تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "البلاي باك" في الحفلات.. خداع للجمهور أم متطلبات العصر؟
source icon

سبوت

.

"البلاي باك" في الحفلات.. خداع للجمهور أم متطلبات العصر؟

كتب: سيد محمود  

 أثيرت فى الآونة الخيرة أزمة غناء بعض المطربين في حفلاتهم الحية باستخدام تقنية الـ "بلاي باك"، مثلما حدث فى مهرجان موازين بالمغرب عندما غنت المطربة شيرين في وجود الفرقة الموسيقية والمايسترو "بلاي باك"، مما أثار غضب الجماهير وما تبعه من هجوم على وسائل التواصل الاجتماعي، فهل هي ظاهرة جديدة، واستغلال للإمكانات التكنولوجية، أم خداع للجمهور العاشق للحفلات الحية؟

البلاي باك أنواع
يقول المايسترو والملحن الكبير أمير عبد المجيد، لابد من توضيح بعض المفاهيم التي قد يجهلها كثيرون، فهناك أكثر من نوع من "البلاي باك"، وليس نوعًا واحدًا فقط وهم:
1- البلاي باك الكامل (Full Playback): ويُقصد به أن كل ما يُقدَّم على المسرح، من موسيقى وغناء، يكون مسجَّلًا مسبقًا، ويتم تشغيله أثناء العرض دون أي أداء حي.
2- البلاي باك الجزئي (Half Playback): حيث تكون الآلات الموسيقية مسجّلة، بينما يؤدي المطرب الغناء بشكل حي على المسرح.
3- وهناك أيضًا نمط ثالث، يكون فيه الغناء الحي للمطرب فقط، بينما يكون الكورال مسجّلًا، أو العكس.
 
أسباب فنية
ويؤكد أمير أن السبب في اللجوء للبلاي باك، أن بعض الأغاني تتطلب تجهيزات صوتية معينة، وآلات موسيقية محددة، وإخراجًا صوتيًا (مكساج) تم تنفيذه داخل الاستوديو بتقنيات دقيقة.

وعندما يرغب الفنان في تقديم هذه الأغنية في حفلة تُقام في مكان قد لا تتوفر فيه تلك المعدات أو الإمكانات، أو لا يسمح الوقت بالتجهيزات الكاملة، يلجأ إلى استخدام البلاي باك، حفاظًا على جودة العمل وقيمته الفنية.

وفي أثناء البروفات، نقوم بتشغيل الأغنية المسجّلة أمام الموسيقيين، ويقومون بالعزف الحي معها، تدريبًا وتأكيدًا على التزامن مع التسجيل.

وقد حدث ذات مرة أن كنا نعزف مع تسجيل بلاي باك، ونسى مهندس الصوت وأبقى على الميكروفون مفتوحًا فتم تشغيل الصوت الحي مع التسجيل في آن واحد، وأستمر الأمر بسلاسة دون أن يشعر أحد بأي خلل، إلى أن أخطأ المطرب في كلمة، فظهر حينها أنه يغني مع التسجيل.

هذا لا يُعدّ تقصيرًا من المطرب أو من المايسترو أو من الموسيقيين، بل هو أمر تقني وارد، ولا يقلل من احترافيتهم.

2d1e1702-1452-448b-970f-244adf6eccb0.jpg
أداء غير مقبول
أما ما يُعدّ غير مقبولاً، فهو أن يصعد الفنان إلى المسرح ليقدّم برنامجًا غنائيًّا كاملًا باستخدام البلاي باك فقط، دون أي غناء حي، لأن الجمهور لم يأتِ ليسمع تسجيلات، بل لحضور عرض حي وتفاعل مباشر، وما يمكن مشاهدته على شاشة التليفزيون لا ينبغي أن يُقدَّم بنفس الطريقة على المسرح.

لذا، حين نلجأ إلى استخدام البلاي باك، فإن ذلك يكون لأغنية أو اثنتين فقط من البرنامج، لأسباب فنية بحتة، وليس نتيجة كسل أو ضعف من الفنان.

من المهم أن يدرك الجمهور هذه الفروق، وأن يتفهم أن البلاي باك ليس عيبًا في حد ذاته، وإنما هو أداة تُستخدم بحذر واحتراف في مواقف محددة، لضمان أفضل تجربة فنية ممكنة.

خداع 
من جهته يوضح المايسترو هاني فرحات، أنه عند استخدام البلاي باك في أي حفل غنائي لابد أن يكون الجمهور الذي أتى ليستمتع بالحفل على علم بما سيقدم له، حتى لا يتحول الأمر إلى ما يمكن أن نسميه خداع، وما يحدث في بعض الحفلات فى عالمنا العربي غير مقبول، فعناصر العملية الفنية معروفة؛ مطرب، فرقة، مايسترو، وكل عنصر له أهميته ودوره ويكملون بعضهم البعض ليخرج الحفل بشكل متكامل.

فالجمهور يذهب ليستمتع بالمطرب ويراه بالعين، ولذلك تقسم المقاعد والصفوف من يجلس فى المقاعد الأولى أغلى سعراً، لأنه سيرى بالعين الفرقة والمطرب، وإلا اكتفى المتابع بمشاهدة وسماع الحفل عبر التليفزيون فى منزله دون الخروج ودفع أموال نظير الحفل.

6a961b47-086c-4e64-836f-30e92ce84089.jpg
ليس كومبارس
وتقول المايسترو إيمان جنيدي فيما يخص رأيي حول دور المايسترو، فأنا أؤكد أن المايسترو لم يكن يومًا مجرد "كومبارس"، ولا يمكن اعتباره مجرد شخص يقف على المسرح لأداء شكلي، بل هو، في رأيي، مخرج العمل الفني بأكمله.

فالمايسترو هو الذي ينظم الجانب الفني للفرقة الموسيقية بالكامل، ويضع النوت الموسيقية أمام العازفين، ويُوزّع الأدوار بينهم، فقد يُكلف آلة الكمان بدور معين، وآلة الأوبوا بدور آخر، وهكذا.

كما أنه يمسك بالوحدة الزمنية الأساسية للمقطوعة الموسيقية، إذ أن لكل عمل موسيقي زمنًا محددًا، ويقوم بتحديده وتحريكه بيده اليمنى، فيُشير إلى الإيقاع والزمن الذي تسير عليه المقطوعة أو الأغنية التي يؤديها المطرب أو المطربة.

أما اليد اليسرى، فتُستخدم غالبًا لإعطاء إشارات أخرى تُساعد في تنسيق العمل وتوجيه بعض الملاحظات خلال الأداء.

فالمايسترو هو المنسق الفني للعمل بأكمله، وهو المسئول عن التوزيع اللحظي بين الآلات الموسيقية، ويصنع الشكل الجمالي النهائي الذي يظهر به الأداء، وهذا العمل يتطلب تدريبًا كبيرًا ودقة عالية، ولذلك فإن أغلب العازفين يظلون دائمًا منتبهين إليه خلال الأداء، لأن بإمكانه في أي لحظة أن يُعيد مقطعًا أو يُغيّر في الترتيب حسب ما يراه مناسبًا، خاصة إذا قرر المطرب أن يُعيد جملة غنائية، فيُشير إليهم بيده استعدادًا لذلك.

إذن، المايسترو ليس مجرد منسق أو موزّع تقني، بل هو القائد والمخرج الفني الحقيقي، الذي يضبط التوقيت، ويوجه التعبير، ويُعيد التناغم عند الحاجة، ويُنسق بين جميع العناصر لإخراج العمل بأفضل صورة ممكنة.

 وأضافت، المطرب الذي يعتمد على "البلاي باك"، يكون أداؤه محصورًا في نسخة واحدة ثابتة، فالأغنية مسجّلة مسبقًا، بما في ذلك التوزيع الموسيقي، وبالتالي لا يستطيع أن يعيد غناء أي مقطع منها، فإذا طلب الجمهور منه إعادة كوبليه نال إعجابهم، فلن يكون قادرًا على ذلك، لأن ما يُقدَّم على المسرح ليس أداءً حيًّا، بل تشغيلٌ لتسجيل مُسبق عن طريق فلاش أو قرص أو أي وسيلة أخرى، مما يُلزمه بالسير وفق ما هو مسجّل، دون أي تعديل أو تفاعل لحظي.
7599baba-5ef5-48f4-bbea-1d2a74e5abce.jpg
أداء بلا روح
ولأن الأداء لا يصاحبه منسّق مباشر أو فرقة موسيقية تتفاعل معه على المسرح، فإنه يصبح، في رأيي، أداءً بلا روح، لأنه يتكرر بنفس الشكل كل مرة، دون مرونة أو حياة.

أما حين يكون المطرب مصحوبًا بفرقة موسيقية حيّة، فإنه يستطيع التفاعل مع الجمهور، ويُعيد المقاطع التي تلقى استحسانهم، فإذا صفق الجمهور لمقطع معين، يمكنه إعادته فورًا، لقد كانت أم كلثوم، على سبيل المثال، تُعيد بعض المقاطع مرات عديدة استجابة لتفاعل الجمهور، أما في حالة "البلاي باك"، فالمطرب لا يستطيع التفاعل، ولا الاستجابة لانفعالات الجمهور، بل يسير وفق القالب المسجَّل كما هو، دون تغيير.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية