تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الشائعات.. كلمات مسمومة تدمر الاقتصاد وتغير أحوال البلاد
source icon

سبوت

.

الشائعات.. كلمات مسمومة تدمر الاقتصاد وتغير أحوال البلاد

كتب:مروة العدوي-محمود جودة

بيع قناة السويس.. نهاية العالم.. انخفاض مخزون السلع الإستراتيجية.. تعويم الجنيه..  وغيرها من المعلومات المغلوطة التي قد تنتشر بسرعة رهيبة بين الناس، لا نعرف مصدرها، ولم يتأكد أحد من صحتها، إنها الشائعات.. ذلك السلاح الفتاك القاتل الذي يستغل حالة المجتمع ليروج لفكرة مغلوطة، يدس الكذب ويحوله إلى معلومة قد يصدقها البعض ليحدث بلبلة ويشكك الرأي العام ويقسمه، بل ويمتد تأثيره للاقتصاد فتتحرك المؤشرات وتتغير الوجهات والنتائج..  ويظل المواطن في حيرة من أمره هل كل ما يسمعه صحيح أم هي مجرد شائعات..

أخر تلك الشائعات التي انتشرت كانت عن بيع قناة السويس، بل وكانت مدعومة بتسريب صوتي لمكالمة تؤكد تفاصيل وأسباب هذا البيع، ولفهم المزيد عن هذه الشائعة توجهت الزميلة مروة العدوي إلى اللواء عمرو الزيات الخبير الأمني، فأكد قائلاً إن التكنولوجيا لعبت دوراً كبيرة في محاولة توثيق هذه الشائعة التي اعتمدت في الأساس على تقنية Deep fake والتي تعتمد على تزييف الصوت باستخدام نفس نبرات الصوت للشخص المستهدف وبجودة عالية.

وكان الغرض من تلك الشائعة هو زعزعة الثقة بين الشعب والقيادة السياسية وخاصة أن قناة السويس تعتبر من قضايا الأمن القومي التي تمس المواطن بشكل خاص.

مناخ الغضب
يرى الدكتور مدحت الشريف، استشاري الاقتصاد السياسي وسياسات الأمن القومي، أن ما يطلق عليه مناخ الغضب هو أرض خصبة لنمو أي شائعة، فمع الضغوط الموجهة لمصر من صندوق النقد الدولي، والأزمات الاقتصادية وتبعاتها المؤثرة على المواطن بشكل مباشر أصبحت الحرب النفسية هي السلاح الفعال الذي يستغله البعض لترويج تلك الشائعات، وهذا يحتاج إلى المصارحة من جانب الحكومة، وفريق عمل متكامل يعمل على الأرض لمواجهة الأزمات والرد على تلك الشائعات.

أبرز الشائعات
لعل من أبرز الشائعات التي تنتشر كل فترة هي تحديد موعد نهاية العالم، عندما أكدت نبوءة أن نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012، مستندة إلى تقويم المايا، وأثارت هذه الشائعة الكثير من الذعر والتكهنات حينها.

ومع انتشار فيروس كورونا عالمياً انطلقت الشائعات عن أرقام غير رسمية لإصابات، وأعراض غير حقيقية، وخطط ومؤامرات دولية لإبادة البشر، بل وامتد الأمر للتشكيك في جدوى وفعالية اللقاحات وبروتوكولات العلاج، مما كان له أثر كبير عل سوق الدواء ليس في مصر فقط بل على مستوى العالم كله.
بينما تطل علينا كل يوم شائعات تخص حياة الفنانين، والمشاهير مدعومة بالصور والاستنتاجات.

وتعتبر الشائعات الاقتصادية من الشائعات التي تؤثر بشكل سريع، فمثلاً شائعة انهيار البنوك، قد تؤدي إلى ما يطلق عليه "ركضة بنكية"؛ حيث يقوم العملاء بسحب أموالهم فجأة من البنوك، مما يمكن أن يؤدي إلى انهيار مالي فعلي ومشاكل اقتصادية كبيرة.

شائعات إيجابية
وليس لكل شائعة أثر سلبي بل أن الشائعات قد تكون سلاحاً اقتصادياً فعالاً لتحريك الأسواق لاتجاه معين، وهذا ما أكده المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال وائل النحاس، إذ أشار إلى أن  تسريب معلومة بوجود مشروعات كبيرة تقوم بها مصر، وكان سعر الدولار حينها، سجل 70 جنيه، أدى مباشرةً إلى تراجع سعره إلى 45 جنيه.

فهناك قاعدة اقتصادية تقول:" اشتري على الإشاعة وبيع على الخبر"، لذا فمن الضروري التعامل مع كل إشاعة بشكل مختلف، فهناك دول لديها مركز للشائعات هدفه قياس مدى انتشار الخبر، وكيفية صناعة الإشاعة، وذلك تمهيداً لقرار معين.

الاقتصاد غير المباشر
هدف الشائعة، هو وصول شركات لهدفها، وهذا هو الاقتصاد غير المباشر، بحسب الخبير الاقتصادي شيرين الصباغ، فالشائعة دائماً ما تكون لها أبعاد اقتصادية، فهناك شركات استثمارية تعمل بشكل على نشر الشائعات للوصول إلى هامش ربح كبير، ويكون التأثير أكبر وقت الأزمات والحروب والثورات والكوارث.

شائعات سياسية
وللشائعات وجه سياسي آخر أوضحه الزميل محمود جوده في سؤاله للواء أركان حرب أسامة صادق، الخبير العسكري والاستراتيجي، والذي أكد أن الشائعات هي حرب معلوماتية لترويج الكذب، كما كان يحدث في حرب الاستنزاف بمصر، فكان العدو يؤكد شائعة أن الجنود المصريين منهزمون في القنطرة بالإسماعيلية، وفي الحقيقة هم يكبدون الإسرائيليين خسائر فادحة، وذلك للتأثير على معنويات الجنود والشعب.

وكما هو الوضع حالياً من قبل إسرائيل، فهي طالما تطلق الشائعات ضد مصر وعلاقتها بالفلسطينيين لإرباك صانع القرار، فمنفذي الأجندات المعادية، يشيعون معلومات خاطئة عن خدمات أو قرارات حكومية لإحداث بلبلة لدى الرأي العام، وفي باطنها هي شائعات سياسية غرضها توليد أو زيادة احتقان الرأي العام ضد الحكومة والسلطة الحاكمة.

علاقة عكسية
الشائعات السياسية تخلف آثاراً هدامة، فهي أحد أدوات الحرب النفسية، حسب د. مدحت شريف أستاذ الاقتصاد السياسي وسياسات الأمن القومي، فتأثيراتها مختلفة على الرأي العام، سواء كان فئة محدودة أو المجتمع ككل، وهناك علاقة عكسية قائمة بين الاقتصاد والسياسة، فكلما انخفض مستوى المعيشة والرفاهية الاقتصادية في مجتمع ما، كلما زاد اهتمامه بالبعد السياسي في الحياة.

ويعتبر إطلاق النكات الناقدة الحادة على وسائل التواصل الاجتماعي أحد أدوات نشر وتأكيد الشائعات، وهو ما دعا لإطلاق حملة الأيام الماضية للتوعية بعدم نشر النكات والمنشورات المناهضة للوطن ورموزه.

حلول سريعة
وتكمن سبل العلاج، في ضرورة تعامل السلطة التنفيذية مع القضايا والمشاكل بشكل أوضح، فالمواطن يحتاج لأشخاص موثوقين لتبصيرهم بحقيقة الأمور، ولذلك يجب إعادة النظر فيمن يعبر عن توجهات الدولة لكسب ثقة المواطن، ودرء الشائعات.

وتعتبر إدارة الرصد والرد على الشائعات المتداولة في الشارع المصري أو عبر السوشيال ميديا، التي استحدثها مجلس الوزراء، هي من أفضل الإجراءات التي اتخذها المجلس الفترة الأخيرة، لكي يواجه الشائعات التي يطلقها المتربصون بالوطن، وعدم تركها للانتشار دون استبيان للحقيقة.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية