تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : عصبية ونوبات بكاء بين الطلاب والأباء.. أعراض "اكتئاب الدراسة"
source icon

سبوت

.

عصبية ونوبات بكاء بين الطلاب والأباء.. أعراض "اكتئاب الدراسة"

كتب:شيماء مكاوي

تستيقظ لتحضير طعام الإفطار لأبنائها وتحضير "اللانش بوكس" وربما لا تكون قد نامت، ولكنها مجبرة على ذلك الآن، ثم تقوم بإيقاظ أطفالها لكي يرتدوا ملابسهم، بينما هم يتذمرون من الاستيقاظ مبكرا، والعودة إلى المدارس ويريدون الاستمرار في النوم والراحة والاستمتاع بالإجازة، وتقوم بتوصيلهم إلى مدارسهم بعد ذلك، لتعود إلى منزلها لإنجاز باقي مهامها وربما تذهب لعملها بعد ذلك.

حالة من الحزن والغضب واليأس يصاب بها كلا من الطلاب وآبائهم مع عودة المدارس مرة أخرى، فالإجازة قد انتهت وعاد وقت تحمل المسئوليات والمشقة والدراسة والالتزام.

تلك الحالة وصفتها الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري نفسي وأسري بأنها "اكتئاب الدراسة"، وتقول إن المشكلة الحقيقية التي تسبب اكتئاباً للطلبة هي النظام الذي كانوا يسيرون عليه في الإجازة، حيث كان لا يوجد انتظام في مواعيد تناول الطعام، والشعور بالراحة بدون مسئوليات محددة، والسهر، والفسح، وكل هذا بعيد كل البعد عن إطار التعليم.

أخطاء الأهل
وهي من الأخطاء التي يقع بها الأهل على حد وصفها، حيث يكون الترفيه غير إيجابي، مما يؤثر على الأطفال ويجعلهم متكاسلين بدون ممارسة أي أنشطة، وعدم التأهيل لعام دراسي جديد فمن المفترض أن الإجازة أيضا يكون بها نوع من التعلم، حيث إن التعليم هو منهج للحياة وليس مرتبطا بوقت.
لهذا السبب الطلاب عند دخولهم الدراسة يصابون بالاكتئاب، وتقول د. إيمان إن اكتئاب العودة إلى الدراسة اشبه بالاكتئاب الموسمي والذي يصاب به الإنسان في الشتاء أو الخريف، لأنه يسبقه عادات وروتين يختلف تماما عن العادات التي نقوم بها وقت الدراسة، وبالتالي عند استقبال الدراسة نكون غير مستعدين نفسيا لها.

وهناك العديد من الأمراض النفسية التي تكشف اثناء الدراسة، فهناك من يعاني من صعوبات التعلم، وهناك من لديه فرط حركة، وكل هذه الأشياء يتم اكتشافها مع دخول الدراسة.

مشاعر سلبية
فكرة انتهاء الإجازة في حد ذاتها تسبب تقلبات في المزاج سواء لأولياء الأمور أو الطلاب، حسبما أكدت الاستشاري النفسي، حيث يصابون بنوع من الاكتئاب ونوع من المشاعر بالسلبية، فيبدأ عند الطلاب بعدم الرغبة في تجهيز نفسه للذهاب للمدرسة، والعصبية الزائدة بالنسبة للآباء والابناء، والغضب الشديد، وأحيانا يصابوا بنوبة من البكاء الشديد.

ومن هنا يجب على أولياء الأمور أن يبثوا الثقة في نفوس أبنائهم، ونعرفهم أن الحياة ليست مرحاً باستمرار، فالحياة مزيج بين الاثنين، فلا مانع في الدراسة من الترفيه في أوقات محددة، ومن جانب آخر علينا أن نعد الطالب بالخروج في نهاية الأسبوع والاستمتاع بالإجازة الأسبوعية، ويجب أن نشترك لأبنائنا في الرحلات المدرسية كنوع من الترفيه عنهم.

وتابعت: يجب على أولياء الأمور تجنب التلفظ بالمصطلحات التي تؤثر سلبيا على ابنائهم والتي تعبر عن مدى تذمرهم من بداية الدراسة، بل يجب أن يكونوا أكثر تعاونا مع ابنائهم في إيجاد حلول لكافة المشاكل التي قد تواجههم مع بداية الدراسة.

ويجب أن يتم ضبط الساعة البيولوجية بالنوم مبكرا من اجل الاستيقاظ مبكرا، مع البعد عن الموبيل والانترنت، وأن نشجعهم دون إلقاء المسئوليات عليهم.

مشاعر مختلطة
وفي السياق ذاته، تحدث الدكتور عبد العزيز آدم، عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية وإخصائي علم النفس السلوكي، عن اكتئاب العودة للدراسة، وأكد أن العديد من الطلاب يشعرون بمشاعر مختلطة تمتزج بين الحماس والخوف، وقد يتطور ذلك لدى بعضهم إلى ما يُعرف بـ "اكتئاب العودة للمدارس". 

هذا الاكتئاب ليس مقتصرًا على الطلاب فقط، بل يمكن أن يصيب الآباء والمعلمون أيضًا، حيث يرافقه شعور بالقلق، التوتر، والانزعاج.

ويعود السبب الرئيسي في الشعور بهذا الاكتئاب إلى التغير المفاجئ في الروتين اليومي من الإجازة والاسترخاء والاستمتاع بالعطلة، ليجد الطلاب أنفسهم مضطرين إلى العودة للروتين المدرسي المليء بالواجبات الدراسية والتزامات الوقت، فيشعر بعض الطلاب بضغط كبير لتحقيق نجاح دراسي، حسبما أكد د. عبد العزيز، مما يزيد من مستوى القلق لديهم ويجعلهم يشعرون بعدم الارتياح عند التفكير في العودة للمدرسة. 

وتابع: كذلك العلاقات الاجتماعية في المدرسة قد تكون مصدر قلق لدى بعض الطلاب، سواء بسبب التنمر أو عدم القدرة على الاندماج مع الزملاء، ومما يزيد هذا الشعور حدة ما يمارسه بعض الأهل على الطلاب من ضغوط حين يضعون توقعات كبيرة على أبنائهم لتحقيق نتائج دراسية معينة.

ومن الاعراض الظاهرية لاكتئاب العودة للمدارس، فقدان الاهتمام بالدراسة والأنشطة اليومية، ويقول د. آدم إن من ضمن الأعراض أيضا اضطرابات النوم (النوم المفرط أو الأرق)، والشعور بالتعب والإرهاق، وقلة التركيز والتشتت، والشعور بالقلق والتوتر، ونوبات بكاء غير مبررة.

الاستعداد النفسي والذهني
أما عن سبل التغلب على اكتئاب العودة للمدارس، فأوضح اخصائي علم النفس السلوكي، أنه يجب الاستعداد النفسي والذهني في الحياة الدراسية، حيث ينصح بالتحضير للعودة قبل بدء الدراسة بفترة، من خلال تنظيم جدول للنوم والاستيقاظ، وتحضير الأدوات الدراسية، والحديث بشكل إيجابي عن المدرسة.
وتابع: ويجب على الطلاب التعبير عن مخاوفهم ومشاعرهم لأفراد الأسرة أو الأصدقاء، ويمكن كذلك للأهل دعم أبنائهم من خلال الاستماع لهم، وتقديم النصائح، وتشجيعهم على التحدث عن أي مشاكل تواجههم.

 كما يجب أن يقوم الطلاب بتقليل القلق من خلال تقسيم الواجبات الدراسية إلى مهام أصغر يسهل إنجازها تدريجيًا، مما يعطي شعورًا بالإنجاز والثقة، ولا يمكن نغفل دور ممارسة الرياضة الفعال في المساعدة على تقليل التوتر والقلق، وتعمل على تحسين المزاج بفضل إفراز هرمونات السعادة (الإندورفينات). 

وإذا استمرت حالة الاكتئاب لفترة طويلة تتخطى الثلاث أسابيع أو كانت تؤثر بشكل كبير على حياة الطالب، يجب استشارة متخصص نفسي أو مرشد تربوي، وبشكل عام يجب على الأهل والمعلمين أن يكونوا مصدر دعم للطلاب، وأن يظهروا تفهمهم لمشاعر القلق التي قد يمرون بها.

وينبغي أن يسعى المعلمون إلى جعل البيئة الدراسية أكثر جاذبية ومتعة للطلاب، من خلال التنوع في الأساليب التعليمية وإشراكهم في أنشطة تفاعلية.

اكتئاب العودة للمدارس هو حالة شائعة يمكن تجاوزها بسهولة إذا تم التعامل معها بوعي وتفهم، ويقول د. عبد العزيز إن الأهم هو تقديم الدعم اللازم للطلاب وتفهم مشاعرهم، سواء من خلال الأهل أو المدرسة، لضمان بداية دراسة ناجحة ومثمرة لأبنائنا الطلاب.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية