تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : أزمة راغب علامة أشعلتها.. هل أخلاق المجتمع في خطر؟
source icon

سبوت

.

أزمة راغب علامة أشعلتها.. هل أخلاق المجتمع في خطر؟

كتب:عبدالعزيز الشاعر

مازالت مواقع التواصل الاجتماعي مشتعلة بين مؤيد ومعارض لقرار منع المطرب اللبناني راغب علامة من الغناء في مصر من جانب نقابة المهن الموسيقية برئاسة المطرب والملحن والشاعر مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية.. بناء على ما حدث مؤخرًا في حفل المطرب راغب علامة بالساحل الشمالي وترحابه المبالغ فيه مع بعض المعجبات أثناء وقوفه على المسرح.. مما أسفر عن اشتعال السوشيال ميديا معتبرة أن ما حدث تجاوزًا.. ففريق ألحق هذا التجاوز بالمطرب على اعتبار أنه لو رفض هذا السلوك لانتهى الأمر قبل بدايته، وفريق آخر ألقى باللوم على النسوة اللاتي تسببن في هذا الموقف الغير لائق.. وتسائل هذا الفريق عن الأسباب التي دفعت بهن إلى التخلي عن القيم المصرية، وعدم الالتفات إلى تقاليد المجتمع وعاداته وأصوله.. ونذهب بالحدث وأطرافه وما تلاه من أحداث إلى البحث مع أصحاب القرار والمتخصصين في الشأن الفني وعلماء الاجتماع للوقوف على ملابساته من جميع جوانبه..

الأزمة ليست قبلة 
بداية يقول مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية: موضوع راغب علامة لا يتلخص في قبلة أخطأت موضعها بين الفنان وإحدى معجباته كما يصور ويروج لذلك البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، ولقد رأينا كمجلس نقابة الحدث كاملًا منذ بدء الحفل وحتى نهايته، وفيه من التجاوزات العديدة مع المعجبات اللاتي اعتلين خشبة المسرح أثناء وقت الحفل، ووجدنا أن هناك خطئاً جسيمًا يستوجب وقفة وتحقيقًا لمنع تكراره مرة أخرى، فاتخذنا قراراً بإجماع أعضاء المجلس، بمنع راغب من الغناء في مصر، والمثول أمام جهات التحقيق بنقابة الموسيقيين المصريين.

وهذا أمر لا يمكن معالجته بشكل ودي، لأنه شأن عام يمس الموسيقى والغناء في مصر، والتي أترأس النقابة المعنية بذلك، فكان لزامًا علينا أن نتخذ قرارًا يضع حدًا نهائياً لأي تجاوز من هذا القبيل.

ليست مهمتي 
فيما أبدى راغب علامة اندهاشه من قرار نقابة الموسيقين المصرية بمنعه من الغناء في مصر حتى يحضر للنقابة، ولم يقل حتى يحقق معه -على حد تعبير راغب- وأوضح سبب اندهاشه بأنه فنان مؤمن بحسن معاملة الجمهور الذي يبدي له حبًا كبيرًا كما كان واضحًا في الحفل محل الجدل الذي أقيم في الساحل الشمالي.

وأنه لم يتعلم أبدا التعالي على الجمهور أو صده وتجاهله، وأنه فنان وليست من مهامه أن يمنع الناس من الصعود على المسرح أو النزول منه لأنها مهمة أشخاص آخرين، وأكد أن قبلة الجمهور للفنان ليست عيبًا خاصة إذا ما كانت على خشبة المسرح وأمام الكاميرات، وأنه لم يضبط بارتكاب فعل فاضح -على حد تعبيره- وأبدى حزنًا شديدًا مما يحدث، وقال كان أولى بالفنان مصطفى كامل أن يتحدث إلي قبل إصدار هذا البيان، وكنت أوضحت له الأمر بتفاصيله، ولكني تحدثت إليه بعد علمي بالبيان، وفي نهاية المكالمة دعاني للتكريم بنقابة الموسيقين المصرية، ولم يذكر لي أي شيء عن التحقيق.

وأكمل راغب قائلاً، ما يؤلم أن مهام النقابة هي الدفاع عني وليست مهاجمتي، سأذهب بأمر لله للنقابة التي زرتها مرات عديدة وسعدت بالجلوس مع عظماء كثر من فناني مصر، ولا يمكن نسيان زيارتي لها في عهد حسن أبو السعود رحمه الله.

مصر بيتي كما هي بيت كل فنان عربي، وأعرفها جيدًا منذ خمسة وثلاثين عامًا، وأكثر أغنياتي باللهجة المصرية، ولي في مصر بيتان واحد بالقاهرة والثاني بالساحل الشمالي، وعزائي في هذا الموقف مساندة فناني مصر والجمهور الذي أحبه ويحبني منذ سنوات طوال.

الحل.. إحياء منظومتنا الأخلاقية
بينما تقول الناقدة دينا شرف الدين، لا أتفق مع قرار وقف راغب علامة عن الغناء في مصر من قبل نقابة الموسيقيين المصرية، فهو فنان معروف ومن الطبيعي أن يسعده إقبال المعجبات، ولا نلقي عليه من اللوم إلا القليل الذي يمكن أن يكون قد منعه الحرج من أن يتصرف بشكل غير لائق من وجهة نظر الناس إذا ما نهر أو زجر إحدى المعجبات.

المشكلة تتركز في هذه الفتيات أو النساء اللاتي خلعن ثوب الحياء والأعراف والقيم التي عرفناها ونشأنا جميعا عليها، ومن يسير على نهجهن هم من يحتاجون للمحاسبة.

وترى دينا، لابد من تكاتف الجميع من مسئولين، شيوخ، إعلاميين، معلمين، منظمات مدنية، وكل من بيده تحويل الخطأ إلى الصواب، في هذه الأمة المصرية العريقة التي حافظت على حضارتها آلاف السنين، وبوسعها حفظ قيمها وأخلاقها وأصالتها أيضًا.

علينا أن نبث الحياة في عاداتنا وقيمنا وأخلاقنا، وفي كل فن يخرج إلى الجمهور من أي نافذة من نوافذه المعروفة، وأهمها حاليًا الدراما التليفزيونية، وأن نعالج المشكلة من جذورها وليس بشكل سطحي كما نفعل منذ عقود حتى وصل الأمر لهذا الشكل المؤسف.

أعلم كما يعلم الكثير أن هناك من المسئولين من يحبون مصر ويسعون لإصلاح أحوالها وأحوال أبناءها ونأمل فيهم كثيرًا أن يعيدوا الحياة للمنظومة الأخلاقية بشتى السبل.

اعتاد على هذا النوع من الإطراء 
ومن جهتها تشير الدكتورة غادة حشمت استشاري العلاقات الأسرية، إلى أنه من الواضح أن راغب علامة من خلال حفلاته السابقة في شتى الأماكن كان يحدث معه أمور مشابهة من المعجبات، وأنه اعتاد على ذلك مما دفع المخ لإدمان مثل هذه الأفعال التي باتت تسعده.

لكن ما حدث في حفل الساحل كان كبيرًا وغير مقبول على الإطلاق، سواء من حيث عدد النساء اللاتي صعدن إليه على المسرح وكان مبالغًا فيه، لكن يعود ذلك الخطأ إلى التنظيم الذي سمح بذلك من الأساس.

ورأينا كيف تفاعلت معه المعجبات عن قرب، إلى أن جاءت إحداهن بجرأة أكثر وقبلته، وهذا لا يمكن قبوله، لأنه يعد في مصر فعلًا فاضحًا.

وتوضح د. غادة، نحن ننظر للفنان كقدوة، تراه الأجيال من الصبية والشباب ويقلدونه، ولا نحب أن نرى في بلادنا بعد فترة هذا الفعل في شوارعنا بداعي الحرية الشخصية وما إلى ذلك من المبررات، وكان على راغب أن يرفض ذلك حتى لو اضطر إلى زجر من تمادت وخرجت عن المألوف، وذلك حفاظًا على قيم مجتمع هو يعرفه جيدًا، ويعرف أنه لا يمنح الحريات في مثل هذه الأمور، وأن لديه أعراف وعادات يحترمها أغلب أفراده، وهؤلاء الأفراد هم من ينتقدوا من يتجاوز في حق هذا المجتمع.

وتؤكد، لو أراد راغب إيقاف هذا المشهد لفعل بأي طريقة كانت لأنه فنان ليس بالمستجد، ولديه من الخبرة ما تمكنه من حسن التصرف في مثل هذه المواقف، ولكن صمته وقبوله تعني ما أشرت له في بداية الكلام وهو حبه لمثل هذا الإطراء من معجبيه.

القرار لم يخطئ
وأضافت د. غادة، أن تدخل مصطفى كامل نقيب الموسيقيين السريع وإيقاف راغب عن الغناء إلى أن يمثل للتحقيق أمام الجهات المختصة في النقابة يحسب له، وسيكون رادعاً لأي فنان آخر يقف نفس الموقف.

بل إنه سيحفز المنظمين على الاهتمام الأكبر بمثل هذه الخروقات، مما يؤدي في النهاية إلى عدم رؤية مثل هذا الانفلات السلوكي الذي لو ترك له الحبل سيذهب بنا بعد سنوات معدودة إلى مساحة غير معلومة من الخروج عن الأعراف تحت مسمى حرية الفرد.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية