تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الزواج عبر الإنترنت.. علاقة اجتماعية بعيدا عن الواقعية تهدد استقرار الأسرة
source icon

سبوت

.

الزواج عبر الإنترنت.. علاقة اجتماعية بعيدا عن الواقعية تهدد استقرار الأسرة

كتب:هبة عبد السلام

"لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يعوض عليه".. كلمات أطلقها زوجي خلال حواره هاتفيا مع أحد أقاربه، ما جعلني التفت إليه فزعة من احتمال أن يلقي على مسامعي عقب غلقه المحادثة،  نبأ خطب ما.

ولم يكد يغلق الخط حتى سألته بقلق .. خيرأً ماذا حدث ؟ فقال لي أن أحد أبناء عمومته طلق زوجته  .. فقلت له : أليست هذه الزيجة منذ شهرين فقط ؟ فأجابني: نعم ، كان لابد لهم من الطلاق يوما ما فأساس الاختيار كان خطأ ، فلقد تعارفا عن طريق الانترنت وتزوجا بسرعة وهذه وسيلة غير صحيحة لتكوين أسرة صحيحة.

ندوة نقاشية

لم ألق للموضوع بالاً، وفي اليوم التالي اصطحبت أبنائي إلى معرض الكتاب الدولي وأثناء تجولنا لاحظت لافته كبيرة مكتوب عليها "ثقافة الزواج عبر الإنترنت" ندوة للنقاش أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، جذبني العنوان وتذكرت حديث الليلة الماضية عن قريب زوجي وأخذني الفضول للاستماع إلى هذه الندوة لكي أعرف ما الخطأ في الزواج عن طريق الإنترنت خاصة وأنه وسيلة حديثة مواكبة للعصر الحديث .

 اتخذت مقعدا وجلست استمع بعناية للمحاضرين وهم الدكتورة هالة رمضان رئيس المركز والدكتور وليد رشاد زكي أستاذ علم الاجتماع بالمركز، والمهندس زياد عبد التواب عضو لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة ، والدكتور كمال كمال الباحث بالمركز ، والدكتور عمرو ورداني أمين الفتوي ومدير الإرشاد الزوجي بدار الإفتاء المصرية.

الزواج في خطر

بدأت الدكتورة هالة رئيس المركز بتأكيدها أن منظومة الزواج في خطر في ظل عدم توعية الأجيال الجديدة وقالت :"نحن في خطر، ونحتاج لتحالف وطني على مستوى كبير يشبه التحالف الوطني الخاص بالجمعيات الأهلية لتقديم التوعية اللازمة للشباب والأجيال الجديدة"، قبل أن تتابع:" هناك مشكلة يعاني منها الجميع حاليا وهي مسألة الطلاق المُبكر أو السريع بسبب هشاشة العلاقة الزوجية فيتم الطلاق في وقت زمني قصير. ومن اسباب زيادة نسبة الطلاق الزواج عبر الإنترنت الذي أصبح منتشرا حاليا، فالفرد الواحد يمكن أن يتزوج الكثير من المرات عبر الهولوجرام وعالم الميتافيرس".

ومع همهمات البعض عن ما هو الهيلوجرام أو الميتافيرس ؟، تابعت، أن تقنية الهولوجرام هي عبارة عن تمثيل صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد لشخص ما وعرضها في الهواء مباشرة دون الحاجة إلى وضع أجهزة على الرأس واستخدام أي جهاز آخر لرؤيته. في الواقع، سوف ترى أمامك شيء حقيقي أكثر مما تعتقد .. والميتافيرس هو عالم افتراضي وهو عبارة عن نسخة ثلاثية الأبعاد 3D للانترنت والحوسبة عموماً .

خروج على المعايير

ثم تناول طرف الحديث، الدكتور كامل كمال الباحث بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية، والذي أكد أن الزواج عبر الإنترنت أمر ليس سهلا،  لصعوبة اكتشاف الفروق بين شخصيتي العلاقة ، موضحا أنه قديما كان الفرد يختار عن طريق العائلة أو من خلال الوالدة ثم ظهرت ما تسمى الخاطبة، وظهر الزواج عبر إعلانات التليفزيون والجرائد، ومع الإنترنت حدث تطور في القصة، فقد أزاح الإنترنت حاجزا كبيرا وأصبح الزواج قرارا فرديا، كما قضى على الحدود المكانية".

وأضاف: "أجرينا دراسة في المركز القومي للبحوث دراسة حول ثقافة الزواج عبر الإنترنت، انقسمت لجزئين، الأول عينة من 1800 فرد كعينة عشوائية، ثم كانت العينة الثانية عن حالات تزوجوا بالفعل عبر الإنترنت ودرسنا حالتهم وقيمنا تجربتهم في الزواج، وخرجت الدراسة في 5 فصول، حيث اكتشفنا أن البعض يفضل اختيار شريك الحياة عبر الإنترنت باعتباره يناسب الناس الخجولة، والذين ليس عندهم وقت للعلاقات الواقعية كما أنه غير مكلف، فيما هناك رأي آخر يرى أنه الزواج عبر الإنترنت خروج على المعايير والتقاليد المتعارف عليها".

التحول للعلاقات الفردية

وهنا تدخل في الحديث الدكتور وليد رشاد زكي، أستاذ علم الاجتماع،  الذي شدد على أن قضايا الأسرة ذات حساسية شديدة في العالم كله، إذ تسبب نمط الحياة الحديثة، وظهور الانترنت، في تفكك اجتماعي كبير في العالم كله، وأثر ذلك أيضا على قيم وسلوكيات الأسر المصرية وعلاقة أفرادها، متابعا: "وفي دراستنا حول الزواج عبر الإنترنت توصلنا إلى عدد من النتائج ، منها أن فئة الشباب هم الأكثر زواجا عبر الإنترنت خصوصا أنه جعل تلك الفئة، يتحولون من العلاقات الجمعية إلى العلاقات الفردية .

وواصل: "ومن النتائج التي توصلنا لها أيضا أن الشباب بشكل عام تحولوا من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي، والتحرر من السلطوية الوالدية خصوصا فيما يتعلق في مسألة الزواج والطلاق.. وفي العينة العشوائية للدراسة وجدنا نصف العينة يؤيد زواج الإنترنت، وظهر ذلك في المدن أكثر من الريف باعتبار أن الإنترنت أصبح أسلوب حياة، والنصف الآخر رفض زواج الإنترنت باعتباره فيه غش وخداع، كما وجدنا الإناث أكثر دخولا على صفحات ومواقع الزواج، وذلك لتأخر سن الزواج، كما أن نسب الطلاق فيه تكون كبيرة ".

رفض الأهالي

وأوضح الدكتور وليد، أن نتائج الدراسة، كشفت أيضا، عن أن  55 % من الشباب الذي تزوجوا عبر الانترنت والذين أنهوا تعليمهم الجامعي، رفض أهاليهم تلك الطريقة في الزواج، لكنهم أصروا على إتمامه ، كما كشفت الدراسة أيضا أن أكثر الشباب يتزوج عبر الإنترنت من أجنبيات ويسافرون معهم للخارج."، كاشفا عن أن 80 حالة ممن تزوجوا عبر الإنترنت هناك 17 وقع بينهم الطلاق و24 أبدوا عدم اطمئنانهم في علاقتهم معا في المستقبل.

الزواج عبر بابجي

وفي تعليق بدا مفاجأة، قال المهندس زياد عبد التواب،  إن الدراسات في هذا الشأن كشفت، عن هناك بعض الحالات تزوجوا عبر لعبة بابجي على الإنترنت، قبل أن يستطرد:  "وفي المستقبل سنجد الآباء يعترفون بالزواج أيضاً على الانترنت".

فيما علق الدكتور عمرو الورداني، مدير مكتب الإرشاد الزواجي وأمين الفتوى بالأزهر الشريف، بأننا أصبحنا نعيش زمن الظواهر المركبة، ومنها الزواج عبر الإنترنت، موضحا أن هذا النوع من الزواج يجعل هناك مشكلة ثقة ووجود حالة من التوجس بين الطرفين، كما أن إلكترونية الزواج تسهم في "تسليعه"، أي جعله سلعة لها عرض وعليها طلب وطلبا مثل السوق، كما أن الزواج الإلكتروني "يرقمن" الإنسان وهذا خطر على منظومة القيم" .

وهنا فقط فهمت لماذا لم يتمكن أقرباء زوجي من الاستمرار معا لما تنطوي علية الزيجة من بداية تعارف خاطئة لخطوات تخلو من مشورة الأهل وصولا الى الاستسهال والتسرع في خطوات تحتاج الى التأني والتدقيق في اختيار الشريك المناسب .. وجاءت هذه الندوة في وقتها لأنقل لأبنائي التجربة لنتعلم جميعا منها .





 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية