تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عقب إعلان وزارة البترول والثروة المعدنية، عن نجاح إحدى الشركات المصرية - الإيطالية للبترول، في حفر وإكمال أول بئر أفقية بحقل «شمال روزا»، باستخدام أحدث تقنيات الحفر والإكمال لتعظيم الجدوى الاقتصادية للخزانات «منخفضة النفاذية»، وصف مراقبون الإعلانه أنه «إنجاز تاريخي جديد».
في هذا التقرير نوضح الفرق بين طرق الحفر التقليدية (الرأسية) والأفقية، ونقف على تبعات هذا الإنجاز.
في هذا التقرير نوضح الفرق بين طرق الحفر التقليدية (الرأسية) والأفقية، ونقف على تبعات هذا الإنجاز.
الأكبر في تقنيات الحفر
دكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، قال إن مصر تعد من أكبر الدول المتفردة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى مستوى العالم في استخدام تكنولوجيا وتطبيقات الحفر والإنتاج البترولي، التي تتماشى وتواكب التقنيات والتكنولوجيات العالمية.
وأرجع د.القليوبي ذلك الرأي إلى عدة أسباب، أولها: أن مصر من أولى دول الشرق الأوسط التي تمتلك أكبر عدد من الشركات التي تعمل في مجال النفط والغاز بجنسيات مختلفة تصل إلى أكثر من ٢٦ شركة استكشاف داخل جمهورية مصر العربية.
ثانيًا: مصر لديها القدرة على إجراء تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة في استخراج البترول، ويرجع ذلك إلى تواجد أكبر عدد من الشركات التي تعمل في مجال التكنولوجيا العالمية في مصر، والتي تطبق معظم التطبيقات الحديثة للتكنولوجيا الحديثة منها تطبيقات الحفر والإنتاج وهندسة البترول، وهندسة الآبار، وتطبيقات محاكاة الخزانات.
أضاف د. القليوبي، أن طرق الحفر التقليدية هي أحد الطرق المستحدثة لحفر الآبار البترولية، كما أنها تعد أحد الطرق للوصول إلى مكان الخزانات على المستوى الأفقي لمساحة كبيرة من فتحة البئر نفسها، فعند زيادة مساحة فتحة البئر الأفقية داخل الخزان النفطي، يزيد حجم الإنتاجية، في وقت زمني قصير.
تختلف هذه التكنولوجيا على مستوى شركات العالم، من أمريكا إلى أوروبا، ولكن التطبيقات والتصميمات تتماشى مع بعضها البعض في كل الأحوال.
مسار البئر ومميزتها
وعن كيفية استخراج البترول بالطريقة الافقية، يقول د. القليوبي: تكون على الامتداد الواسع وفي عمق محدد، بعكس الطرق التقليدية (الرأسية) والتي تكون بعمق كبير واتساع أفقي محدود، وتتم عملية التطبيق باستخدام طرق الحفر الأفقية.
وتحظى طرق الحفر الأفقية بالعديد من المميزات، منها المسافة الكبيرة داخل الطبقة بسمكها، تتيح الحصول على الزيت الخام غير المختلط بالمياه أو الغاز الطبيعي، أشار إلى أن عملية الإنتاج الاقتصادي كبيرة بالمقارنة بالآبار التقليدية.
ويشير د. القليوبي، إلى أن الاستعاضة بعملية تقنية الحفر الأفقية، تحقق كفاءة إنتاجية أعلى بكثير من كفاءة الإنتاج التي تحققها الآبار الرأسية، حيث أن تكنولوجيا الحفر الأفقي تهدف إلى زيادة الإنتاج بالمقارنة بالآبار التقليدية.
مناسبة للتكوينات الصعبة
وعن استخدام التطبيقات الأفقية في الحفر، يقول الدكتور حسام عرفات، أستاذ هندسة البترول ورئيس الشعبة العامة للمواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية سابقًا، إنها تتم في بعض التكوينات الصعبة التي يوجد بها تكوينات طبيعية صعبة مثل جبال، أو مناطق سكنية أو بحار أو مناطق زراعية، وبالتالي نلجأ إلى تقنيات الحفر المائلة أو الأفقية، التي ثبت كفاءتها العالية في الحصول على قدرات إنتاجية عالية، وتوفير عدد من الآبار التقليدية العمودية التي يتم حفرها بتكاليف باهظة.
وأضاف د. عرفات، أن من مميزات الحفر الأفقية أن حفر بئر واحدة تعادل في انتاجيتها 4 آبار بترولية مجتمعه بالشكل الرأسي.
وذكر د. عرفات، أمثلة على ذلك قائلًا: «هناك العديد من الآبار في الصحراء الغربية، تحقق مستوى إنتاجية تتراوح بين 600 -1000 برميل، كما تم اكتشاف العديد من الآبار في إقليم شرق المتوسط من الإسكندرية إلى العريش، إضافة إلى حجم ومستوى الإنتاجية العالي لآبار الاستكشافية لحقل "ظهر" والتي تعتمد على التطبيقات الحفر الأفقية».
آلية حفر الآبار النفطية
وأشار د. عرفات، إلى أنه قبل اكتشاف وحفر البئر يتم تحديد نوع الحفر أما التقليدي (الرأسي) والأفقي (العميق) والذي يعتمد على إجراءات عديدة قبل بدء الحفر للتأكد كون البئر عميقة أو أفقية، ففي حالة الحفر الأفقي واسع المدى أو الرأسي "العميق"؛ يتطلب توافر تقنيات تكنولوجية لتنفيذ هذا النوع من الحفر، والتي تتطلب الاستعانة بصور من القمر الصناعي حول "مكمن" البترول، حيث أن مصر تمتلك كوادر بشرية "غير مسبوقة " في الشرق الأوسط، قادرة على فك الشفرات وتحليل البيانات والصور القادمة من الأقمار الصناعية والكشف والتنقيب عن البترول.
والكوادر البشرية المصرية، يكون لديها القدرة على والتوقع والاستشعار عن بعد، من وجود مادة بترولية سواء غازية او سائلة، واستقراء الواقع من خلال تكنولوجيات خاصة ومعقدة، حيث تستخدم الأقمار الصناعية صناعية لتسجيل البيانات المتعلقة بالطيف الكهرومغناطيسي للأرض في مجموعة متنوعة من الأطوال الموجية، يتم تحليل هذه البيانات لتحديد المناطق التي يحتمل وجود النفط والغاز فيها.
ثم تأتي المرحلة التالية، وهي تحليل الصور والبيانات والتأكد من وجود جدوى اقتصادية جراء اكتشاف البئر البترولية، حيث تكلف عملية الاستكشاف والحفر الدولة مليارات، ويذكر أن حقل ظهر يكلف الدولة أكثر من ٢ مليار جنيه.
وأكمل د. عرفات، يتبع تلك الخطوات قيام شركات التنقيب ببدء التنقيب والتأكد من وجود احتياطي نفط متوقع، يحقق الجدوى اقتصادية، من خلال العينات الجيولوجية للوصول وصول إلى المكامن البترولية، لتبدأ بعدها عملية الحفر لاستخراج البترول سواء بحري او يابس ثم التسويق للمنتجات البترولية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية