تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : احذروا .. التعرق ودرجات الحرارة قد تصيبكم بـ"السعفة المبرقشة"
source icon

سبوت

.

احذروا .. التعرق ودرجات الحرارة قد تصيبكم بـ"السعفة المبرقشة"

كتب:هبة عبد السلام

لم تلتفت زميلتي بالعمل "مها"، عندما ألقيت عليها تحية الصباح في مستهل يومنا، إذ كانت شاردة الذهن تنظر إلى خارج النافذة،  ولم تنتبه إلا عندما وقفت أمامها مباشرة،  لتنظر إلى متعجبة من أنها لم تشعر بدخولي من قبل.

سألت مها عن أسباب شرودها، فقالت إن ابنتها مريم ذات الـ14 عاما، تعاني من بقع غريبة على بعض أجزاء جسدها،  كانت في البداية على رقبتها فقط ولكن الابنة لم تلق لها بالاً، إلا أنها بعد أيام قليلة انتشرت تلك البقع في ظهرها وبطنها ومنطقة الصدر،  وهي تخشى أن يكون هذا مرضا خطيرا أو سرطانيا لا قدر الله، سألتها إن كانت استشارت طبيباً، فأجابتني أنها حجزت موعداً لكن لانشغال الطبيب حدده في الغد.

استشارة هاتفية
حاولت طمأنة زميلتي، وقلت لها عندي فكرة قد تساعدك في تهدئة أعصابك حتى موعد الطبيب، فقالت بعد أن تلألأت عينيها : "الحقيني بيها"..  فسألتها هل لديك صورة لهذه البقع؟ قالت: نعم سأرسلها إلى هاتفك فوراً .

وبالفعل أرسلت الصورة، إلى ابنة خالي د. شيماء يوسف أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل،  ثم اتصلت بها وطلبت منها أن تلقي نظرة عليها وتخبرني عن ماهية تلك البقع، وبمجرد أن فتحت الصورة قالت : "هذا أمر بسيط ، إنها تينيا ملونة وهي ليست خطيرة"، وكانت هذه أول مرة اسمع فيها عن هذا المرض،  فسألتها: وما هي التينيا الملونة ؟ فقالت : هي أحد أنواع الفطريات التي تعيش بشكل طبيعي على جلد الإنسان، وهي حالة جلدية غير سرطانية شائعة بسبب عدوى الخميرة التي تعيش عادةً على الجلد في الظروف المناسبة، مثل الجلد الدافئ والدهني والرطب ، وفي حال نموها بشكل غير طبيعي فإنها تسبب العدوى الفطرية للجلد.

ويمكن أن تنمو الخميرة بشكل مفرط وتتسبب في ظهور طفح جلدي يتكون من بقع قشرية بنية، أو وردية، أو بيضاء ، يتراوح حجمها من 1 إلى 3 سم، ويمكن أن تتحد الآفات الفردية معًا لتشكل بقعًا كبيرة، تؤثر على لون صبغة الميلانين في الجلد، فتظهر بقع بلون مختلف عن لون الجلد الأصلي .. وهي معروفة أيضًا باسم "السعفة المبرقشة"،  هنا استوقفتها وسألتها: "وهل هذه السعفة معدية ؟" فقالت : "لا .. فعلى الرغم من أنها عدوى، إلا أنها لا تنتقل من شخص إلى آخر".

الأسباب والمضاعفات
لم أكتف بما أوضحته د. شيماء، وسألتها عن أسباب الإصابة بـ"التينيا الملونة"،  وما إذ كان لها مضاعفات، فأجابت، أن أسباب الإصابة بها متعددة،  ومنها العيش في مناخ دافئ ورطب،  ووجود بشرة دهنية والتعرق المتكرر أو المفرط،  أو استخدام أدوية وعلاجات تحتوي على  "الكورتيكوستيرويدات"،  وأيضا تناول الأدوية التي تضعف جهاز المناعة، والتغيرات الهرمونية أيضا خاصة لدى الأشخاص في سن المراهقة وما بعدها حيث يتأثر المراهقون والشباب بمرض التينيا الملونة بشكل متكرر، أما بالنسبة للأطفال الصغار أو البالغين الأكبر من 65 عامًا فهي غير شائعة لديهم .

وأكدت أنه ليست لـ"التينيا الملونة"،  أية مضاعفات خطيرة ، لكن الجلد قد يتغير لونه ويصبح متقشرًا ومثيرًا للحكة ، وقد يستغرق لون الجلد شهورًا حتى يعود إلى طبيعته، فقلت لها هل تصيب هذه البقع الملونة الوجه ؟ ، فقالت : نادرا فهي تصيب الأماكن شديدة التعرق كالصدر وأعلى الظهر والذراعين والبطن والرقبة والفخذين.

وهنا تنفست "مها" الصعداء واطمأنت بشكل مبدئي على ابنتها ولكنها أكدت بالرغم من ذلك أنها ستصحبها لزيارة الطبيب في الموعد الذي حدده لزيادة الاطمئنان.

مرض غير معدي
في اليوم التالي،  اصطحبت مها ابنتها إلى عيادة د. ميرفت محمد استشاري الأمراض الجلدية بالحوض المرصود،  التي أكدت بالكشف الأولي أن هذه البقع هي فعلا "تينيا ملونة"، وأرجعت ظهورها على مريم للموجة الحارة التي نمر بها خلال الأيام  الحالية، موضحة أنه مرض ليس بجديد ولكنه منتشر هذه الأيام بكثرة بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة.

 وتابعت: "هي لا تسبب عادةً أي أعراض، على الرغم من أن بعض الناس يبلغون عن حكة طفيفة، خاصةً عندما يتعرقون ، وهو مرض غير معدي ولا يسبب الألم العضوي ولكنه قد يؤثر على نفسية المريض لما فيه من تأثير على شكل ولون الجلد".

عوامل تحديد العلاج
و يعتمد علاج "التينيا الملونة" على عدة عوامل، كما أوضحت استشاري الأمراض الجلدية،  ومنها: مكان ظهور البقع الملونة على الجسم، وشدة وكمية انتشارها على الجلد، وسمك المنطقة التي تظهر عليها الأعراض والمناخ، بحيث يعد الجو الحار الرطب من عوامل تنشيط التينيا الملونة، موضحة أنه عادة يستخدم في العلاج مضادات الفطريات الموضعية وهي أكثر العلاجات شيوعًا في العلاج، وتختلف أشكالها الصيدلانية ما بين المراهم والشامبو والغسول الطبي والكريمات والصوابين.

وأشارت إلى أنه عند استخدام مضادات الفطريات الموضعية، يجب غسل وتجفيف المنطقة المراد وضع العلاج عليها، ويتم تطبيق العلاج مرة إلى مرتين يوميًا لمدة أسبوعين على الأقل، وفي حال استخدام الشامبو المضاد للفطريات يجب الانتظار من 5 إلى 10 دقائق قبل إزالته عن الجلد، ولكن في حال عدم التحسن خلال شهر من ظهور الأعراض،  واستخدام العلاجات الموضعية فيجب مراجعة الطبيب، موضحة أنه في بعض الحالات يتم اللجوء للحبوب الدوائية المضادة للفطريات في حال شدة أعراض "التينيا الملونة"،  وانتشارها أو في حال عودة المرض مرة أخرى بعد العلاج. حيث يتم وصف الحبوب الدوائية من مضادات الفطريات بوصفة طبية فقط من طبيب الجلدية.

عودة المرض
وبالرغم من أن الحبوب الدوائية تساعدك على التخلص من التينيا الملونة إلا أن لون الجلد يحتاج من عدة أسابيع إلى عدة أشهر للعودة إلى لونه الطبيعي والتخلص من التصبغات، كما أكدت د. ميرفت، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تعود الإصابة، خاصةً إذا كان الفرد يعيش في بيئة دافئة ورطبة؛ وذلك لأن الخميرة التي تسبب الالتهاب هي نوع من أنواع الفطريات الذي يعيش على الجلد، لذا يُنصح باستخدام الغسول الطبي كبريتيد السيلينيوم مرة في الأسبوع لمدة 10 دقائق لمدة عدة شهور وذلك بعد استشارة الطبيب للوقاية من عودة الالتهاب مرة أخرى.

واختتمت الدكتورة ميرفت،  بأن هناك عدة خطوات للوقاية من الإصابة بـ"التينيا الملونة"،  منها تجنب استخدام منتجات زيتية على الجلد والتقليل وقت التعرض للشمس،  ووضع واقي شمس بشكل يومي وارتداء الملابس الفضفاضة المصنوعة من القطن لتقليل التعرق،  واستخدم شامبو مضاد للفطريات في حال الاضطرار للتعرض للشمس،  مشددة على ضرورة استشارة الطبيب أولا.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية