تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "النسبة المرنة".. كلمة السر في أعداد المتفوقين المحدودة بـ"كليات القمة
source icon

سبوت

.

"النسبة المرنة".. كلمة السر في أعداد المتفوقين المحدودة بـ"كليات القمة

كتب:هايدي شتات

قفزت صديقتي فجأة من مكانها وهي تصفق بيديها في سعادة بعد أن أغلقت الهاتف الذي كانت تتحدث فيه قائلة: "شقيقي عمرو الذي يدرس هندسة طبية في كوريا سيصل إلى القاهرة في إجازة بعد أيام".

تعجبت في بادئ الأمر فما أعرفه عن عمرو،  أنه كان متفوقاً بل كان طالباً في إحدى مدارس المتفوقين في المرحلة الثانوية، فلماذا اضطر للسفر إلى الخارج للدراسة؟!.. ولأنه نتيجة لسفري إلى الخارج مع زوجي عدة أعوام لم أتابع مسيرته فيما بعد وإن كنت على يقين من التحاقه بإحدى كليات القمة.

حساب النسبة المرنة
سألت شقيقته عن أسباب سفره للدراسة في الخارج فقالت إنها "النسبة المرنة".

وعندما لاحظت دهشتي، واصلت:  "النسبة المرنة"، هي نسبة المحددة لخريجي مدارس "ستيم"، في الكليات، ضمن تنسيق الثانوية العامة، ويتم حسابها عن طريق قسمة عدد الطلاب في كل شعبة سواء علمي رياضة أو علمي علوم في مدارس ستيم للمتفوقين، على عدد طلاب الصف الثالث الثانوي بالكليات المتاحة لطلاب ستيم، ثم نضرب الناتج في 100% وتنتج نسبة معينة، تمثل نسبة مقاعد طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا في الجامعات، بكليات الطب والصيدلة والهندسة وتذهب النسبة الأكبر إلى كليات العلوم والطب البيطري".

مشروعات متميزة للطلبة
شغلني الأمر، كثيرا فقد كنت أعتقد أن خريجي تلك المدارس من المتفوقين، يُفترض أنهم الأحق بالدراسة في الكليات التي يرغبون بها خاصة كليات القمة، وتذكرت أنه بالقرب من محل سكني، تقع إحدى تلك المدارس، وقررت زيارتها بحجة أنني أرغب في الاطلاع على أنشطتها قبل أن ألحق ابني بها.

وأثناء زيارتي للمدرسة، والاستماع من أحد مدرسيها عن أنشطة الطلاب بها، أدهشني أن شاهدت مشروعات متميزة لبعض طلبتها،  ومنها "استخدام طريقة جديدة لخدمة مرضى اضطراب ثنائي القطب" من خلال قياس الوظائف الحيوية عبر طرق جديدة ومبتكرة للعلاج والربط المتواصل بين الطبيب والمريض للتنبؤ بالنوبات التي تصيب المريض قبل حدوثها، و"تطبيق على الهاتف المحمول لتشخيص صعوبات تعلم القراءة مبكرًا" بعيدًا عن الطرق التقليدية المكلفة، ووجدت أن الطلاب يتمتعون بمهارات وقدرات علمية وعملية عالية تتفوق على طلاب وخريجي بعض الجامعات.

مطالب طلاب ستيم
الغريب أنني وجدت سحابة من الحزن تخيّم على بعض الطلاب رغم تفوق مشروعاتهم، ومنهم يوسف محمد عبد الرحمن، الذي حدثني، بلهجة لا تخلو من يأس،  أنه من أوائل دفعته، ويعيش في غربة بعيدا عن أسرته، رغم حاجته الماسة لهم في هذه الأوقات الصعبة، ومع هذا لا يمكنه لقاء والدته حتى نهاية امتحانات الثانوية العامة، وأنه تحمّل ذلك في سبيل الالتحاق بكلية الطب.
 
 وتساءل: " لماذا يُطبّق علينا نظام النسبة المرنة، ولماذا لا نُعامل وفق تقديراتنا ودرجات تفوقنا في عملية التنسيق والالتحاق بالجامعات الحكومية؟".

ومن خلال إحدى صديقاتي، تواصلت مع قريبة لها، طالبة بنفس المدارس ولكن في محافظة الغربية، وتدعى آلاء عماد، والتي طالبت بأن تُخصص لها، ولزملائها من طلبة تلك المدارس المتفوقة عن باقي طلبة التعليم العام، لهم منح كاملة بالجامعات الأهلية والخاصة، وأن تدعمهم وزارة التربية والتعليم،  في بعض مساراتهم في المسابقات التعليمية الدولية،  إذ أشارت إلى أنهم يُقدّمون في المسابقات الدولية ويتأهلون إلى التصفيات النهائية ويسافرون إلى الدول المستضيفة على نفقاتهم الخاصة.

حديث آلاء، كان نفس حديث حبيبة مسعد، الطالبة بنفس مدرستها، والتي طالبت أيضا  بدعم وزارة التربية والتعليم لمشروعاتهم، ليتمكنوا من استكمالها، مؤكدة على ضرورة زيادة عدد المقاعد في الجامعات الحكومية والخاصة لطلاب "ستيم" في كليات الطب والصيدلة، وألا يقتصر الالتحاق بهذه الكليات على عدد بسيط من الأوائل، والباقي يذهب إلى كليات العلوم والطب البيطري، ما يُشعرهم بحالة من القهر، خاصة أن مجاميع الطُلاب مُتقاربة إلى درجة كبيرة، على حد قولها.

صفوة الطلبة في مصر
حديث هؤلاء الطلبة والطالبات، أثار في نفسي الشجون، لما لاحظته من حالة الإحباط المسيطرة عليهم ، وأيضا التساؤلات عن أسباب تحديد تلك "النسبة المرنة"، فحملت ما يدور في ذهني، إلى د. عزيزة رجب مستشار وزير التربية والتعليم لمدارس ستيم،  والتي أكدت أن طلبة هذه المدارس هم صفوة الطلبة على مستوى الجمهورية،  كاشفة عن أن وزارة التربية والتعليم في تواصل مستمر مع، وزارة التعليم العالي لتلبية مطالبهم، وحريصة على حفظ حقوقهم.

أما عن نظام "النسبة المرنة" قالت "عزيزة"، إنها معادلة تجرى من قبل وزارة التعليم العالي، تعادل نظام التنسيق، وتتم بالقسمة على عدد الطلبة بالنسبة للتعليم العام، وتُجري المعادلة التي وضعها القانون العام  للجامعات لمعرفة عدد مقاعد طلبة مدارس المتفوقين  من مدارس ستيم بالنسبة لبقية المدارس الأخرى.

انخفاض المقاعد بالجامعات
 وأوضحت، أنه يؤخذ عدد الطلبة حسب ترتيب الأوائل والمتفوقين، فمثلا عام 2022 كان عدد طلبة "ستيم" قليلا، ولذلك أكثر من 50% منهم التحق بكليات الطب والهندسة، وحينما زاد العدد في 2023، كان من المفترض أن تزيد نسب المقاعد، ولكن الحقيقة أن النسبة تراجعت، إلى 42% من عدد الطلبة، وتأتي النسب وعدد المقاعد حسب المعادلة التي تحققها وزارة التعليم العالي، والتعليم العام وعدد المقاعد للجامعات الحكومية ونسبتها الخاصة بالطلبة المتفوقين.

"وتُقدّم الدولة،  دعمًا كبيرًا  لطلبة ستيم، إذ تنفق وزارة التعليم، جزءا كبيرا من ميزانيتها،  على هذه المدارس، لتوفر لطلبتها مصروفات الإعاشة والإقامة، وأدوات المعامل وحوافز المعلمين، وغيرها، كما أكدت د. عزيزة ، قبل أن تستطرد: "ونتيجة لذلك تطورت مهارات طلبتها وبرز النابغين منهم، لذلك نجد أكثر من 95% من مشاريعهم مرشحة لجوائز دولية في كافة المجالات.

اعتماد معامل التفوق
وتقدمت د. ماجدة بكري وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، بطلب إحاطة دعمه رئيس لجنة التعليم وأعضاء اللجنة جميعًا، حول إجراءات التنسيق الخاصة بطلبة ستيم في الجامعات الخاصة والأهلية،  حيث يتنافس كل الطلاب الحاصلين على كل الشهادات المصرية والدولية في مسار واحد.

 وأوضحت وكيل لجنة التعليم في البرلمان، أنه تم اعتماد معامل التفوق لهؤلاء الطلبة نظرا لتفوقهم ومنح فرص أكبر لهم في التنسيق، وبالفعل تم تطبيقه العام الماضي وجاري تطبيقه على الدفعات الحالية، مؤكدة أن تلك الميزة يختص بها طلاب "ستيم" حال تقديمهم في المنح الجامعية سواء خاصة أو أهلية

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية