربس.

طرق انتقال الفيروس
والهربس الفموي شديد العدوى وينتقل بعدة طرق، أبرزها:

    •    التقبيل من شخص مصاب، حتى لو لم تكن هناك بثور ظاهرة.
    •    ملامسة اللعاب من خلال مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب والملاعق والمناشف.
    •    لمس القروح ثم لمس الفم أو العينين، حيث يمكن للفيروس أن ينتقل بسهولة عبر الأغشية المخاطية.
    •    مشاركة الألعاب، خاصة إذا كان الطفل يضعها في فمه.

أعراض واضحة
يظهر الهربس الفموي عند الأطفال بأعراض قد تختلف في شدتها، وتشمل:

    •    ظهور بثور مؤلمة على الشفاه وحول الفم، وأحيانًا داخل الفم وعلى اللثة.
    •    الحمى وارتفاع درجة الحرارة.
    •    التهاب الحلق وصعوبة البلع.
    •    تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة والفك.
    •    سيلان اللعاب المفرط عند الأطفال الصغار.
    •    التهيج والبكاء المتكرر بسبب الألم.
    •    احمرار وتورم اللثة، مع إمكانية نزيفها.

ضرورة زيارة الطبيب
ينصح د. فرحات الأهل بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:

    •    إذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر، حيث تكون مناعته ضعيفة.
    •    إذا استمرت القروح لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
    •    إذا كانت هناك صعوبة شديدة في الأكل أو الشرب.
    •    إذا ظهرت القروح بالقرب من العين، لأن الفيروس قد يسبب التهابًا خطيرًا في القرنية.
    •    إذا أصيب الطفل بحمى شديدة أو كان يعاني من ضعف المناعة.

علاج لتخفيف الأعراض
لا يوجد علاج نهائي للقضاء على فيروس الهربس، ولكن يمكن تخفيف الأعراض وتسريع الشفاء من خلال:

    1.    تجنب الأطعمة الحمضية مثل البرتقال والطماطم، لأنها قد تزيد من تهيّج القروح.
    2.    استخدام الكمادات الباردة على القروح لتخفيف الألم والتورم.
    3.    ترطيب الشفاه والفم لتجنب الجفاف والتشققات.
    4.    إعطاء مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، بعد استشارة الطبيب.
    5.    توفير الراحة الكافية للطفل، حيث يساعد النوم والتغذية الجيدة في تقوية المناعة وتسريع الشفاء.

ويوضح د. فرحات أن فيروس الهربس يبقى كامنًا في الجسم مدى الحياة، وقد يعاود الظهور في أي وقت عند توفر محفزات مثل:

    •    الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا.
    •    التوتر النفسي أو الضغط العصبي.
    •    قلة النوم أو الإرهاق الشديد.
    •    التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة أو الطقس البارد.

مختتمًا حديثه الهربس الفموي عند الأطفال عدوى فيروسية شائعة لكنها ليست خطيرة في معظم الحالات، يمكن التحكم في الأعراض وعلاجها منزليًا، ولكن يجب مراجعة الطبيب عند ظهور مضاعفات، فالوقاية تلعب دورًا أساسيًا في الحد من انتشار المرض، خاصة بين الأطفال في المدارس والحضانات، لذا، فإن التوعية بالنظافة الشخصية وتجنب مشاركة الأدوات والتقبيل هي مفاتيح أساسية لحماية الأطفال من الإصابة بهذا الفيروس.