تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "الزيوت المستعملة".. الخطر يتجول على ظهر سيارة نصف نقل
source icon

سبوت

.

"الزيوت المستعملة".. الخطر يتجول على ظهر سيارة نصف نقل

كتب:صفاء محمود

"نشترى زيت الطعام المستعمل "، نداء يرتفع به صوت أيمن، وهو يتجول من شارع لآخر، على سيارته النصف نقل، بين براميل وميزان.

نداء أيمن ليس الوحيد، فهو نداء متكرر انتشر في شوارع القاهرة والمحافظات، لأشخاص يتجولون بسيارة نصف نقل عليها براميل وميزان، يطلقون عليهم اسم  "السريحة"،  أو جامعي الزيوت المستعملة.. إذ  يقومون  بشراء تلك الزيوت، وتسليمها إلى متعهد متخصص لجمعها، لتبدأ رحلة جديدة.

فنيك وصودا كاوية

ويعمل أيمن محمد "السريح"، في جمع الزيوت المستعملة، من  المطاعم ومصانع الشيبسى والفنادق الكبرى منذ 15 عام، وبالاتفاق معهم يذهب اليهم أسبوعيا لجمع،  تلك الزيوت بالسعر المتفق عليه معهم،  ولكى يضمن أن لا يتم استخدامها مرة أخرى،  يقوم بإضافة الصودا الكاوية السائلة والفنيك إليها لإفسادها

وأوضح أيمن، أن كل 100 كيلو من الزيوت المستعملة، يضاف إليها 5 كيلو جرامات من الفنيك والصودا الكاوية، وشحنها للمتعهد،  الذى يكون متعاقدا مع بعض الدول الخارجية لتصدير الزيوت إليهم،  لإعادة تدويرها، وإدخالها في بعض الصناعات مثل عمل الجلسرين الطبي والشمع ووقود صديق للبيئة.

30 جنيها للكيلو

ومن أهم مصادر الحصول على الزيوت المستعملة، كما يروي أيمن، هي مصانع زيوت "الصويا" الخام،  فبعد انتهاء إنتاج تلك المصانع وتعبئتها يتبقى في قاع التنكات بواقي زيت نظيف ولكن به الكثير من  الرواسب والشوائب،  لم يستطيعوا فلترتها، ويضطرون لبيعها كزيوت مستعملة .

هناك، أيضا الزيوت التي انتهت مدة صلاحيتها، في المصانع والمحلات فيتم جمعها ضمن زيوت الطعام المستعملة، وهذا ما أكده أحمد حنفي "جامع زيوت مستعملة"،  وأوضح أنه يقوم بشراء الزيوت المستعملة من المواطنين  مقابل 30 جنيها للكيلو في المتوسط، إذ يتغير السعر ارتفاعا وهبوطا يوميا، قبل بيعها للمتعهد مقابل 39 جنيها للكيلو، مضيفا: المتعهد يقوم بتسليمنا مبلغ من المال "عهدة "، لشراء الزيوت المستعملة من المواطنين، قبل توريدها إليه .

تصدير الزيوت المستعملة

عم حمادة محمد أحمد،  متعهد جمع الزيوت وصانع الصابون بمصر القديمة، والذي يشتري الزيوت المستعملة من "السريحة"،  قال إنه يقوم بصب الزيت الذي جمعه في خزانات كبيرة، سعتها آلاف الأطنان، ثم يقوم تصفيتها بعد ترسيب الشوائب في القاع، وتجميعها في حاويات وتصديرها للخارج، مشيرا إلى أن تلك الخطوة، تسمى "تحويل الزيوت"،  وليس "إعادة تدوير"، حيث كانت تلك الزيوت تدخل في صناعة الصابون، قبل أن تحول آلان إلى وقود حيوي صديق للبيئة، يشبه لون المياه نقى جدا ولكن لا يمكن تحويلها في مصر لتكلفتها العالية جدا
 
 " الزيت المستعمل لا يتم بيعه للموطنين مرة أخرى"، هكذا أكد حمادة منفعلا وأنا أحدثه عن مخاوف البعض، بشأن بيع بعض "السريحة" للزيوت المستعملة التي يجمعونها للمواطنين أو المطاعم، موضحا أن تلك الزيوت تعرف من رائحتها الكريهة، أو رائحة الطعام غير المقبولة المنبعثة منه، عند استخدامه.

نفايات خطرة

وتسمى الزيوت المستعملة "نفايات خطرة"، وفقا للمستشار الاقتصادي د. العربي أبو طالب رئيس الاتحاد العام للتموين والتجارة الداخلية بوزارة التموين ورئيس جمعية مفتشي تموين مصر،  موضحا أن تلك الزيوت خطر، على الأرض، والإنسان والجلد والحيوان والأسماك، بل وتصل لأشد أنواع الخطورة على وجه الأرض، على حد قوله

وشدد محذرا، من عدم إلقائها كمخلفات بالصرف الصحي،  لخطورتها على عمال الصرف الصحي أثناء تأدية عملهم، مشيرا إلى أن الزيوت المستعملة يتم استخدمها في إطار منتجات معينة، ومن خلال شركات خاصة مجهزة بأجهزة متخصصة، وملابس واقية لعمالها.

سببا لانتشار السرطان

وقال د. العربي، إن بعض معدومي الضمير، يستخدمون الزيوت المستعملة في صناعة الجلسرين والشمع والصابون، ولكن من المفروض أن يتم إعدامها بالدفن بطرق سليمة في أماكن متخصصة، متابعا: من خلال بعض الحملات الأمنية للوزارة، ضبطنا بعض المصانع الصغيرة غير المرخصة، تقوم بإعادة تدوير تلك الزيوت المستعملة،  بجمعها في حاويات كبيرة، وإضافة النشادر عليها، ثم إشعال النار تحتها لتنظيفها من الروائح الكريهة، التي تتسبب بها بواقي الطعام، وإدخاله في صناعة السمن والزيوت " المهدرجة " عن طريق الخلط أو التسخين أو التجانس

جزء آخر من الزيوت المستعملة المعاد تدويرها،  يتم توزيعه مرة أخرى على مطاعم الفول والطعمية،  ويكون ذلك أحد اسباب انتشار السرطانات والأورام بين المواطنين، والكلام مازال لـ"العربي"،  مؤكدا ان عقوبة من يقوم بذلك السجن  25 عاما، موضحا أن البعض الآخر يقوم بتجميع الزيت المستعمل بتصاريح من شركات خارجية لتصديرها إلى الخارج، وإعادة تدويرها ليصنع منها بعض المنتجات الطبية،  كالجلسرين الطبي والكريمات ، ومنتجات أخرى يتم تصديرها للدول النامية.  

واختتم مؤكدا: مصانع الزيوت والصابون بالقطاع العام المصري،  يقومون بعمل الصابون بالمواصفات القياسية المصرية باستخدام الزيت الطبيعي وليس المعاد تدويره

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية